العاصمة الإدارية.. مشروع مصر العملاق للنهوض بالاقتصاد وتوفير قاعدة صديقة للبيئة
نسبة الاستثمارات الأجنبية في المشروع حتى الآن تبلغ نحو 20% من بينها استثمارات صينية تصل إلى 4.5 مليار دولار.
تسعى الحكومة المصرية للبدء في إدارة شؤون البلاد من عاصمة جديدة تقع في الصحراء بدءا من منتصف عام 2020.
المشروع المصري العملاق الذي تقدر تكلفته بحوالي 58 مليار دولار يجري العمل به على قدم وساق لبناء المناطق الأساسية في المدينة الجديدة التي ستحل محل القاهرة، العاصمة الحالية المطلة على نهر النيل ويعيش فيها أكثر من 20 مليون نسمة.
- العاصمة الإدارية الجديدة.. منارة الاقتصاد المصري في قلب الصحراء
- مصر.. 1.2 مليار دولار من بنك صيني لتمويل قطار العاصمة الإدارية
يهدف المشروع، الذي أطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عام 2015، إلى النهوض بالاقتصاد وتوفير قاعدة صديقة للبيئة وفعالة للحكومة ولقطاع المال، فضلا عن توفير مساكن لما لا يقل عن 6.5 مليون شخص.
وقال أحمد زكي عابدين رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية المسؤولة عن تنفيذ المشروع، لرويترز: "هناك اهتمام شديد جدا من القيادة السياسية في مصر بالمشروع".
وتابع قائلا: "حجم عمل ضخم لابدّ أن يتبعه حجم مشاكل ضخمة".
وأضاف أن من بين المشاكل الكثيرة التي تواجه المشروع العمالة الماهرة لبناء "المدينة الذكية"، وجمع وتوفير تمويل يقدر بنحو تريليون جنيه مصري (58 مليار دولار) للسنوات المقبلة من بيع الأراضي واستثمارات أخرى.
مضيفا أن نسبة الاستثمارات الأجنبية في المشروع حتى الآن تبلغ نحو 20% من بينها استثمارات صينية تصل إلى 4.5 مليار دولار.
ويصور مقطع فيديو دعائي مدينة خضراء تدار بأنظمة الدفع غير النقدي للمواصلات وخدمات أخرى.
ومن المتوقع أن تزيد مساحة المدينة الحديثة، التي تعرف حتى الآن باسم العاصمة الإدارية الجديدة، عند اكتمالها عن 700 كيلومتر مربع أي 170 ألف فدان.
وستبلغ مساحة المرحلة الأولى من المشروع نحو 168 كيلومترا مربعا (40 ألف فدان) وتشمل بناء مقار للرئاسة والوزارات والبرلمان وأحياء سكنية وحي دبلوماسي وحي مالي.
وتم بالفعل بناء مسجد كبير وكنيسة كبرى وفندق ومركز مؤتمرات.
وضع الأساسات
ويغص موقع البناء، على بعد حوالي 45 كيلومترا شرقي القاهرة، بأعداد كبيرة من الحفارين والرافعات وتمتد طرق واسعة بين قطع الأراضي الفارغة والمباني شبه المكتملة.
ويضع العمال التابعون للشركة الوطنية الصينية للبناء والهندسة الأساسات لحي المال حيث من المخطط بناء 21 ناطحة سحاب، من بينها أطول ناطحة سحاب في قارة أفريقيا والتي ستتألف من 85 طابقا.
وقال عابدين إنه يأمل أن يصبح خط القطار الكهربائي الذي يربط بين القاهرة والعاصمة الجديدة بتكلفة 1.2 مليار دولار، وتقوم ببنائه شركة صينية أيضا، جاهزا خلال 18 شهرا، وأضاف أنه قبل ذلك ستتولى شبكة حافلات كهربائية خدمة المدينة.
وقال ديفيد سيمز مؤلف كتاب (أحلام الصحراء المصرية)، وهو كتاب عن مشروعات التنمية: إن الدعم الذي توفره الرئاسة في مصر للمشروع يجعله "أكبر من أن يفشل".