أسرى مليشيا الحوثي.. استثمار إعلامي ووقود لمعارك جديدة
الأسرى الحوثيون ظهروا وهم يؤدون الصرخة الحوثية في مطار صنعاء مقابل سجدة شكر لأسرى الحكومة الشرعية.
في الوقت الذي تفتح عملية تبادل الأسرى نافذة أمل لليمنيين قد تجلب السلام المنتظر، تعمل مليشيا الحوثي الانقلابية على استثمار الحدث بشكل إعلامي تهدف من ورائه استخدامه كوقود لمعاركها التي لا تنتهي.
وخلافا للأسرى الواصلين إلى مناطق الحكومة الشرعية، الذي قاموا بتأدية سجود الشكر في مدرج مطار سيئون فرحا بالحرية التي عانقوها، ظهر الحوثيون وهم يؤدون الصرخة الحوثية في مطار صنعاء، وفقا لما أذاعته وسائل إعلام المليشيا.
ورغم "بهرجة" الاحتفاء الزائف في الاستقبال، بدأت مليشيا الحوثي بخنق فرحة أهالي الأسرى التابعين لها على الفور، وهي تحرضهم على العودة إلى جبهات القتال، لحظة وصولهم إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرتها.
وعمدت مليشيا الحوثي على تصوير الإنجاز الذي حققته الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، باعتباره نصرا عسكريا لها، وحاولت إعادة تحسين صورتها لدى أنصارها بعد إفشال كافة صفقات التبادل، بتوزيع هدايا للأسرى المحررين، وفقا لمصادر "العين الإخبارية".
وينظر الإرهاب الحوثي للاختراق النوعي في هذا الملف الإنساني البحت، بأنه فرصة ذهبية للاستثمار الإعلامي لرفع معنويات أتباعه المنهارة وإعادة ترميم الثقة مع قبائل شمال اليمن في محاولة لحشد المزيد من المقاتلين وإرسالهم للجبهات.
وقالت مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي وجهت منذ أيام دعوات جماعية لأتباعهم والسكان في المدن والأرياف الخاضعة لسيطرتهم للاحتشاد والتوافد إلى ساحة "المطار" و"السبعين" وسط صنعاء لاستقبال الأسرى المفرج عنهم.
وأوضحت أن مليشيا الحوثي مارست الترغيب والترهيب لإخراج المواطنين في مناطق سيطرتها للتظاهر، وهو ما يعني أن الهدف ليس مشاركة فرحة الأسر والعناصر المفرج عنهم، وإنما استثمار الحدث وتوظيفه سياسيا وإعلاميا وعسكريا على المستوى المحلي والدولي.
وأبدى ناشطون يمنيون مخاوفهم من خلال عودة قرابة 1000 مقاتل إلى صفوف مليشيا الحوثي في الصفقتين التي تمت، الأربعاء، مقابل رهينتين أمريكيتين وشملت قرابة 280 جريحا، والخميس والجمعة في عملية تبادل الأسرى والتي تتضمن إطلاق سراح 680 أسير حرب.
وقالوا إن الكثير من جرحى مليشيا الحوثي كانوا عبارة عن قيادات، بينهم خبراء في الطيران المسير وإطلاق الصواريخ، كما تتواجد قيادات ميدانية عسكرية بين الأسرى وقد يشكل عودتهم اشتعالا أكثر ضراوة لجبهات القتال.
صورة قاتمة للسلام
ويرى الناشط الحقوقي اليمني جبران فؤاد أنه كان يفترض أن يكون اتفاق الأسرى "بادرة سلام" ليس فيه انتصار لطرف سوى للإنسانية، لكن الاحتفالات الحوثية على طريقة "النصر العسكري" ترسم صورة قاتمة عن مستقبل السلام في اليمن.
وقال فؤاد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن المليشيا الحوثية توجه رسالة للجميع، مفادها لا وقت للسلام، حتى أهالي الأسرى الحوثيين لن يجدوا الوقت الكافي لتوديعهم مجدداً، حيث يعكس الاستقبال العسكري للأسرى مدى النقص الشديد في الموارد البشرية لجبهات الحوثي.
وتنمّ الفرحة الحوثية في طريقة استقبال الأسرى والجرحى، وفقا للناشط اليمني عن افتقار مليشيا الحوثي لكوادرها القتالية المدربة التي لعبت دوراً بارزاً في معارك سابقة، فيما تستغل عودتهم من الأسر لرفع المعنويات القتالية في صفوفها وحشد المزيد من المقاتلين خصوصا لدى القبائل.
ولفت فؤاد إلى أن عودة 240 جريحاً أرسلتهم مليشيا الحوثي للعلاج في الخارج هم بالطبع من ذوي الخبرات العسكرية الخاصة ومن المرجح جداً أن يكون من بينهم خبراء تفخيخ وقناصة متمرسون تُشكل عملية إنعاش لمليشيا الحوثي التي تكاد جبهاتها تنهار جراء نزيف قياداتها المتواصل.
في المقابل تحقق الحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية مكاسب أمام المجتمع الدولي كأطراف تلتزم بما نصت عليه القوانين والاتفاقات الدولية ذات الصلة، استمراراً لجهود تحسين الوضع الإنساني وإن انطوى ذلك على بعض المخاوف، طبقا للناشط اليمني.
وخلافا للمظهر الذي بدا عليه أسرى الحكومة الشرعية بعد وصولهم من سجون الانقلاب إلى مطار سيئون، وهم أشبه بـ"الأشلاء" بعد استعانتهم بالعكاكيز والكراسي المتحركة، كان أسرى المليشيا الحوثية يظهرون في مطار صنعاء وهم في أتم الصحة، في مشهد يعكس حجم التعذيب الوحشي الذي تمارسه المليشيا ضد المختطفين.
وكان وزير الإعلام بالحكومة اليمنية معمر الإرياني قد دعا، في وقت سابق الخميس، الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للتحقيق في جرائم تصفية وتعذيب الأسرى بالسجون الحوثية، والتأكد من صحة وسلامة الواصلين إلى مطار سيئون.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg
جزيرة ام اند امز