نيران المخيم.. صور غير مسبوقة تبوح بأسرار الشمس
الصور التي التقطها المسبار (سولار أوربتر) وثقت ما يسمى بـ"نيران المخيم" وهي عبارة عن ثورات صغيرة على سطح الشمس
كشفت أولى الصور التي تم التقاطها بواسطة المسبار (سولار أوربتر)، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، عن نظرة قريبة غير مسبوقة لسطح الشمس، قد تمكن العلماء من تحليل الظواهر التي لم يسبق رؤيتها بمثل هذه التفاصيل.
وأطلق المسبار (سولار أوربتر) في 10 فبراير/شباط 2020 ويحمل 6 تلسكوبات منفصلة لتصوير الشمس، بالإضافة إلى 4 أجهزة لمراقبة كيفية تأثير النشاط الشمسي على البيئة التي يتحرك فيها المسبار.
وتم التقاط الصور باستخدام كاميرا الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة (EUI) في 30 مايو/أيار 2020 عندما كان المسبار في منتصف الطريق بين الأرض والشمس، وهذا جعله أقرب إلى الشمس من أي مركبة فضائية أخرى من قبل، وسمح بدراسة المعالم بشكل أفضل ومن المقرر أن يقترب المسبار أكثر كلما تقدمت المهمة.
ويقول تقرير نشرته الجمعية الفلكية بجدة عبر صفحتها بموقع "فيس بوك"، إن الصور التي التقطها المسبار وثقت ما يسمى بـ"نيران المخيم"، وهي عبارة عن ثورات صغيرة على سطح الشمس تم التقاطها من مسافة 77 مليون كيلومتر فقط.
و"نيران المخيم" هي أقارب صغيرة للتوهجات الشمسية التي يمكن أن نرصدها من الأرض، إلا أن نيران المخيم أصغر بمليون أو مليار مرة.
ويوضح التقرير أن هذه الصور قد تساعد في تقديم تصور عن الآليات التي تسخن الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس والتي تمتد ملايين الكيلومترات إلى الفضاء.
وتتجاوز درجة حرارة الهالة الشمسية أكثر من 1,000,000 درجة مئوية، وهي أكثر حرارة من سطح الشمس الذي تبلغ حرارته 5,500 درجة مئوية.
ولا يزال العلماء غير متأكدين من الآليات الدقيقة التي تسخنها، لكن بيانات المسبار (سولار أوربتر) يمكن أن تقرب العلماء خطوة نحو فتح أحد أكبر الألغاز في علم الشمس.
ويوضح التقرير أن الشمس قد تبدو هادئة للوهلة الأولى، ولكن عندما ننظر بالتفصيل يمكننا أن نرى "نيران المخيم" في كل مكان ننظر إليه، وهي غير ذات أهمية على الإطلاق في حد ذاتها، ولكن يفترض أن انتشارها يؤثر في جميع أنحاء الشمس، وقد تساهم في تسخين الهالة الشمسية.