مسبار الأمل يكمل قطعة "البازل" المريخية الناقصة
مهمة مسبار الأمل الإماراتي ستكون في الإجابة عن أسئلة لماذا يفقد غلاف المريخ الجوي معظم الهيدروجين والأكسجين؟ وأين يذهب هذا الفاقد؟
بينما انطلقت المركبة الأمريكية "بيرسيفيرانس" إلى المريخ، الخميس، في محاولة لتأكيد ما أثبتته مهمات سابقة، وهو أنه كانت هناك حياة على المريخ، فإن مسبار الأمل الاماراتي الذي سبقها بأيام، ستكون مهمته استكمال قطعة "البازل" الناقصة، والتي تتعلق بالأسباب المناخية وراء اختفاء مظاهر الحياة القديمة.
واستهدفت أغلب الرحلات التي انطلقت نحو المريخ الإجابة على سؤال هل وجدت حياة قديمة على الكوكب؟.. وكان السبيل في البداية للإجابة على هذا السؤال هو البحث عن المياه، فأينما وجد الماء وجدت الحياة.
وفي سعيها للإجابة عثرت البعثات التي انطلقت إلى المريخ على المياه في صورة جليد، بالإضافة إلي نسبة ضئيلة من بخار الماء في الغلاف الجوي، ولكن لا توجد مياه سائلة علي السطح.
ولتأكيد حقيقة وجود الحياة الماضية على المريخ انطلقت، الخميس، المركبة الأمريكية ومن قبلها الصينية "تيانوين-1"، بهدف واضح وهو البحث عن أدلة أخرى على سطح الكوكب.
وستأتي المركبتان بعينات يتم دراستها على الأرض بحثاً عن دلائل على حياة ميكروبية محتملة كانت موجودة على سطح المريخ في السابق.
وإذا تأكد وجود الحياة من خلال المهمتين الأمريكية والصينية، سيكون السؤال لماذا اختفت هذه الحياة؟ وهنا يأتي دور المناخ كعامل هام وحيوي في التأثير على الحياة، وهو الهدف الرئيسي لمهمة مسبار الأمل الإماراتي، حيث يعول عليه الباحثون آمالاً لاستكمال قطعة البازل المريخية الناقصة.
وربما يكون أهم عامل مناخي مؤثر على الحياة هو غياب الأكسجين والهيدروجين، حيث يفقد الغلاف الجوي للمريخ هذين العنصرين، لذلك ستكون مهمة مسبار الأمل الإماراتي، كما قال الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء والجيولوجيا بوكالة "ناسا" الأمريكية، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، هي الإجابة عن أسئلة لماذا يفقد غلافه الجوي معظم الهيدروجين والأكسجين؟ وأين يذهب هذا الفاقد؟
ولم تتمكن المهمات السابقة من الإجابة على هذه الأسئلة، لأن مجال اهتمامها كان سطح الكوكب، كما لن تتمكن المهمات الحالية من الإجابة أيضاً، لاهتمامها أيضاً بالسطح، بينما من المأمول أن ينجح مسبار الأمل في ذلك، حيث سيكون مجاله مدار المريخ، ومن خلال الأدوات التي يتسلح لها، ينتظر العالم بيانات مفيدة تستكمل قطعة البازل الناقصة.
والمسبار مزود بثلاثة أجهزة بالغة الأهمية، وهي كاشف يعمل فى مجال الأشعة تحت الحمراء للطيف الكهرومغناطيسى، يقوم بدراسة أنماط التغيرات في درجات الحرارة والجليد وبخار الماء.
وكاشف آخر يعمل فى مجال الأشعة فوق البنفسجية للطيف الكهرومغناطيسى، يقوم بدراسة الطبقة العليا من الغلاف الجوي وتعقب آثار غازي الأوكسجين والهيدروجين عند هروبها نحو الفضاء.
بالإضافة إلى كاميرا بصرية ذات قدرة تفريقية مكانية عالية تقوم بإرسال صور رقمية ملونة إلى كوكب الأرض، وبسعة موجة نقل البيانات 1.6 ميجا بيت في الثانية عند أقرب نقطة بين المريخ والأرض.
وكان الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، قد أكد أن هذه البيانات ستساعد في التمهيد لاستعمار البشر للكوكب الأحمر.
وقال: "إذا وجد الماء يمكن زراعة النبات، الذي يمتص غاز ثاني اكسيد الكربون ويخرج الأكسجين، وهي عملية حيوية يمكن من خلالها علاج مشكلة نقص الأكسجين على الكوكب، ولكن هل هناك ما سيمنع هذه العملية الحيوية؟".
وأضاف: "هذه أحد الإجابات المهمة التي ينتظرها المجتمع العلمي من مسبار الأمل، والذي سيقدم أول صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ".
وتابع النهري: "الأرض ستضيق بسكانها، واحتلال الكواكب الأخرى هو توجه عالمي، وسيكون السفر للكواكب مستقبلاً بنفس سهولة السفر من مكان إلى آخر على سطح الأرض، هذا فضلاً عن أن كوكب المريخ له ميزة نسبية حيث يملك إمكانيات معدنية هائلة، لاحتوائه على أكاسيد الحديد".
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA== جزيرة ام اند امز