باحث سويدي يكشف لـ"العين الإخبارية" سر إنتاج رذاذ قاتل للبكتيريا المقاومة للعلاج (حوار)
تصف منظمة الصحة العالمية مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بأنها "الجائحة الصامتة"، إذ أنها تتسبب في عدد كبير من الوفيات، قد يفوق عدد وفيات جائحة "كوفيد 19"، دون أن يلتفت أحد إلى خطورتها.
ومؤخرا حاولت أكثر من فرقة بحثية حول العالم فهم أسباب المشكلة، وتوصلت دراسة أمريكية مؤخرا، إلى أن بعض الأنواع المقاومة للعلاج تكون خاملة في الجسم، ويحدث لها تنشط عند استخدام بعض الأدوات الجراحية للمرضى في المستشفيات.
وتوصلت جامعة جنوب أستراليا إلى طريقة لقتل تلك البكتيريا بمكونات دوائية معدة بتقنية النانو، ويتم تنشيطها بالضوء، ولكن المجهود الأحدث، كان أبطاله فريق من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد، والذي طور طريقة أسهل لقتل تلك البكتيريا، عبر رذاذ جديد يمكن استخدامه لمعالجة الجروح، وتم الإعلان عن هذه الطريقة في العدد الأخير من دورية "إيه سي إس أبلايد بابو ماتريال".
فما هي مكونات هذا العلاج، وما مدى فاعليته، وما الاختلافات بينه والاختراعات الأخرى، هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها، مارتن أندرسون، الأستاذ في قسم الكيمياء والهندسة الكيميائية في جامعة تشالمرز بالسويد، وأحد الباحثين الرئيسين بالدراسة، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية".
دعنا نبدأ من سبب التفكير في هذا المنتج؟
الأسباب واضحة، وهي أن هناك مشكلة عالمية قد تكون أخطر من الجوائح، وهي البكتيريا المقاومة للعلاج، ولكن لا يتم الالتفات كثيرا لخطورتها رغم أن التقديرات تتحدث عن أنها تتسبب في وفاة ما يقرب من 1.3 مليون حالة سنويا في جميع أنحاء العالم، وكجزء من الجهود المبذولة عالميا لعلاج المشكلة، قمنا في جامعة تشالمرز، بتطوير مادة جديدة يمكن أن تساهم في العلاج.
وما مكونات تلك المادة؟
تتكون المادة من جزيئات هيدروجيل صغيرة مجهزة بنوع من الببتيد (سلسلة أحماض أمينية) قاتلة للبكتيريا، ويوفر ربط الببتيدات بجزيئات الهيدروجيل بيئة واقية ويزيد من استقرار "الببتيدات"، وهذا يسمح للمادة بالعمل مع سوائل الجسم مثل الدم، وبخلاف ذلك، يتعطل عمل "الببتيدات"، مما يجعل من الصعب استخدامها في الرعاية الصحية.
ولماذا فكرتم في إنتاجها على شكل رذاذ؟
ربما يكون ذلك هو الشكل الأسهل في الاستخدام، والأكثر تحقيقا للفوائد المرجوة، حيث يصل الرذاذ بسهولة إلى الجروح العميقة والمناطق المفتوحة الأخرى بالجسم، حيث يمكن للبكتيريا أن تدخل، وبذلك يكون الرذاذ مرنا ومفيدا جدا لعلاج ومنع العدوى.
وما الذي يميز منتجكم عن منتج سبقتكم إليه جامعة جنوب أستراليا، والتي أنتجت مكونات دوائية لعلاج الجروح يتم تنشيطها بالضوء؟
يتضح من سؤالك الفارق، لأن طريقتنا أسهل وأوفر، ونتائجنا في التجارب ما قبل السريرية أكثر من رائعة.
وهل لهذه المادة أي آثار جانبية؟
المادة الموجودة في رذاذ الجرح غير سامة تماما ولا تؤثر على الخلايا البشرية، ولا تمنع عملية شفاء الجسم.
ما فهمته أن الرذاذ سيتم استخدامه في علاج الجروح السطحية التي قد توجد بها بكتيريا مقاومة للعلاج، ولكن المشكلة الأكبر في بعض الأدوات الجراحية المستخدمه في المستشفيات، والتي تكون ملوثة بالبكتيريا، وتنقلها إلى داخل الجسم.
من الجيد أنك طرحت الأامر بهذه الطريقة، لأن المادة التي أنتجناها يمكن أن تكون في صورة رذاذ يتم رشه على الجروح، كما يمكن استخدامها لطلاء المواد التي يتم إدخالها إلى الجسم، مثل الغرسات والقسطرة، وهي أحد مصادر العدوى المكتسبة في المستشفيات، لا سيما النوع المعروف بالقسطرة البولية.
وهناك فائدة أخرى أؤكد عليها، وهي أن ابتكارنا له تأثير مزدوج، فهو فعال ضد العديد من أنواع البكتيريا المختلفة، بما في ذلك المقاومة للمضادات الحيوية، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) كما أن هذه القدرة على منع العدوى، تقلل من الحاجة إلى المضادات الحيوية، وهذا يحقق ميزه اقتصادية كبيرة، حيث ينفق العالم المليارات سنويا على إنتاج المضادات الحيوية.
aXA6IDMuMTQ3LjEyNi4xOTkg جزيرة ام اند امز