الانتخابات الرئاسية في 10 روايات أمريكية: مكائد صغيرة لهدف كبير
الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية، هي لحظة خاصة لمثقفي النخبة ولنجوم هوليوود في الولايات المتحدة. غالبا ما يصطف هؤلاء خلف هذا المرشح أو ذاك.
الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية، هي لحظة خاصة لمثقفي النخبة ولنجوم هوليوود في الولايات المتحدة. غالبا ما يصطف هؤلاء خلف هذا المرشح أو ذاك، يؤيدونه بتصريحاتهم ويسهمون بحضورهم في حفلات جمع المال لدعم الحملة الانتخابية لمرشحهم المفضل.
فخلال الحملة التي خاضها المرشح السيناتور باراك أوباما، أبدى حرصا جادا على استقطاب توني موريسون راوية عذابات السود في المجتمع الأمريكي. كتب لها، وهاتفها طالبا دعمها، وبعد تردد طويل، أعلنت عن دعمها له، ليس لأنها لم تكن تؤيده منذ البداية، بل لأن صاحبة “محبوبة” كانت تجد نفسها أرفع من أن تنغمس في شؤون السياسة.
إجماع على رفض ترامب
في الحملة الانتخابية الحالية التي يتواجه فيها دونالد ترامب مع هيلاري كلينتون، لا يحتاج المثقفون والفنانون إلى إغواء أو تحريض. هم جميعا، تقريبا، يقفون ضد سياسات الكراهية التي يعبر عنها ترامب. أسماء كثيرة عبرت عن رفضها لترامب، أبرزها العريضة التي حملت عنوان “فنانون متحدون ضد الكراهية”، ووقعها الممثل مارك رافالو والممثل برايان كرانستون والمنتجة شوندا ريميز وآخرين، منهم سوزان ساراندون وجورج كلوني وجنيفر لورنس، فضلا عن تعليقات مصورة بالفيديو أطلقها البعض مثل روبرت دينيرو.
من بين الكتّاب، كان مميزا الموقف الذي أطلقه الروائي دوجلاس كينيدي، والذي اعتبر فيه أن ظاهرة ترامب تعبر عن “تنامي اليمين المتطرف في كل أنحاء العالم”، وأن انتخابه سيجعل منه “موسوليني الأمريكي”.
كانت الانتخابات الأمريكية، وما زالت موضوعا مثيرا للأعمال السردية الموقعة بأقلام عدد كبير من الروائيين. أكثرهم قاربها من زواية ما يعتريها من ألاعيب وصراعات ومؤامرات. بعض تلك الروايات بنت حبكتها على أحداث مستلة من الواقع، وأغلبها استندت في لعبتها السردية إلى الخيال الذي جاء مضمخا بواقعية متينة.
هنا عشر روايات، ظهرت خلال العقود الثلاثة الماضية، وكانت الحملات الانتخابية الرئاسية مادتها الأساسية:
1ـ أنا مارتن آيزنشتات
I AM MARTIN EISENSTADT
مارتن آيزنشتات (المؤلف)، شارك الجمهوريين حملاتهم الانتخابية في العام 2008، عندما كانت سارة بالين مرشحة مع جون ماكين كنائبة للرئيس. في تلك الأيام انتشرت مقولة عن بالين بأنها تعتقد أن إفريقيا هي بلد واحد كبير الحجم. ثم سرت شائعة بأن الذي سرّب هذا القول، هو مارتن آيزنشتات، العامل في حملة ماكين، لكن بعد 48 ساعة، ظهر أن المقولة المسربة هي مجرد وهم، وأن ما تم هو عملية احتيال، وأن مارتن آيزنشتات غير موجود أصلا.
من هذا العالم الذي يشبه الخدعة، عالم الأخبار غير المؤكدة وغير المنضبطة الذي ينتشر عبر الإنترنت، يحاول مارتن آيزنشتات أن يلقي الضوء على المكائد السياسية في واشنطن، وتداخلها الغريب مع وقائع حقيقية أو مفبركة. مارتن آيزنشتات يقدم رواية شديدة الوضوح عما يجري في العالم السفلي للحملات الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
2ـ لماذا لست أنا؟
Why Not Me؟
يشارك المؤلف آل فرانكلين أفكاره حول صعود وسقوط الرئيس الثالث والأربعين أمريكا، بالاعتماد على مذكراته الشخصية، وقصاصات الصحف والمذكرات السرية، واستجابات وسائل الإعلام مع اضطرابات الـ144 يوما التي كان فيها رئيسا للبلاد.
آل فرنكلين، من مواليد 1951، وهو يتمتع بموهبة كوميدية لم تلق أي اعتراف أكاديمي أو إعلامي بسبب قسوتها، واعتمادها على الهجاء السياسي.
كتب فرانكلين العديد من الروايات السياسية، لكن روايته هذه كانت الأنجح إذ باع منها أكثر من مليون نسخة، وربما كانت السبب في انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية مينيسوتا.
3ـ إليانور ضد آيك
Eleanor Vs. Ike
هذه الرواية التي كتبها روبن جربر، تستمد مادتها من سنوات الاضطراب السياسي إبان الحرب الكورية، وحملة الكراهية التي كان يقودها السيناتور جون ماكارثي، بالإضافة إلى استشراء التمييز العنصري.
لقد كان مكان المرأة المعتاد في تلك الأيام هو البيت. ولكن عندما اقتربت معركة الانتخابات الرئاسية، فجأة وبشكل غير مسبوق دفع الحزب الديمقراطي باسم السيدة الأولى السابقة وسفيرة النوايا الحسنة إليانور روزفلت.
