عشية انتخاب رئيس لبنان.. مصادر تكشف لـ"العين الإخبارية" مرشح المعارضة
يسابق فرقاء المعارضة اللبنانية الزمن للتوافق على مرشح واحد يخوض معركة الرئاسة، لقطع الطريق على مرشح حزب الله وحلفائه.
معركة الساعات الأخيرة تخوضها المعارضة اللبنانية، عشية انعقاد الجلسة العامة بمجلس النواب، والمخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وبعد 27 يوما على بدء المهلة الدستورية لاستحقاق الانتخابات الرئاسية، تتجه الأنظار إلى البرلمان اللبناني، الخميس، لانتخاب رئيس جديد للبلاد؛ تلبية لدعوة رئيس المجلس نبيه بري.
وقبل يومين، بادر بري بشكل مباغت بدعوة النواب لانتخاب رئيس جمهورية في الحادية عشرة قبل ظهر غدٍ الخميس (بتوقيت لبنان)، ما شكل ارتباكاً وسط التكتلات النيابية، التي لم تحسم أمر مرشحها للرئاسة.
لكن مصادر سياسية معارضة، كشفت لـ"العين الإخبارية" عن اقتراب توافق أحزاب "القوات (كتلته النيابية تضم 19 نائبا) والاشتراكي (9 نواب) والكتائب (5 نواب)"، إضافة إلى نواب قوى التغيير (13 نائبا)، وبعض المستقلين، حتى الآن، على اسم الوزير السابق والمحامي صلاح حنين، ورئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض.
وقالت المصادر: "المرشحان حنين ومعوض هما الأقرب لهذه الأحزاب، وسيتم طرح اسم واحد منهما للذهاب به للجلسة والتصويت له".
وفي تعقيبه، قال رئيس جهاز العلاقات الخارجية بحزب القوات، الوزير الأسبق ريشار قيومجيان: "نسعى مع فرقاء المعارضة للوصول إلى مرشح واحد نخوض به المعركة الرئاسية".
وأضاف قيومجيان في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "نحاول توحيد جهود ورؤى صفوف المعارضة من الكتل السيادية والمستقلين والنواب الجدد والتكتلات الأخرى من أجل الاتفاق على مرشح واحد".
رئيس جهاز العلاقات الخارجية بحزب القوات، أبرز أن "الأجواء إيجابية وتحمل تفاؤلا بالوصول إلى مرشح واحد يتم التصويت له في جلسة الغد".
ومضى في حديثه: "نلتقي مع كل من يلتقي مع مشروع قيام دولة في لبنان، وجمهورية ديمقراطية قوية منفتحة على العالم العربي والغربي، عكس مشروع حزب الله".
وبالتزامن مع جهود المعارضة للتوافق على شخص الرئيس القادم، لا يبدو بشكل واضح اتفاق بين حلفاء حزب الله وفريق السلطة على مرشح للرئاسة.
ومما يعزز ذلك، إعلان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مؤتمر صحفي الأربعاء، أن "تكتل التيار النيابي (لبنان القوي ويضم 18 نائبا) ليس له مرشح يؤيده حتى الآن"، مضيفا: "سنقترع في جلسة الخميس بورقة بيضاء، فليس لدينا أي مرشح نؤيده حتى الآن، والتكتل أعد ورقة بمقاربة مختلفة للموضوع الرئاسي سنتحدث عنها الأسبوع المقبل".
فيما لفت مراقبون إلى أن زعيم تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية هو المرشح الأقرب لحزب الله وحركة أمل.
ويحتاج تأمين النصاب في الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس اللبناني، حضور الثلثين من النواب (86 نائباً من أصل 128).
وما لم يتم هذا الاتفاق فسيكون لبنان على موعد مع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حين شهدت البلاد فراغا رئاسيا استمر لمدة عامين ونصف العام، نتيجة تعطيل "حزب الله" وحلفائه النصاب قبل التوصل لتسوية قادت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا.
وفي ظل التوازنات الهشة داخل المجلس النيابي المنبثق من الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو/أيار الماضي، يبدو من الصعب تأمين نِصاب قانوني لجلسة انتخاب رئيس للبلاد دون التوصل إلى نوع من الاتفاق أو تسوية معينة بين العدد الأكبر من الكتل النيابية.