هيمنة نسائية على "البوكر".. كاتبات وناشرات أيضاً
الهيمنة النسائية في الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لم تقتصر هذا العام على الكاتبات فحسب بل امتدت إلى دور النشر ولجنة التحكيم
تطغى اللمسة الأنثوية على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، ليس فقط على صعيد منافسات القائمة القصيرة التي بلغ نصيب الكاتبات فيها 4 كاتبات من بين 6 متنافسين وهو أعلى رقم لتمثيل النساء في الجائزة منذ انطلاقها في عام 2007 وإنما على صعيد المنافسة بين ناشرات الأعمال المرشحة، فلأول مرة هذا العام يغلب التمثيل النسائي أيضاً على المنافسة بين دور النشر التي تديرها أو تملكها السيدات.
تحظى دار "الآداب" اللبنانية بالرقم الأكبر في بلوغ منافسات الجائزة، وهي الدار العربية الأولى والأكثر حضوراً في منافسات القائمة القصيرة بـ12 منافسة من عمر الجائزة.
وتدير الدار رنا إدريس، التي تولت مسؤوليتها اعتباراً من عام 1985 في الدار، التي تأسست عام 1956، على يد والدها الكاتب والمترجم الراحل سهيل إدريس.
رنا مترجمة معروفة وتفرغت كلياً لإدارة النشر وتمكنت من الحفاظ على نجاحات الدار، التي تعتبر الأولى عربياً في مجال نشر الرواية.
وتنافس الدار في الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) هذا العام بروايتين؛ الأولى هي رواية "بريد الليل" للكاتبة اللبنانية هدى بركات، التي بلغت من قبل القائمة الطويلة بروايتها "ملكوت هذه الأرض" ونشرتها "الآداب" أيضاً، والثانية رواية "شمس بيضاء باردة" للكاتبة الأردنية كفى الزعبي، التي يظهر اسمها في قوائم "البوكر" للمرة الأولى.
أما الدار الثانية التي تديرها سيدة فهي "الجديد" البيروتية، وتديرها الكاتبة الروائية رشا الأمير صاحبة الرواية المتميزة "يوم الدين".
ولمعت الدار عربياً نهاية ثمانينيات القرن الماضي، واستطاعت أن تظهر طفرة نوعية كانت تعكس ذائقة رفيعة لمنشورات الدار شجّعت الأسماء الطليعية الشابة في مجال الشعر.
وتعاونت الدار مع شعراء كبار منهم محمود درويش، الذي نشرت له "أحد عشر كوكباً"، كما نشرت أعمالاً لأنسي الحاج وحازم صاغية وأحمد بيضون ووديع فلسطين وحسن داوود، إضافة لأعمال الشيخ عبدالله العلايلي.
ولا تزال الدار تعمل بأفق نوعي أكثر من الانخراط في السوق بالمعنى التجاري، ووصلت للقائمة القصيرة لمنافسات "البوكر" 3 مرات مع الكاتبة العراقية أنعام كجه جي وستكون المشاركة هذا العام هي الـ3 للناشرة وللكاتبة برواية "النبيذة".
ومن مصر تنافس دار "الكتب خان"، التي تديرها الناشرة كرم يوسف، التي تخرجت في كلية الإعلام بجامعة القاهرة نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وسافرت للدراسة والعمل في بريطانيا ثم عادت في عام 2005 وأسست الدار، التي تستقطب أعمالاً طليعية أيضاً وتراهن في حضورها على الأسماء الشابة البارزة في مجالات الشعر والرواية والترجمة.
وتمكنت الدار من تأكيد اسمها وحصدت العديد من الجوائز المحليّة وتأمل في أن يكون بلوغها "البوكر" مع الكاتب عادل عصمت مناسبة لتأكيد وجودها عربياً وعالمياً، خصوصاً وأنَّ الدار حصدت من قبل مع "عصمت" جائزة "نجيب محفوظ"، التي تمنحها الجامعة الأمريكية سنوياً عن رواية "حكايات يوسف تأدرس" في حين تتدخل المنافسة على "البوكر" برواية "الوصايا" للكاتب نفسه.
وتدخل الناشرة الجزائرية آسيا موساي المنافسة كممثلة لدار "ضفاف" و"منشورات الاختلاف"، ومعها الكاتبة السورية شهلا العجيلي بروايتها "صيف مع العدو" وهي المرة الثانية التي تتأهل فيها "العجيلي" للقائمة القصيرة بعد تأهلها عام 2015 بروايتها "سماء قريبة من بيتنا".
وحظيت "منشورات الاختلاف" بأكثر من فرصة للمنافسة عبر سنوات الجائزة المختلفة، وآسيا موساي طبيبة وناشطة ثقافية بالجزائر بخلاف قيامها بإدارة منشورات "ضفاف/الاختلاف".
وتنجو رواية "بأي ذنب رحلت" للكاتب المغربي محمد المعزوز الصادرة عن "المركز الثقافي للكتاب النشر والتوزيع" في الدار البيضاء من هذه السيطرة النسوية، التي تطغى كذلك على لجنة التحكيم التي تضم في دورة هذا العام السعودية فوزية أبوخالد، شاعرة وكاتبة وأكاديمية وباحثة فى القضايا الاجتماعية والسياسية، زليخة أبوريشة، شاعرة وكاتبة عمود وباحثة وناشطة في قضايا المرأة وحقوق الإنسان من الأردن، إضافة إلى تشانج هونج يى، وهي أكاديمية ومترجمة وباحثة صينية، ومعهن لطيف زيتوني، أكاديمى وناقد لبناني مختص بالسرديات في حين يرأس اللجنة الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين.
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg جزيرة ام اند امز