علا غبور.. محاربة سرطان منحت الأمل لأطفال 57357 (بروفايل)
لا تذكر مستشفى 57357 لعلاج أطفال السرطان في مصر، إلا وتذكر السيدة علا غبور، التي كان لها الفضل الأكبر في إنشائها.
الراحلة علاء غبور، أو علا لطفي زكي التي حصلت على لقب غبور بعد زواجها من رجل الأعمال المصري رؤوف غبور، هي من محاربات السرطان، وقد خاضت صراعا طويلا مع مرض السرطان، صراع لتتغلب عليه في جسدها، وصراع آخر لتتغلب عليه في مجتمعها.
وبدأت غبور منذ التسعينيات في محاربة السرطان، فأسست جمعية أصدقاء معهد الأورام عام 1998، وهي ما تعرف حاليًا باسم "جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان"، من أجل توفير العلاج اللازم لمرضى السرطان.
وساهمت في دعم البحث العلمي في معهد الأورام وتطوير تقنيات العلاج، وبفضلها خرج أول برنامج صحي توعوي وهو "الصحة في الصورة".
تأسيس 57357
ظلت الجمعية تقدم العلاج لمرض السرطان حتى تزايدت الأعداد وفاقت القدرة الاستيعابية للجمعية، خصوصًا مع زيادة أعداد الأطفال المصابين بالمرض.
وقتها تبنت علا غبور فكرة إنشاء مستشفى متخصصة في علاج الأطفال مرضى السرطان، فأطلقت حملة لجمع التبرعات وحملة أخرى لتطوير تقنيات البحث العلمي، وتحملت تكلفة دراسة الجدوى والتخطيط والتصميم، وطرقت الأبواب وجمعت التبرعات وبدأت بنفسها، بأن تبرعت بـ10 ملايين جنيه لبدء أعمال البناء.
وظلت علا غبور تركض وراء حلمها بأن تصبح مصر بلا سرطان حتى افتتحت مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال في يوليو/تموز 2007.
وأصبحت غبور أمينة مجلس أمناء مستشفى 57357، وكانت تدعم الأطفال وتشجعهم وتقويهم، حتى تسلل المرض وانتقم منها.
ولم يرحم السرطان علا غبور بل وقف لها بالمرصاد، لتصاب بسرطان الرئة ولا يتم اكتشاف المرض إلا في مراحله الأخيرة، وسافرت للولايات المتحدة لتلقي العلاج ولكن السرطان تمكن منها لترحل عن عالمنا في أواخر عام 2012 بعد 4 أشهر فقط من اكتشاف المرض، وبعد وفاتها قرر زوجها التبرع للمستشفى بـ20 مليون أخرى تكريما لها ولذكراها.
تكريمات
تم تكريم علا غبور خلال حياتها وبعد وفاتها، فتم اختيارها من مؤتمر الغرف التجارية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولقبت بأفضل سيدة عملت بالمنظمات الخيرية غير الهادفة للربح.
وحصلت على جائزة جمعية الصحة العالمية في 2008، كما حصلت على تكريم كرائدة من رواد العمل الخيري من مؤسسة الأيتام القبطية في مدينة نيويورك، فضلا عن حصولها بعد وفاتها على جائزة المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي التي تحمل اسمها (جائزة الثقافة والعلوم والخدمات الإنسانية "علا غبور").
وفاة رؤوف غبور
اكتشف رؤوف غبور إصابته بسرطان البنكرياس في عام 2020، وتدهورت حالته في 2022 وانتشر المرض في جسده ولم يستجب للعلاج الكيماوي، وتدهورت حالته الصحية، إلى أن وافته المنية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقد أشاد به البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال تأبينه، وقال إنه ساند زوجته في تحقيق حلمها بافتتاح مستشفى 57357.