"موت بطيء".. 12 صحفيا بمعتقلات الحوثي ينشدون تحركا عالميا
يعيش الصحفيون والإعلاميون المعتقلون في سجون مليشيات الحوثي ظروفا قاسية وتعسفية ويُحرمون من الرعاية الصحية ويتعرضون للتعذيب الوحشي.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2018، داهمت دوريات حوثية مسلحة مؤسسة مدنية في محافظة الحديدة واعتقلت الناشط الإعلامي والممثل المسرحي محمد عوض.
وعلمت "العين الإخبارية"، من مصدر مقرب من الناشط الإعلامي محمد عوض، أنه تعرض على مدى 4 أعوام مضت لصنوف متعددة من التعذيب وتنقل بين معتقلات سرية عدة بين الحديدة وصنعاء.
وقال المصدر إن عوض وهو خريج جامعي من قسم إذاعة وتلفزيون في كلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة؛ كان يعمل ناشطا إعلاميا لدى مؤسسة بنات الحديدة، قبل أن تداهمها المليشيات الحوثية وتعتقله بقوة السلاح.
وأشار المصدر إلى أن عوض تنقل في عديد المعتقلات الحوثية قبل أن تلفق له المليشيات تهمة مزيفة وتودعه في ما يسمى "سجن الأمن السياسي في صنعاء" المرتبط بأجهزة مخابرات المليشيات.
وبجانب عوض، ينتظر 11 صحفيا، معجزة من السماء للخروج من معتقلات مليشيات الحوثي وذلك تزامنا مع الصرخة العالمية التي أطلقها الاتحاد الدولي للصحفيين مؤخرا لمساندة زملائهم اليمنيين في سجون الانقلاب.
وأطلق الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين اليمنيين حملة مفتوحة لتوجيه رسالة إلى المبعوث الأممي الخاص لليمن، من أجل الضغط على مليشيات الحوثي لإطلاق سراح هؤلاء.
كما تستهدف الحملة إنقاذ 4 صحفيين أصدرت مليشيات الحوثي حكما بالإعدام بحقهم لمجرد قيامهم بعملهم الصحفي ومتابعاتهم لجرائم الانقلابيين.
وحمّل الاتحاد الدولي للصحفيين "المؤسسات الدولية مسؤولية وضع قضية إنقاذ حياة زملائنا على قائمة أولوياتها".
صحفيون معتقلون
على مدى 7 أعوام مضت اعتقلت مليشيات الحوثي عشرات الصحفيين قبل أن تطلق سراح العديد منهم تحت الضغط الحقوقي والإعلامي المحلي والدولي، كان آخرهم ماجد ياسين.
ولا يزال هناك 12 صحفيا معتقلا لدى مليشيات الحوثي وهم: (وحيد الصوفي، وعبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، ونبيل السداوي، ومحمد الصلاحي، ووليد المطري، ومحمد علي الجنيد، ويونس عبدالسلام، وكامل المعمري، ومحمد عوض).
ويواجه 4 من هؤلاء خطر الموت على خلفية أحكام الإعدام الحوثية الجائرة ضدهم وهم: (عبدالخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري).
من هم الصحفيون الأربعة؟
في يونيو/جزيران 2015 اعتقلت مليشيات الحوثي عبد الخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري، مع 4 صحفيين آخرين من فندق "قصر الأحلام" في صنعاء.
وأطلقت المليشيات الحوثية بعد فترة وتحت عاصفة تنديد، سراح البعض وأبقت على الصحفيين الأربعة قبل أن تصدر في 2020 حكما بالإعدام بحقهم، في سابقة خطيرة.
ويعمل 3 من الصحفيين المحكوم عليهم بالإعدام في مواقع محلية، فيما يعمل الربع أكرم الوليدي لدى وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وبحسب وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الارياني، فإن الصحفيين الأربعة تعرضوا منذ اختطافهم لصنوف التعذيب النفسي والجسدي والإخفاء القسري.
كما حرموا من حق الزيارة والرعاية الطبية وغيرها من حقوقهم الأساسية، وصدرت بحقهم أوامر بالإعدام بتهم ملفقة، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية.
ودعا المسؤول اليمني منظمات وهيئات حقوق الانسان وحماية الصحفيين، وكافة الحقوقيين والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير للمشاركة في الحملة العالمية للضغط على مليشيات الحوثي الإرهابية، لإطلاق سراح الصحفيين فورا دون قيد او شرط، مثمنا في الوقت ذاته دور الاتحاد الدولي للصحفيين.
وطالب المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي الضغط على مليشيات الحوثي الإرهابية لإطلاق سراح الصحفيين الذين يواجهون خطر الموت.
سجن كبير
ومنذ اجتياحها للعاصمة صنعاء عملت المليشيات الحوثية على غلق ومصادرة كل الأصوات المختلفة معها، وحولت شمال اليمن الخاضع غالبيته تحت سيطرتها إلى سجن كبير.
وقال الناشط الإعلامي علي جعبور لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات الحوثية أغلقت كل وسائل الإعلام التي لا تتبنى وجهة نظرها وأبقت على المتعاونة معها ووسائل إعلامها، فيما زجت بالصحفيين وكل العاملين بوسائل الإعلام غير التابعة لها في السجون والمعتقلات.
وأضاف: "مليشيات الحوثي مثل أي نظام استبدادي فاشي لا تقبل إلا بالصوت الواحد ولا يمكن أن تقبل بالمعارضة أو الصوت الحر حتى على مستوى نشطاء التواصل الاجتماعي".
وأشار إلى أن "النشطاء في مناطق الحوثيين لا يستطيعون انتقاد ممارسات مشرفي مليشيات الحوثي، وبمجرد أن يكتب أحد منشورا أو ينتقد يتم اعتقاله والزج به في غياهب السجون".
واختتم حديثه: "هل تتخيل أن نشاطهم كان مجرد رأيا معارضا للمليشيات فأصبح عقوبته الإعدام.. لم يصل أي نظام استبدادي فاشي لمثل هذا الإجرام".