حلم إنتاج سيارة مصرية تعمل بالهواء ينتظر التمويل
الطلاب يستخدمون في نموذجهم المصغر اسطوانات حديدية لضغط الهواء، كما يستخدمون صمامات تقليدية لا تختلف عن تلك المستخدمة حاليا
تناقلت وسائل إعلام ووكالات أنباء دولية خبر نجاح طلاب مصريين في إنتاج سيارة تعمل بالهواء دون بنزين، ليصبح السؤال الذي شغل بال الكثيريين خلال اليومين الماضيين: وما الذي ينقص هذا المشروع لنرى هذه السيارة تسير في الشارع؟
بوابة "العين الإخبارية" طرحت هذا السؤال على الدكتور محمد حنفي، المشرف على مشروع السيارة، ليجيب عليه بكلمة واحدة قائلا : "التمويل".
ويوضح د. حنفي ما يعنيه بـ"التمويل" قائلًا: "ما فعلناه في مشروع التخرج أننا وضعنا قدما على بداية الطريق، وهو أننا نجحنا في تسيير نموذج مصغر لسيارة باستخدام الهواء المضغوط، ولكن الخروج بهذا النموذج المصغر إلى حيز التطبيق يحتاج إلى جهد سنوات، وقبل ذلك يحتاج لمن يتبنى هذه الفكرة وينفق عليها".
واستخدم الطلاب في نموذجهم المصغر اسطوانات حديدية لضغط الهواء، واستخدموا صمامات تقليدية لا تختلف عن تلك المستخدمة حاليا، كما قاموا باستخدام موتور دراجة نارية مستعمل بعد إدخال بعض التعديلات عليه، وكل ذلك أثر على سرعة نموذج السيارة فلم تتجاوز الـ 40 كيلو مترا في الساعة خلال مسافة الـ30 كيلو مترا التي يمكن أن تقطعها كحد أقصى، قبل أن تحتاج للتزود مرة أخرى بالهواء المضغوط.
ويقول د.حنفي: "إذا كنا تتحدث عن سيارة تجارية، فيجب مثلا استبدال الاسطوانات الحديدية التي تمثل عبئا على الحركة، بأخرى مصنعة من الكاربون فايبر، وهذه أغلى 10 مرات، ويجب تصميم موتور خاص، وكذلك تصميم صمامات خاصة، وكل ذلك مكلف جدا".
ويضيف: "سأبحث عن التمويل لأظل أعمل مع طلابي في السنوات المقبلة للوصول إلى الشكل الأمثل للسيارة التي تعمل بضغط الهواء، حتى نقوم بتقديمها لشركات السيارات لإنتاج النموذج الأولي منها لاختباره ثم إنتاجه على نطاق تجاري".
واحتاج الطلاب لتنفيذ النوذج المصغر عده أشهر، حيث بدؤوا العمل على المشروع في شهر نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، وتم الانتهاء منه كليا في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتقوم فكرة المشروع على استخدام المحرك العادي داخل السيارة ولكن بدلا من استخدام البنزين في عملية الحرق للحصول على الطاقة اللازمة لتسيير السيارة، يتم استبدال البنزين بالهواء المضغوط.
واستخدم الطلاب موتور دراجة نارية مستعملا، أدخلوا عليه بعض التعديلات ليناسب طريقة العمل بالضغط الهوائي، كما استخدموا اسطوانتي هواء، وصمامي هواء وسينسور ووحدة تحكم، وخراطيم هواء، ومعدات أخرى خاصة بوحدة التحكم في حركة الموتور.ويتمنى د. عصام مرسي، أستاذ هندسة السيارات بكلية هندسة المطرية جامعة حلوان، أن يتم توفير التمويل اللازم للخروج بهذا العمل إلى حيز التطبيق.
ويقول مرسي لـ"العين الإخبارية": "إذا كنا بصدد نقل الوزارات والهيئات الحكومية للعاصمة الإدارية الجديدة، فيجب أن نستثمر في مثل هذه الأفكار لنحافظ عليها عاصمة بلا تلوث".
ومن أبرز المزايا التي تمنحها هذه السيارات أنها بلا عودام، لأنها لا تستخدم البنزين، ويتيح ذلك أيضا عدم استخدام دائرة تبريد للموتور، لأن ما يدخل له هو هواء بارد.
وعن مدى تجاوب السوق مع مثل هذه الأفكار، يوضح مرسي أن السؤال ذاته طرح في أوروبا عند بداية الحديث عن السيارات الكهربائية، لأن سرعتها في البداية كانت محدودة، ولكن مع التطوير أصبحت سرعتها مثل سيارات وقود البنزين، وأقبل عليها المستهلكون.
aXA6IDE4LjIyNC42OS4xNzYg جزيرة ام اند امز