متلازمة ما قبل الحيض.. الأسباب والأعراض
يعاني كثير من النساء من مجموعة غير متجانسة من الأعراض الجسدية والسلوكية والعاطفية خلال الأسبوع السابق لحيض الدورة الشهرية.
وتُسمى هذه الأعراض غير المتجانسة "مُتلازمة ما قبل الحيض" وأعراضها مزعجة في غالب الأحيان، وقد تعوق القدرة على ممارسة أنشطة الحياة اليومية، وتعطيل الحياة الطبيعية لدى بعض النساء لأيام.
والحيض يعد جزءاً طبيعياً من حياة كل امرأة في عمر الإنجاب، وهو ضروري لتجديد بطانة الرحم لتحضيرها للحمل، وتصاحبه أعراض عدة مزعجة للمرأة. ولكن أعراض متلازمة ما قبل حيض الدورة الشهرية، هي تلك التي عادة ما تبدأ بعد اليوم الثالث عشر من الدورة الشهرية، وتتفاوت في الشدة، وتختلف عن أعراض فترة الحيض الفعلي.
ووفق نتائج الإحصاءات الطبية، يقول معظم النساء، أي أكثر من 75 في المائة منهن، إنهن يعانين من بعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض مثل انتفاخ البطن، والصداع، وتقلب المزاج، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
ويظهر ذلك خاصة لمن لديها مستويات عالية من التوتر العاطفي بالأصل، واللواتي يكون مزاجهن حساساً لتغير مستويات الهرمونات أثناء الدورة الشهرية. وبالنسبة لمعظمهن، تكون الأعراض خفيفة. ولكن بالنسبة لبعض النساء، أي أكثر من 8 في المائة، قد تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة أنهن يتغيبن عن العمل أو المدرسة، وحينها تُسمى الحالة "اضطراب ما قبل الحيض المزعج".
وفي المتوسط، تكون النساء في الثلاثينيات من العمر أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة ما قبل الحيض، وقد تزداد الأعراض سوءاً مع بلوغ أواخر الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، وعند الاقتراب من المرحلة الانتقالية لسن انقطاع الطمث.
علامات وأعراض
وبرغم محاولات الأوساط الطبية اكتشاف أي علامة بيولوجية كيميائية موضوعية لمتلازمة ما قبل الحيض، فإنه حتى اليوم لا يزال التشخيص يعتمد على المعاناة من الأعراض التي تذكرها المرأة خلال المرحلة التي تسبق خروج الحيض، والسبب في ذلك هو عدم وجود أي تحليل أو فحص بإمكانه أن يدل عليها.
ويفيد مكتب صحة المرأة بالولايات المتحدة أنه "لا يوجد اختبار واحد لمتلازمة ما قبل الحيض. سيتحدث طبيبك معك عن أعراضك، بما في ذلك وقت حدوثها ومدى تأثيرها على حياتك. وربما تكونين مصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية إذا كانت لديك هذه الأعراض:
- تحدث في الأيام الخمسة التي تسبق دورتك الشهرية لمدة ثلاث دورات شهرية متتالية على الأقل.
- تنتهي في غضون أربعة أيام بعد بدء الدورة الشهرية.
- تمنعك من الاستمتاع أو القيام ببعض أنشطتك العادية.
أسباب متعددة
ولا يعرف الباحثون بالضبط ما الذي يسبب متلازمة ما قبل الحيض. وتفترض غالبية المصادر الطبية أن التغييرات في مستويات الهرمونات أثناء الدورة الشهرية قد تلعب دوراً مهماً في الأمر، بل قد تكون هي السبب الوحيد في الواقع. وقد تؤثر مستويات الهرمون المتغيرة هذه على بعض النساء أكثر من غيرها.
وإضافة إلى التغيرات الهرمونية، كسبب مُحتمل لحصول هذه الحالة، يشير أطباء النساء في مايو كلينك إلى أن "التغيرات الكيميائية في الدماغ يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مستوى السيروتونين، وظهور أعراض متلازمة ما قبل الحيض".
وتطرح مصادر طبية أخرى دور نقص المغنيسيوم والكالسيوم كأحد الأسباب الغذائية لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية. وذلك بناء على إظهار بعض الدراسات تحسناً في الأعراض الجسدية والعاطفية مع معالجة النقص فيهما بالجسم.
كما تطرح مصادر طبية أخرى، السمنة والتدخين كعاملين من عوامل خطر الإصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية. وتلاحظ الدراسات الطبية أن النساء اللواتي يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهن 30 أو أكثر (أي لديهن سمنة بالتعريف الطبي) عرضة للإصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية بثلاث مرات تقريباً مقارنة بالنساء غير البدينات. وكذلك النساء اللواتي يدخن السجائر أكثر عرضة للإصابة بأعراض المتلازمة السابقة للحيض أكثر بمرتين.