5 ملفات شخصية مرتبطة بحساب واحد.. فيسبوك تودع فكرة "الاسم الحقيقي"
بعد مرور أكثر من 18 عاما على تأسيس فيسبوك، تتجه الشبكة نحو مخالفة تقليد حافظت عليه طيلة تاريخها.
قالت ميتا بلاتفورمز اليوم الخميس إن شبكتها للتواصل الاجتماعي فيسبوك تختبر طرقا للسماح للمستخدمين بأن يكون لكل منهم ما يصل إلى 5 ملفات شخصية.
وتعد الخطوة تحولا كبيرا عن مطلب حافظت عليه الشركة منذ بدايتها بأن يعرف كل مستخدم نفسه "بالاسم الحقيقي"، وفقا لرويترز.
وقالت الشركة في بيان إن تغيير المنتج "سيساعد الناس على بناء خبراتهم بحسب اهتمامتهم وعلاقاتهم".
وجاء في البيان أنه سيتم ربط هذه الملفات الإضافية بحساب واحد لكل مستخدم وستستمر الشركة في مطالبة كل مستخدم بأن يكون له حساب واحد فقط.
وتأسست فيسبوك قبل 18 عاما، وتحديدا في عام 2004، وخلال هذه الفترة مرت الشبكة بمراحل تاريخية في مسيرتها.
في عام 20212، وبعد 8 أعوام على إطلاق مارك زوكربيرج شركة فيسبوك بمساعدة زملائه، حين كان طالبًا في عامه الثاني بجامعة هارفارد، طُرحت الشركة للاكتتاب العام في مايو/ أيار 2012، بسعر 38 دولارًا للسهم الواحد، وتقييم للشركة بنحو 104 مليارات دولار، وفقا لفوربس.
بدأت المنصة أيضًا بتغيير نموذج أعمالها حتى تواكب انتشار الهواتف الذكية. وقبل شهر من طرحها للاكتتاب العام، اشترت الشركة تطبيق مشاركة الصور "إنستجرام" مقابل مليار دولار على شكل أسهم ومبالغ نقدية، لتسيطر على أكبر منافس محتمل لها.
في عام 2014 اشترت ميتا تطبيق (WhatsApp) للمراسلة دون إعلانات، الذي أسسه مديران سابقان من شركة (!Yahoo) جان كوم وبريان أكتون، في فبراير/ شباط 2014، مقابل 19 مليار دولار.
كما اشترت شركة تكنولوجيا الواقع الافتراضي (Oculus VR) المعروفة اليوم باسم (Meta Quest) مقابل ملياري دولار، مما منحها حضورًا فوريًا في سوق الواقع الافتراضي، في وقت بدأ فيه المطورون إظهار اهتمامهم بهذه التكنولوجيا. وقد اشتهرت الشركة في البداية، بإنتاج سماعات الواقع الافتراضي (Oculus Rift) المصممة لألعاب الفيديو.
وفي عام 2015، اشترت شركة (Oculus) التي تملكها فيسبوك، الشركة البريطانية الناشئة في مجال الواقع الافتراضي (Surreal Vision). وتتخصص في رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي، مما يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع عناصر من العالم الحقيقي داخل الواقع الافتراضي.
وفي 2016، تغيرت أحوال فيسبوك ذلك العام؛ فمن حيث الأرباح حققت ارتفاعًا كبيرًا وصل إلى 10.2 مليار دولار، مقارنة بـ3.7 مليار دولار في عام 2015، وزيادة قدرها 177%.
مع ذلك، واجهت فيسبوك موجة من المعلومات المضللة التي نشرت على المنصة وقت الانتخابات الرئاسية بين كلينتون وترامب. وهدفت هذه الأخبار الكاذبة إلى التأثير على نتيجة التصويت، وتحقيق مئات آلاف الزيارات على فيسبوك.
وفي 2018، وتحديدا فبراير/ شباط، هددت محكمة بلجيكية شركة فيسبوك بغرامة تصل إلى 125 مليون دولار، إذا استمرت في انتهاك قوانين الخصوصية من خلال تتبع الأشخاص على مواقع الطرف الثالث. لكن مع دخول تشريعات اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) حيز التنفيذ في أوروبا، قدمت فيسبوك مجموعة من مبادئ الخصوصية التي توضح للمستخدمين كيفية التحكم بشكل أكبر في بياناتهم.
وفي مارس/آذار، كُشف عن سرقة شركة التحليلات (Cambridge Analytica) بيانات من ملايين الحسابات، واستخدامها للتأثير على الحملة الرئاسية عام 2016. وقيل حينها أن فيسبوك كانت على علم بذلك في عام 2015، لكنها لم تفعل شيئًا لحماية خصوصية المستخدمين. وفي أبريل/نيسان 2018، خضع زوكربيرغ أمام الكونغرس الأميركي للإجابة عن الأسئلة المطروحة حول الفضيحة.
وفي عام 2019، طبقت فيسبوك إعدادات خصوصية أكثر صرامة على أنظمتها الأساسية. وبالنسبة للشركات، أُطلقت حلول إعلانات الواقع المعزز عبر خاصية (Stories) في الموقع.
كما دفعت الشركة أيضًا غرامة قدرها 5 مليارات دولار إلى لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) لحل مزاعم انتهاكها لأمر الموافقة عام 2012.
وفي عام 2020، مع اقتراب انتخابات أميركية أخرى، شهدت فيسبوك المزيد من المعلومات المضللة على المنصة، رغم الإجراءات المتخذة لمنع حدوث ذلك. لذلك صرح زوكربيرغ بأن الشركة ستجري تغييرات على خوارزمية موجز الأخبار (Newsfeed) التي تحدد ما يراه المستخدمون.
وفي سبتمبر/ أيلول 2021، كشف زوكربيرج عن استثمار الشركة 50 مليون دولار في تطوير عالم الميتا فيرس الرقمي (Metaverse). لكن في أكتوبر/ تشرين الأول، تصدرت مديرة المنتجات السابقة بشركة فيسبوك، فرانسيس هوغن، عناوين الأخبار بعد إبلاغها عن مخالفات فيسبوك، حيث زعمت أن مديري الشركة التنفيذيين، بما في ذلك زوكربيرغ، قد ضللوا المستثمرين، وأن المنصة سمحت بإبقاء المعلومات المضللة وخطاب الكراهية دون التصدي لها، وأن لديها بيانات تظهر أن إنستغرام يضر بالصحة العقلية للمراهقين، وهو الأمر الذي لم تتصرف فيسبوك بشأنه، وأن الشركة تقدم الأرباح على مصلحة المستخدمين.
وسط هذا الجدل، أعلن زوكربيرج في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول أن الشركة غيرت اسمها إلى "ميتا" وحولت تركيزها إلى هذا العالم الرقمي، وهو نسخة الواقع الافتراضي من الإنترنت. بذلك أصبحت فيسبوك إحدى الشركات التابعة لميتا، إلى جانب إنستجرام وواتساب وغيرها.