أبراهام بلاي.. أكاديمي يقود "الدفاع الإثيوبية"
أبراهام بلاي.. أكاديمي شاب برز اسمه في مايو/أيار الماضي، عندما أوكل إليه منصب الرئيس التنفيذي لإقليم تجراي.
واختير الإثيوبي أبراهام بلاي، وزيرا للدفاع الإثيوبي، اليوم الأربعاء، لتتوسع دائرة التحديات التي جابهها بعد توليه مسؤولية إقليم تجراي خلفا لـ"ملونغا"، في سياق بالغ التعقيد على المستويين المحلي والفيدرالي، جراء المواجهة ما بين الحكومة الفيدرالية وجبهة التجراي.
- برلمان إثيوبيا يصادق على حكومة آبي أحمد.. وزيرا الري والدفاع أبرز المغادرين
- برلمان إثيوبيا الجديد ينطلق بجلسة التصديق على تعيين آبي أحمد
ويأتي تعيين بلاي، في وقت يشهد فيه الإقليم ولازال تعقيدات أمنية وصراع بين الحكومة الفيدرالية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد وجبهة تحرير إقليم تجراي والتي صنفها البرلمان الإثيوبي بـ"الإرهابية".
وأبعدت الجبهة من سدة الحكم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن تعود إلى الإقليم بعيد إعلان الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد يونيو/حزيران الماضي.
وشهد إقليم تجراي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مواجهات عسكرية استمرت لنحو 3 أسابيع أطاحت بالجبهة، بعد أن فرت قياداتها إلى الجبال عقب دخول قوات الجيش الإثيوبي.
غير أن الحكومة الإثيوبية أعلنت نهاية يونيو/حزيران الماضي، قرارا بوقف إطلاق النار ضد الجبهة وسحب قوات الجيش كاملا من الإقليم، لتعود جبهة تحرير تجراي مجددا للإقليم وتسيطر عليه.
ثم سرعان ما بدأت عناصر الجبهة اعتداءات على إقليمي أمهرة وعفار بعد أن دخلت عدة مناطق ومدن أسفرت عن مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص بالإقليمين.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار أحادي الجانب في الـ10 من أغسطس/آب الماضي وإعلان حالة الاستنفار في كامل البلاد.
ولا تزال المواجهات العسكرية جارية على عدة جبهات بإقليمي أمهرة وعفار بين الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار، ضد جبهة تحرير تجراي.
وتحت كل تلك الظروف السابقة التي لازالت تبارح مكانها، يتقلد الأكاديمي الشاب أبراهام بلاي، منصب وزارة الدفاع، وهو ما يجعله أمام تحد كبير وتجربة أكثر تعقيدا لوزارة هي الأكثر أهمية في الوقت الراهن بالبلاد .
وتقف وزراة الدفاع الإثيوبية بقلب التحولات والتطورات في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث السكان ، خاصة التعقيدات الأمنية التي تسيطر على شمال البلاد الذي ينحدر منه.
سيرة ومسيرة
دخل بلاي، المشهد كأكاديمي مخضرم، وصاحب خبرة واسعة تمتد لأكثر من عقدين تؤهله لتقلد منصب تتخلله تحديات جمة في ضوء أزمة إقليم تجراي المستمرة منذ أشهر.
وفيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" لمحة لمسيرة وزير الدفاع الإثيوبي الجديد :
ولد بلاي في منطقة عدي غرات بإقليم تجراي، ويعتبره محللون من أكثر الأكاديميين بالبلاد الذين استطاعوا مواصلة تعليمهم وتحصيلهم الأكاديمي بشكل مستمر.
وما أن أكمل جميع مراحله التعليمية وصولا إلى الثانوية بمسقط رأسه، حتى التحق بالكلية العسكرية في مدينة بشوفتو بإقليم أوروميا، وحصل منها على درجة البكالوريوس في الطاقة الإلكترونية العام 2004، قبل أن ينال درجة الماجستير في هندسة المراقبة الإلكترونية من جامعة أديس أبابا في العام 2008 .
ولم يتوقف بلاي عن التحصيل الأكاديمي حتى نال درجة الدكتوراه من جامعة بولاكان ستيت بدولة الفلبين في 2015، متخصصا في إدارة الطاقة الإلكترونية، فضلا عن الأوراق البحثية لما بعد الدكتوراه.
كما لم يحصر بلاي جهوده في المجال الأكاديمي، بل انخرط في العمل ما زاد من تجاربه العلمية وقدراته السياسية، حيث التحق بقوات الدفاع الإثيوبية كضابط في العام 1999، وتدرج فيها حتى وصل إلى رتبة مقدم، ما أهله لأن يصبح محاضرا بكلية هندسة الدفاع بالفترة من 2004 إلى 2006.
ولاحقا، عمل بوكالة "شبكة أمن المعلومات" منذ إنشائها في العام 2006، كأحد مؤسسيها والعاملين بها حتى تم تعيينه من قبل رئيس الوزراء آبي أحمد نائبا لمدير الوكالة، فضلا عن عمله كمستشار تقني للمجلس القومي للبحوث، تحت إشراف وزارة العلوم والتكنولوجيا بالفترة من 2015 إلى 2017 .
ولـ"بلاي" إسهامات أكاديمية في مجال البحوث العلمية مكنته من الحصول على جائزة في العام 2016، ضمن مشاركته في مسابقة بحثية نظمتها وزارة العلوم والتكنولوجيا.
كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة معهد تنمية المواهب الإلكترونية لمدة عام، بجانب عمله كمحاضر في عدد من جامعات البلاد، وعضوية البنك التجاري الإثيوبي، ومنصب الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الإثيوبية .
في 2018، جرى تعيينه وزيرا للابتكار والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية، بالتوازي مع مهامه رئيسا تنفيذيا لشركة الكهرباء.
وللرجل إسهامات في مشروع سد النهضة الإثيوبي ضمن مجموعة مهنيين، كما كانت لأفكاره وتجاربه مساهمات بالكثير من مشاريع الطاقة بالبلاد.
خبرات أكاديمية وعملية، تضاف إليها تجربة سياسية كعضو في حزب الازدهار الحاكم، بجانب تجربته الأخيرة رئيسا تنفيذيا لإقليم تجراي شمالي البلاد، منذ مطلع مايو/أيار الماضي، وحتى اختياره لمنصب وزير الدفاع، خلفا لـ قنأ ياديتا، الذي أصبح رئيسا لمكتب إدارة السلام والأمن لمدينة أديس أبابا التي تتمتع بحكم ذاتي .
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، صادق البرلمان الإثيوبي، على الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء آبي أحمد، والتي تضمنت 22 حقيبة، بينها 3 حقائب لأحزاب المعارضة لأول مرة .
وجاءت أبرز التغييرات في وزارة المياه والري، حيث تم إسنادها إلى "هبتامو إتافا"، ووزارة الدفاع التي أسندت لـ "أبرهام بلاي".
والإثنين، بدأ آبي أحمد ولاية جديدة في رئاسة الحكومة الإثيوبية لمدة 5 سنوات، بعد أن صادق البرلمان على تعيينه رئيسا للوزراء، عقب فوز حزبه بالانتخابات التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي.
وكان مجلس الانتخابات الإثيوبي، أعلن في 10 يوليو/تموز الماضي، فوز حزب "الازدهار" الحاكم في الانتخابات البرلمانية بـ410 من إجمالي 436 مقعدا تم التنافس عليها في الجولة الأولى للبرلمان.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA==
جزيرة ام اند امز