خطباء عرفة خلال عهد الدولة السعودية الثالثة.. 13 شيخا في 100 عام
يعتلي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، منبر مسجد نمرة لإلقاء خطبة عرفة، ليكون الخطيب الـ 13 الذي يعتلي هذا المنبر على مدار 100 عام.
وتعد هذه المرة الأولى للعيسى عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في إلقاء خطبة عرفة، بعد أن صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وسبق العيسى في إلقاء خطبة عرفة على مدار قرن، 12 خطيبًا من المشايخ والأئمة الفضلاء، كان أكثرهم وقوفًا في منبر مسجد نمرة بعرفات المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بـ34 خطبة، بدأها 1402هـ إلى 1436هـ، تلاه الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ بـ25 خطبة على مدار 25 عامًا متواصلة.
ويتوقع أن يستمع، الجمعة، نحو 200 مليون شخص حول العالم لخطبة عرفة الذي سيتم ترجمتها هذا العام إلى 14 لغة.
وكان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس قد كشف عن موافقة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على زيادة عدد اللغات في ترجمة خطبة عرفة إلى (14) لغة.
كما أنهت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، رفع سرعات دوائر الربط والإنترنت، في مقرات بث ترجمة خطبة عرفة، وذلك تزامنًا مع البث المباشر، لخطبة عرفة بالصوت والصورة، وترجمتها فورياً إلى (14) لغة.
إنجازات قرن
وتتوج تلك الجهود إنجازات حققتها السعودية على مدار قرن من الزمان لخدمة ضيوف الرحمن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
قرن من الزمان نجحت فيه القيادات السعودية المتعاقبة في مواجهة كل التحديات، والتي كان أحدثها جائحة كورونا، لتقديم كل الخدمات كي يؤدي ضيوف الرحمن حجهم بكل يسر وسهولة وأمان وطمأنينة.
ويعد موسم الحج هذا العام استثنائيا، كونه موسم الحج الأكبر منذ بدء تفشي فيروس كورونا، و الأول الذي يتم فيه استقبال حجاج من خارج المملكة، حيث جرى رفع إجمالي عدد الحجاج إلى مليون بعد عامين من قصر الحج على أعداد محدودة من داخل المملكة فقط بسبب جائحة كورونا.
ويوافق هذا العام 1443 هـ مرور قرن هجري من الزمان على تدشين بداية عهد رعاية ضيوف الرحمن من قبل الملك المؤسس، فقبل أن يكتمل توحيد المملكة، أخذ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن على عاتقه مسؤولية رعاية وأمن وأمان وإكرام ضيف الرحمن، لتكون الركن الأساس في بناء الدولة منذ اللبنات الأولى لتأسيسها.
وبعث رسمياً رسائل إلى أمراء المدن التي دخلت الحكم السعودي، آنذاك، لبدء الاستعداد لاستقبال الحجاج مبكراً في 15 من محرم عام 1343هـ.
واستمرت العناية بالحجاج والمعتمرين منذ ذلك التاريخ مرورا بتأسيس المملكة، وعبر ملوكها المتعاقبين، وصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي شهدت رعاية ضيوف الرحمن في عهده نقلة نوعية وإنجازات قياسية، مكنت المملكة من تنظيم الحج على مدار موسمين متتاليين (2020 و2021)، في ظل جائحة كورونا، بنجاح منقطع النظير، دون تسجيل أية إصابات.
وبعد عام واحد من توليه الحكم، أطلق الملك سلمان عام 2016 خارطة طريق لرسم مستقبل البلاد تحمل اسم "رؤية 2030" تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات، وكان في القلب من تلك الرؤية وأحد أبرز برامجها، "برنامج خدمة ضيوف الرحمن".
قائمة بخطباء عرفة
وعلى مدار هذا القرن من الزمان من المؤسس وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اعتلى منبر نمر لإلقاء خطبة عرفة، 13 خطيبا "خلال عهد الدولة السعودية الثالثة":
1- أول من خطب في مسجد نمرة بعرفات في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود هو الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب بإذن من الملك عبدالعزيز، وذلك عام 1343 هـ.
2- ما بين عامي 1344 وحتى 1369 هـ اعتلى منبر مسجد نمرة الشيخ عبدالله بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب.
3- في عام 1370 خطب في عرفة الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
(من عام 1371 وحتى عام 1376 اختلف الباحثون فهناك من قال إن الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ استمر في الخطابة خلال الفترة من 1370 وحتى 1376هـ، وهناك من رجح أن يكون مؤدي الخطبة هو الشيخ عبدالله بن حسن بن عبدالوهاب، أو ولده الشيخ عبدالعزيز، والتباين في الآراء لا يؤثر في عدد خطباء عرفة على مدار هذا القرن، كونهم جميعا تأكدت مشاركتهم سابقا أو لاحقا في إلقاء خطبة عرفة)
4- منذ عام 1377 وحتى عام 1398 كان يؤدي خطبة عرفة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
5- في عام 1399هـ ألقى الخطبة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان وسجلت خطبة ذلك العام، وهي متداولة حتى وقتنا الحاضر.
- في عامي 1400 و1401، عاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن لإلقاء خطبة عرفة ليعتذر بعدها عن عدم الخطابة لظروفه الصحية.
6- من عام 1402 هـ حتى عام 1436هـ ألقاها مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ويعد أكثر الخطباء وقوفًا في منبر مسجد نمرة، بـ34 خطبة.
7- عام 1437 هـ، ألقى الخطبة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
8- في عام 1438 هـ ألقى الخطبة الشيخ سعد بن ناصر الشثري.
9- في عام 1439 ، ألقى الخطبة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ .
10- في عام 1440 هـ ، ألقى الخطبة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ.
11- في عام 1441 ألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع الخطبة.
12- في عام 1442 ، ألقى الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة الخطبة.
13- يلقي خطبة هذا العام الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
منبر عرفة
يعد منبر عرفة، أبرز رسالة دينية سنوية توجّه من أقدس بقاع الأرض إلى العالم، وهو منبر رسالة السلام والمحبة والتسامح، التي تنطلق من منبع الرسالة المحمدية إلى جميع دول وشعوب العالم.
منبر عرفة، هو الاقتداء الشرعي بخطبة الوداع التي ألقاها رسول صلى الله عليه وسلم في الموضع المشيّد عليه مسجد "نمرة" ، وهو المسجد الذي يعرف كذلك باسم "مسجد إبراهيم" .
ينتظر العالم الإسلامي خطبة عرفة كل عام بصفتها استعراضاً لهموم وتطلعات المسلمين، وإرشادات ربانية للتوادّ والتراحم والتكاتف فيما بينهم، والحثّ على الترابط العائلي والتحلي بالقيم الإسلامية الرفيعة في جميع المعاملات اليومية، والإحسان إلى المحتاجين.
ويعتبر مسجد "نمرة" من أبرز المواقع الدينية والتاريخية عند الحديث عن مناسك الحج، بحكم وقوعه في مشعر عرفات.
وشهد المسجد في عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، بتكلفة بلغت 237 مليون ريال، على طولٍ بلغ 340 متراً من الشرق إلى الغرب، وعرضٍ يقدر بـ 240 متراً من الشمال إلى الجنوب، ومساحة تجاوزت 110 آلاف متر مربع، إلى جانب ساحة مظللة خلف المسجد تقدَّر مساحتها بـ 8000 متر مربع.
ويستوعب بعد هذه التوسعة نحو 400 ألف مصلٍ، ويظهر بست مآذن، ارتفاع كل مئذنة منها 60 متراً، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 باباً، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية، مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية.