ذراع إخوان تونس بـ«الداخلية».. السجن بحق مدير سابق للمخابرات
تونس تصحح مسارها بفتح ملفات أكثر من 10 سنوات من حكم الإخوان وتلاحق المتواطئين مع تنظيم حوّل الدولة لأجهزة تعمل على مقاس أجندته.
والثلاثاء، أصدر قاضي التّحقيق بـ«القطب القضائي لمكافحة الإرهاب» (محكمة مختصة) مذكرة إيداع بالسّجن ضد الرئيس الأسبق للمخابرات محرز الزواري، في قضية «التآمر على أمن الدولة».
وقالت المتحدثة الرسمية باسم «قطب مكافحة الإرهاب»، حنان قداس، إنه «جرى إلقاء القبض على الزواري المفتش عنه وتقديمه أمام قاضي التحقيق الذي استمع إليه وأصدر مذكرة إيداع بالسجن بحقه في قضية التآمر».
وتقلد الزواري منصب مدير للمصالح المختصة (المخابرات) بوزارة الداخلية خلال فترة حكم حركة النهضة الإخوانية، وسبق أن أصدر قاضي التحقيق بحقه، في 2022 بطاقة إيداع في قضية التسفير إلى بؤر التوتر، قبل أن يتم الإفراج عليه نهاية العام نفسه.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السلطات التونسية الإطاحة بمخطط إخواني للانقلاب على حكم الرئيس قيس سعيد عن طريق اختراق القصر الرئاسي بمساعدة نادية عكاشة مديرة الديوان الرئاسي التي شغلت هذا المنصب مع وصول سعيد إلى قصر قرطاج.
وفتح حينها مكتب التحقيق بقطب مكافحة الإرهاب تحقيقا من أجل قضية جديدة تتعلق بـ"التآمر على أمن الدولة ضد مجموعة يترأسها رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد وكمال القيزاني المدير العام السابق للأمن الوطني ومدير المخابرات الأسبق محرز الزواري وزعيم إخوان تونس راشد الغنوشي ونجله معاذ الغنوشي".
وشملت التحقيقات من قيادات الإخوان؛ علي العريض، ولطفي زيتون، إلى جانب نادية عكاشة مديرة الديوان الرئاسي السابقة الهاربة إلى الخارج، ومحرز الزواري المدير الأسبق بوزارة الداخلية، وعبد الكريم العبيدي، ومصطفى خذر، المتورطين في قضية اغتيال القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013.
كما تورط في قضية التآمر كمال البدوي وهو سجين سابق من حركة النهضة، وهو عسكري متقاعد ينتمي إلى ما يعرف بمجموعة "برّاكة الساحل"، كما أن البدوي هو متهم في ملف الجهاز السري لحركة النهضة وهو المشرف على الحراسة في منزل راشد الغنوشي.
وأثبتت معطيات التحقيق صلة المتهمين بالأطراف المذكورة في البحث والذين كانوا يقومون بالأعمال التحضيرية للقيام بانقلاب على سعيد.
من هو الزواري؟
يعتبر رقما صعبا في الجهاز السري للإخوان، باعتباره المدير العام السابق للمصالح المختصة (المخابرات) بوزارة الداخلية حيث كان ذراع مصطفى خذر في الوزارة.
وخذر هو المتورط الرئيسي في قضية اغتيال شكري بلعيد، وقد تم سجنه، سنة 2013، بتهمة التستر على جريمة الاغتيال، لكن بعد ثماني سنوات استطاعت حركة النهضة إطلاق سراحه وتهريبه خارج تونس.
وعمد محرز الزواري بصفته مدير إدارة المخابرات التونسية على انتداب مجموعة تتكون من عشرين شخصا، وهي مجموعة أمنيّة غير مسجّلة بالدّفاتر الرسميّة لوزارة الداخلية، ثم كلّف شخصا بالإشراف على تدريب هذه العناصر التي كانت ضالعة في اغتيال شكري بلعيد وفي جرائم إرهابية أخرى على الفنون القتالية.
والزواري هو أيضا أحد أبرز الأسماء في الجهاز الأمني لحركة النهضة، وهو من قام - حين كان بمنصبه-بإخفاء وثيقة أمريكية حذّرت من اغتيال البرلماني القومي محمد البراهمي عام 2013.
وصدرت الثلاثاء مذكرة إيداع بالسجن بحق الزواري بتهمة «التآمر على أمن الدولة» رفقة قيادات بارزة في حركة النهضة الإخوانية.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز