عمالقة النفط الروس يستغلون انتعاش الخام.. أرباح تناهز 10 مليارات دولار
حققت شركتا جازبروم وروسنفت الروسيتان أرباحا مرتفعة خلال النصف الأول من العام الجاري، مدعومة بارتفاع أسعار النفط العالمية.
وتلقت أسعار النفط الدعم طوال الفترة الماضية من اتفاق أوبك + الذي دخل حيز التنفيذ من مايو/أيار 2020 وما زال ساريا حتى 2022، والتي ساهمت في رفع أسعار النفط من دون 17 دولارا للبرميل في أبريل/نيسان 2020 إلى مستوى 70 دولارا للبرميل حاليا.
وتلقى النفط الدعم أيضا من ارتفاع عدد جرعات التلقيح بلقاحات كورونا، والتي تجاوزت نحو 3.5 مليار جرعة على مستوى العالم، وأيضا ارتفاع الطلب على النفط خلال الفترة الماضية.
أرباح روسنفت
وأعلنت شركة روسنفت الروسية للنفط أنها سجلت خلال الربع الثاني من العام الجاري أعلى عائدات ربع سنوية لها منذ عام 2019، في ظل ارتفاع أسعار النفط وتخفيف قيود مجموعة أوبك+ على الإنتاج.
وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء بأن الارتفاع الحاد في صافي عائدات روسنفت يشير إلى إمكانية قيام الشركة بدفع أرباح مؤقتة سخية للمستثمرين.
وحققت الشركة عائدات بقيمة 2.17 تريليون روبل (29.8 مليار دولار) لتتفوق بذلك على توقعات المحللين الاقتصاديين، كما بلغ صافي إيرادات الشركة 233 مليون روبل، بزيادة 5 أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
وارتفعت عائدات الشركة قبل احتساب الفائدة والضريبة والإهلاك والاستهلاك بأكثر من 3 أضعاف لتصل إلى 571 مليار روبل.
ونقلت بلومبرج عن الرئيس التنفيذي للشركة، إيجور سيكيم، قوله في بيان إن "النتائج القوية خلال النصف الأول من 2021 تشكل قاعدة صلبة لتسديد الأرباح المؤقتة وتحقيق نمو ملموس لإجمالي العائدات بالنسبة للعام".
أرباح جازبروم
وحققت شركة جازبروم نفط الروسية أرباحا صافية بلغت 718.31 مليار روبل أي حوالي 9.8 مليار دولار.
وذكر تقرير الشركة أن "الإيرادات زادت في النصف الأول من هذا العام، بنسبة 46.2% لتصل إلى 2.754 تريليون روبل، بينما شهدت الشركة في نفس الفترة من العام الماضي، خسارة بلغت 253.87 مليار روبل".
وأضاف التقرير أن إجمالي أرباح الشركة ارتفع بمقدار 2.17 مرة إلى 1.405 تريليون روبل، وبلغت أرباحها قبل الضرائب 823.42 مليار روبل. مقابل خسارة 334.62 مليار روبل في يناير/ كانون الثاني – يونيو/ حزيران من عام 2020".
وقالت جازبروم اليوم الجمعة إنه سيكون بمقدورها زيادة إنتاج النفط سريعا مع تخفيف أوبك ومنتجين غير أعضاء في المنظمة قيودا على الإنتاج.
وأوضحت جازبروم في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن لديها عددا من الآبار التي خُفض فيها الإنتاج أو توقف منذ 2020.
وذكرت أنها أيضا تطور مشاريع جديدة ستوفر إنتاجا إضافيا العام القادم، مما يسمح للشركة باستغلال كامل حصتها.
أسعار النفط
وتماسك خام برنت القياسي، اليوم الجمعة، فوق 70 دولارا للبرميل على الرغم من أنه يتجه صوب ثاني انخفاض أسبوعي اليوم الجمعة بعد أن حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن نمو الطلب على النفط تباطأ بشدة بسبب السلالات المتحورة من فيروس كورونا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس الخميس إن نمو الطلب على الخام توقف تقريبا في يوليو/تموز وبصدد الارتفاع بوتيرة أبطأ على مدى بقية 2021 بسبب زيادة الإصابات بالسلالة المتحورة دلتا لفيروس كورونا.
وقال جيفري هالي كبير محللي السوق المعني بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا "التغيير العكسي المفاجئ من جانب وكالة الطاقة الدولية هز الأعصاب وكبح صعود النفط، ليوضح حقيقة الأثر الناجم عن السلالة دلتا".
وخفضت بنوك أيضا توقعاتها للطلب في الأمد القريب.
وقال جيه.بي.إم لأبحاث السلع الأولية "نشهد الآن تعثر تعافي الطلب العالمي هذا الشهر في ظل بلوغ الطلب على النفط 98.3 مليون برميل يوميا فحسب في أغسطس/آب ومتوسط 97.9 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول، بالتساوي مع المتوسط البالغ نحو 98 مليون برميل يوميا في يوليو/تموز".
وعلى نحو مماثل، خفض جولدمان ساكس تقديره لعجز النفط العالمي إلى مليون برميل يوميا من 2.3 مليون برميل يوميا في الأمد القصير إذ يتجه الطلب للانخفاض في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.
وفي تناقض واضح، تمسكت أوبك أمس الخميس بتوقعاتها لانتعاش الطلب على النفط عالميا هذا العام وتحقيق المزيد من النمو في 2022، على الرغم من القلق المتزايد حيال ارتفاع الإصابات بكوفيد-19.
لكن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) رفعت أيضا توقعاتها للإمدادات العام القادم من المنتجين الآخرين، بما يشمل منتجي النفط الصخري الأمريكي، مما قد يعرقل جهود المنظمة ومنتجين حلفاء، المجموعة المعروفة بأوبك+، لتحقيق توازن في السوق.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز