ثاني مناظرة رئاسية بتونس.. ألسنة إخوانية تنطق بالتطرف
المجموعة الثانية من المناظرة الرئاسية في تونس قدمت أدلة دامغة على وجوه التطرف المتعددة لمرشحي الإخوان
قدمت المجموعة الثانية من المناظرة الرئاسية في تونس أدلة دامغة على وجوه التطرف المتعددة لمرشحي الإخوان.
وجمعت مناظرة المجموعة الثانية كلا من المرشحين للرئاسة لطفي المرايحي (حزب الشعب الجمهوري)، وحمادي الجبالي (إخواني سابق)، ومحسن مرزوق (حزب المشروع)، والنوري الصغير (مستقل)، وإلياس الفخفاخ (التكتل الاشتراكي)، وحاتم بولبيار (مستقل)، ومنحي الرحوي (حزب الوطنيين الديمقراطيين اليساري)، وعبدالكريم الزبيدي (وزير الدفاع السابق)، والهاشمي الحامدي رئيس حزب تيار المحبة.
وتشهد تونس في 15 سبتمبر/أيلول المقبل انتخابات رئاسية، يتنافس خلالها 26 مرشحا لخلافة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
ولاحظ عدد من المراقبين أن مرشحي الإخوان حمادي الجبالي والهاشمي الحامدي ركزا دفاعهما على الدولة ذات المنحى الديني ضمن الإشارات الخطيرة الرافضة للحريات الفردية وكل التوجهات العلمانية التي أسسها الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة.
وحمل حمادي الجبالي الحكومات السابقة مسؤولية الأزمات الاقتصادية، رغم أنه كان رئيسا للحكومة سنتي 2012 و2013؛ حيث عرفت تونس اغتيالا سياسيا استهدف القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013.
كما كشف الهاشمي الحامدي المرشح عن حزب تيار المحبة (مقرب من الإخوان) عن موقفه من هوية الدولة التونسية المفترضة على حد رأيه، قائلا: "من الضروري تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بين التونسيين".
أما مروان العياري القيادي في حركة الشباب المستقلين فيقول إن ما طرحه الأمين العام الأسبق للإخوان حمادي الجبالي هو بمثابة وعود "فضفاضة" خاصة فيما يتعلق بدور تونس في الشأن الليبي، وقدرته على الوقوف بالمسافة نفسها من ثنائيات الصراع، خاصة أنه يمثل امتداداً للتنظيمات المتطرفة الواقعة غرب ليبيا على غرار تنظيم "فجر ليبيا" الإرهابي.
العياري أكد -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- أن الجبالي كان عليه الاعتذار في هذه المناظرة عن مساهمته خلال ترؤسه للحكومة في انتشار الإرهاب طيلة فترة حكمه، وكشف ملف الجهاز السري للإخوان ومسؤوليته في رشق التونسيين سنة 1991 بالزجاجات الحارقة، وتوضيح وعده الانتخابي بالعمل على تحويل البلاد إلى خلافة إسلامية.
وجاءت هذه الدعوة بمثابة الصدمة لدى الرأي العام المتابع للمناظرات، والتي كشفت بدورها عن الهوية الحقيقية لأذرع الإخوان وموقفها المعادي للدولة المدنية، التي تأسست منذ سنة 1956 (تاريخ استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي).
ولعل هذه الكلمات المتطرفة في خطاب مرشحي الإخوان، خلال الجلسة الثانية للمناظرة، جاءت استكمالا لخطاب المرشح الرئاسي لحزب تونس الإرادة منصف المرزوقي الرافض في معرض حديثه لكل أشكال الحريات الفردية للتونسيين.
وتوزعت نقاشات المترشحين حول مضامين اقتصادية، حيث دعا المرشح المستقل حاتم بولبيار إلى ضرورة دعم العلاقات الاقتصادية مع كل من السعودية والإمارات، منوها بالقيادات الفاعلة والناجزة في كلا البلدين.
وينتظر التونسيون الجلسة الثالثة للمناظرة التلفزيونية، 9 سبتمبر/أيلول الجاري، والتي ستضم بقية المترشحين على غرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد والكاتب الصحفي الصافي سعيد، وزعيم اليسار حمة الهمامي وسلمى اللومي (حزب الأمل) وسعيد العايدي (حزب بني وطني).
وهذه الليلة الثالثة والأخيرة من المناظرات، التي يفترض مشاركة المرشحين الـ26 في المناظرات، لكن كرسي المرشح ورجل الأعمال نبيل القروي الموجود في السجن حاليا سيبقى فارغا.
المناظرات التي عنوانها "الطريق إلى قرطاج.. تونس تختار" تبث على 11 قناة تلفزيونية، بينها قناتان عامتان، وعبر أثير نحو 20 إذاعة.