أمير قطر في قمة بيروت.. فشل وتخبط وعزلة مستمرة
تصرفات أمير قطر قبيل وخلال القمة العربية التنموية في بيروت اليوم الأحد، عكست حالة التخبط والضياع التي يعيشها تنظيم الحمدين
حالة من التخبط يعيشها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الذي اعتذر عن عدم حضور "القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية" في بيروت، ثم عاد وعدل رأيه وقرر المشاركة، وعندما وصل إلى بيروت اليوم الأحد للمشاركة في القمة غادرها بعد دقائق من انطلاقها دون المشاركة في فعالياتها.
- قطر.. موت "بطيء" لمبيعات المركبات تحت أنقاض القوة الشرائية
- بعد كشف الاتفاق السري.. قطر ولاية برقم 82 في عصمة الجمهورية التركية
تصرفات أمير قطر قبيل وخلال القمة العربية التنموية في بيروت اليوم الأحد، عكست من جانب حالة التخبط والضياع التي يعيشها تنظيم الحمدين بعد عزله عربيا عقب مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) للدوحة منذ 5 يونيو/حزيران 2017، كما عكست حجم خضوع تنظيم الحمدين لإيران.
وأثارت التصرفات برمتها موجة سخرية من اللبنانيين على موقع تويتر، فلا هو شارك ولا هو غاب، الأمر الذي دفع اللبنانيين لوصف مغادرة القمة عقب انطلاقها بدقائق بالهروب، قائلين "أمير قطر فل (هرب)".
فشل.. وخضوع.. وخوف
رغم أن أمير قطر كان قد اعتذر في وقت سابق عن عدم حضور قمة بيروت، قبل أن يعدل عن رأيه ويقرر المشاركة قبيل يوم من انطلاق القمة، وهو أمر يفسره المراقبون بعدد من الأسباب، أولها أن تلك المشاركة جاءت بأوامر إيرانية دعما لحزب الله الإرهابي المسيطر على القرار السياسي في لبنان بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع ويعطل تشكيل حكومة حتى اليوم، الأمر الثاني هو رغبة أمير قطر في كسرالعزلة المفروضة عليه، منذ مقاطعة دول الرباعي العربي لنظامه لدعمه للإرهاب.
الأمر الثالث الذي شجع رئيس النظام القطري على الحضور هو تأكده أولا من غياب قادة الدول العربية عن قمة بيروت، حيث لم يشارك في القمة سواه، إضافة إلى رئيس لبنان ميشال عون الدولة المستضيفة ورئيس موريتانيا محمد ولد عبدالعزيز الدولة التي ستستضيف القمة القادمة، وبات معروفا أن تميم يخشى لقاء القادة العرب وخصوصا قادة الرباعية العربية نتيجة تصرفات وسياسات نظامه الداعمة للإرهاب والمزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان أمير قطر قد غاب عن القمة العربية التي أقيمت في مدينة الظهران السعودية، 15 أبريل/نيسان الماضي، ثم غاب أيضا عن القمة الخليجية الـ39 في الرياض 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتتكرس تلك العزلة قمة بعد قمة.
"لا أهلاً" بأمير دعم الإرهاب
ورغم حضور أمير قطر إلى بيروت ومشاركته في الدقائق الأولى من القمة قبل أن يغادر على الفور إلا أنه فشل في كسر عزلته، كما أن حالة التخبط الواضحة لتصرفاته خلال القمة جعلتها محل سخرية، وخصوصا بعد ما واكب وصوله شائعات عن تكفله بنفقات القمة وإيداع وديعة بمبلغ كبير في لبنان، قبل أن يغادر دون الإعلان عن ذلك رسميا، الأمر الذي دفع مغردين لبنانيين إلى أن يتهكموا على طريقة مغادرته، بل أعرب بعضهم عن عدم الترحيب بمشاركته واصفين إياه بأمير الإرهاب.
رئيس حزب “التوحيد العربي” وزير البيئة اللبناني السابق وئام وهاب غرد قائلا: "لا أهلاً ولا سهلاً بأمير دعم الإرهاب في بيروت الذي دمر سوريا وليبيا وحاول تدمير مصر شريك المحتل التركي وراعي الإخوان المنافقين".
بدورها غردت هنادي جرجس:" بعد ما وصل أمير قطر على المطار كانت فاتورة القمة جاهزة، وصل تصور وفل وليرة مش رح يدفع ".
المغرد خالد تهكم قي تغريدته قائلا "أمير قطر ما قعد . اتصور و احترم حاله و فل..
#قمة_البهدلة #بهدلة_القمة"
بدروها، لخصت فاطمة حيدر الأمر في 3 كلمات، قائلة "أمير #قطر فلّ"
المغرد أنطوني سركيس قال "أمير قطر لبّى دعوة لبنان أو إيران.. ليست هنا المشكلة ! إنّما لماذا غادر بهذه السّرعة ؟".
استمرار العزلة
وكان الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قد توقع في وقت سابق أن يشهد عام 2019 استمراراً لأزمة قطر، نظراً لعدم حدوث تغييرات كبيرة في "توجهاتها المخربة".
وقال قرقاش: "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في ٢٠١٩، لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المخربة".
وأردف: "سيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها رغم التكلفة الباهظة، الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن إرث أوقع الدوحة في مأزقها".
وقطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين)، في يونيو/حزيران من 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.