الرواية آسرة، ولاهثة، تستحضر فيها سيرة الجنرال دوايت ديفيد “آيك” أيزنهاور. كان من المفترض أن تدور المعركة بشرف وصدق، لكن إليانور تجد نفسها هدفا للغمز المرير، ومحاولة جادة لتدمير سمعتها، وسط مناورات سياسية صعبة المراس. في تلك الأيام سوف يحصل لقاء غير متوقع بين إليانور روزفلت وفتاة عمرها خمس سنوات. كان اسمها هيلاري رودهام (كلينتون).
4ـ المخلّص الأمريكي
American Savior
في هذه الرواية، يطرح المؤلف رولاند ميريللو حقيقة ومصير النظام السياسي الأمريكي، بافتراض أن السيد المسيح يظهر ويعلن نفسه مرشحا في الانتخابات الرئاسية. لكن الحزبين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) يقدمان مرشحين منافسين، هدفهما تجييش وسائل الإعلام لتشويه صورة المرشح الثالث منافسهما.
المؤلف، وعلى الرغم من أن اختياره لشخصيته الرئيسية، قد ينم عن خلفية أيديولوجية، إلا أنه يصر على أن ما يريده فقط هو تعرية اللعبة السياسية القذرة التي تنطلق من واشنطن كل أربع سنوات.
5ـ التصويت
The Vote
في هذه الرواية يستعيد المؤلف تي. دي. باترسون موضوعا اشتغلت عليه المخيلة الأمريكية وخصوصا صناعة السينما كثيرا، نظرا لواقعيته.
ففي الرواية يحاول رئيس فاسد التسويق لإعادة انتخابه، إلا أن رجلا واحدا يقف له بالمرصاد، هو تيري ستون عضو الكونغرس عن ولاية ماريلاند. كانت كل إجراءات العملية الانتخابية قد اكتملت، ولم يبق إلا اتخاذ القرار النهائي، والكل (في المجمع الانتخابي) يريدون أن يعرفوا أين يقف تيري ستون، فصوته هو الحاسم. في هذه اللحظة تكثف الإدارة الأمريكية، وحملة الرئيس المرشح، كل أدواتها الشريرة للضغط على عضو الكونغرس، لجعله يمنح صوته خلافا لإرادته.
6ـ Dark Horse
الحصان الأسود
هذه الرواية لريد رالف، يمكن اعتبارها عملا بوليسيا تشويقيا، بالمفهوم الأمريكي، لكن ميدانه هو السياسة.
فخلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو، تعرض حاكم ولاية كاليفورنيا روبرت لونغ للسرقة. تكشف عملية السرقة عن عملية صراع معقدة، ينضوي تحتها مرشح لحاكمية الولاية، وآخرين يراهنون على إيصال مرشح إلى البيت الأبيض. أسماء كبيرة ومعروفة، سياسيون سابقون، ومرشحون حقيقيون في السباق الرئاسي، يظهرون في هذه الرواية. وتظهر حرفية المؤلف، في تقنياته السردية للمزج بين الخيال والواقع، بشكل يجعل من روايته تبدو وكأنها عمل توثيقي محكم.
7ـ أطلال الرب
A God in Ruins
يدخل ليون أوريس في روايته هذه إلى منطقة تبدو غير ذات تأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أو على الأقل من المناطق المسكوت عنها. فهل يمكن أن يصل رئيس غير مسيحي إلى البيت الأبيض؟ ربما يكون انتخاب باراك أوباما، ذي الأصل الإسلامي الواهي، سببا في طرح هذا السؤال، ومحاولة تقديم إجابة مشبعة بالحساسية؛ إذ ماذا لو انتخب رئيس يهودي في الولايات المتحدة. المؤلف يقدم هذا الاحتمال مع المرشح كوين أوكونيل، وهو من أصول إيرلندية، ابن بيولوجي لوالدين يهوديين، لكنه نشأ مع أبوين كاثوليكيين.
الرواية عمل سردي متكامل، لكن براعة المؤلف تجعل من الرسالة السياسية المقصودة تتسيد معظم الفصول.
رواية سياسية لستيوارت وودز، عن السيناتور ويل لي من جورجيا، يتمتع بسمعة طيبة ولديه طموحات رئاسية. لكنه يتعرض لسكتة دماغية قبيل شروعه في حملته الوطنية.
فالطريق إلى البيت الأبيض يمكن أن يكون غادرا وقاتلا، بشكل أكبر مما كان ويل يتخيله. هذا الرجل الشجاع والمبدئي يجد نفسه هدفا لأعداء سريين سيستخدمون كل ما لديهم من مال ونفوذ لمنعه من الوصول إلى المنصب الأول، حتى ولو اضطروا لقتله.
9ـ رجل العام
Man of the Year
هذه الرواية التي تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح من بطولة روبن ويليامز، تقدم نموذجا لتطلعات الرجل الأمريكي العادي. فتوم دوبس، مقدم البرنامج الحواري التلفزيوني، يجعل من تعليق سريع بأنه أفضل من الزعيم الذي يحتل البيت الأبيض حاليا، محورا لحملة شعبية واسعة لإيصاله إلى البيت الأبيض. لكنه بعد فوزه يكتشف أن النتيجة كانت بسبب خلل أصاب أنظمة الكومبيوتر.
10ـ الصوت المرجّح
Swng Vote
رواية أخرى تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح، عن رجل فاشل في كل نواحي حياته، باستثناء نقطة واحدة مضيئة هي رعايته الشغوفة لابنته ذات الاثني عشر عاما. هنا أيضا تظهر سطوة الصوت الواحد الذي يحسم ميزان الانتخابات، سواء المحلية أو الوطنية، أو الرئاسية.
رواية كوميدية تضع مبدأ الديمقراطية الأمريكية تحت الاختبار الجدي.