بلد آسيوي يحمي سجناءه من هذا "الوشم"
في خطوة تسعى للحد من العنف داخل السجون، تعمل السلطات في الفلبين على تغطية أوشام المعتقلين التي تنم عن انتمائهم لعصابة إجرامية.
فكرةٌ تكمن في رسم صليب على الوشم الخاص الذي يحمله السجين، بهدف فك الروابط بين أفراد هذه العصابة وتجنيبهم الانجرار في حرب عصابات متناحرة داخل السجون المكتظة، فضلا عن تعقيد عمل الزعماء الساعين إلى حشد صفوف هؤلاء الأفراد.
في سجن "نيو بيليبيد"، الأكبر بالعاصمة مانيلا، يقبع السواد الأعظم من المساجين المنتمين إلى عصابة.
وعلى كراس بلاستيكية يجلس نزلاء السجن عراة الصدر، تغطي الكمامات وجوههم، بانتظار زملاء لهم يقومون برسم صليب كبير أسود يغطى العلامة التي تظهر انتماءاتهم.
وخلال السنوات الأخيرة، شنّ الرئيس رودريغو دوتيرتيه، حربا على المخدرات، تسببت بزيادة أعداد النزلاء في السجون.
وفي سجون الأرخبيل يُعد الانتماء إلى عصابة ضروريا، كي يحصل السجناء على الغذاء أو الدواء أو الحماية.
وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم إدارة السجون غابرييل شاكلاغ إن السجناء ينضمون للعصابات "لضمان أمنهم".
وأشار إلى أن الحملة التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تجري على أساس طوعي، لافتا إلى إنها تهدف للقضاء على علامات الانتماء إلى العصابات.
وأوضح أن الانتماء لهذه الجماعات يجلب سيئات أيضا، حيث يصبح الشخص هدفا لعصابات أخرى.
الأمل في دواء لداء
وفي هذا الإطار، يشرح مارك المحكوم عليه في جريمة قت، بأن الانتماء لعصابة يقتضي مساعدة الأعضاء الآخرين إذا تورطوا في شجار داخل السجن.
وكان مارك ملتحقا عند دخوله السجن قبل سنة، بعصابة "باتانغ مينداناو" أي (أبناء مينداناو)، لكنه يقول اليوم "لن يعود الحال كذلك بالنسبة لي".
وبعد أن تخلص من الوشم على ظهره، أصبح مارك "كيرنا" أي سجين لا ينتمي لأية عصابة، وباتت "الأخوة هي التي تجمعنا من الآن فصاعدا".
ورغم أن السلطات في الفلبين على قناعة بأن هذه الخطوة لن تطوي صفحة العنف بين ليلة وضحاها، إلا أنها على أمل بأن تتخلص من هذا الداء عبر إجراءات تدريجية.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز