مشاريع الخمسين الإماراتية تجذب استثمارات أمريكية.. 85 شركة على الأبواب
اجتمع عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، في واشنطن وعدد من أعضاء وفد الإمارات المرافق مع مجلس الأعمال الإماراتي الأمريكي، بمشاركة ممثلين عن 85 شركة أمريكية من الشركات ذات العضوية في المجلس.
وأكد الجانبان على أهمية الدور الذي يضطلع به المجلس بوصفه منصة لتقوية الروابط وعقد الشراكات التجارية والاستثمارية بين شركات البلدين، وتبادل الخبرات والاطلاع على اتجاهات وفرص الاستثمار في أسواق البلدين.
حضر الاجتماع محمد علي محمد الشرفاء الحمادي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، والمهندس ساعد محمد العوضي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، ومحمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"، وفهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمار.
خطط ومسارات جديدة
ووفقا لوكالة أنباء الإمارات، ناقش الجانبان سبل تطوير آفاق التعاون، ووضع خطط ومسارات جديدة وتكثيف العمل والتعاون خلال المرحلة المقبلة لتوسيع وتطوير التبادلات التجارية وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة، خاصة في قطاعات البنية التحتية والرعاية الصحية والتصنيع والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الزراعية والطاقة النظيفة والمتجددة.
وأطلع عبدالله بن طوق المري، المجلس على التطورات التي شهدتها البيئة الاقتصادية لدولة الإمارات خلال المرحلة الماضية، بما في ذلك مشاريع الخمسين والتشريعات الاقتصادية الجديدة والمبادرات النوعية التي أطلقتها الدولة للتحول إلى نموذج اقتصادي جديد قائم على المعرفة ويتسم بالمرونة والتنافسية والاستدامة، ويحتضن المواهب والمشاريع الريادية.
وأشار إلى أن هذه المنظومة الاقتصادية الحديثة توفر حوافز وفرصاً جديدة وواعدة للاستثمار والشراكة مع مختلف الأسواق العالمية، وفي مقدمتها الشركات الأمريكية.
واستعرض جهود دولة الإمارات في مواجهة الآثار الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وتسريع وتيرة تعافي الاقتصاد ودعم وتفعيل أنشطة الأعمال في مختلف القطاعات من خلال تبني استجابة منهجية وخطط متكاملة تقوم على مبدأ الاستباقية والتنمية البعيدة المدى وتعزيز الإنتاجية، وعرض المؤشرات والنتائج الإيجابية التي حققتها الدولة في هذا الصدد.
الإمارات وجهة مفضلة للأعمال والاستثمار
وقال عبدالله بن طوق المري: "تعزز الإجراءات الرائدة والجوهرية التي اتخذتها دولة الإمارات مكانتها الحالية والمستقبلية كوجهة مفضلة للأعمال والاستثمار، وتعزز جاهزيتها لتكون مركز التجارة والاستثمار الأكثر حيوية وديناميكية على مستوى المنطقة والعالم خلال المرحلة المقبلة".
وأشار إلى أن هذه التطورات الاقتصادية الفريدة على مستوى المنقطة تفتح فرصاً وآفاقاً واعدة للشركات الأمريكية لتأسيس حضور لها في دولة الإمارات واختيارها مقراً لعملياتها وأنشطتها التجارية والاستثمارية عبر المنطقة والوصول منها إلى أسواق رئيسية في آسيا وأفريقيا".
واستعرض أبرز الإجراءات والجهود التي اتخذتها الإمارات في هذا الصدد، بما فيها تعديلات قانون الشركات التجارية التي سمحت بالتملك الأجنبي للمشاريع والاستثمارات بنسبة 100%، وتطورات منظومة الإقامة التي تتيح خيارات عديدة وميسرة للعيش والعمل والاستثمار والسياحة في دولة الإمارات، ومشاريع الدولة في مجال تنمية الصادرات وجذب الاستثمار والاتفاقيات الاقتصادية وغيرها.
المركز الاقتصادي الأنشط
وأضاف: "دولة الإمارات اليوم تعد مركزاً اقتصادياً هو الأنشط والأكثر تطوراً والأسرع نمواً في المنطقة، وتتمتع بموقع استراتيجي متميز واحتياطات مالية قوية وصناديق ثروة سيادية كبيرة وإنفاق قوي على المشاريع التنموية، واقتصاد متين ومستقر ومرن، وسياسة ضريبية جاذبة ومرنة لا تتضمن أي ضرائب على الدخل، فضلاً عن استقرارها السياسي وبيئتها الآمنة والمنفتحة ومجتمعها المتسامح والمتعدد الثقافات.. وهي ضمن أفضل 20 دولة في العالم كمكان مثالي للعيش حسب استطلاعات الرأي العالمية".
وأشار عبدالله بن طوق المري، إلى قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية الإماراتية الأمريكية، والتي تعكسها حجم الاستثمارات المتبادلة، حيث تستحوذ الاستثمارات الإماراتية على الحصة الأكبر من إجمالي الاستثمارات العربية بالأسواق الأمريكية، برصيد تراكمي يصل إلى 44.7 مليار دولار حتى نهاية 2020، وتحتل الدولة المرتبة الأولى عربياً والـ20 عالمياً ضمن أهم البلدان المستثمرة في أمريكا، وتبلغ استثمارات الشركات الإماراتية بالولايات المتحدة في أنشطة البحث والتطوير المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا نحو 1.7 مليار دولار، فيما ساهمت الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة في دعم الصادرات الأمريكية بقيمة 1.3 مليار دولار، وفي المقابل يبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشر إلى دولة الإمارات من الولايات المتحدة الأمريكية بنهاية العام الماضي نحو 19.4 مليار دولار.
مشاريع وآفاق تنموية
من جانبه، دعا الدكتور ثاني الزيودي الشركات الأمريكية إلى الاطلاع عن كثب على هذه المبادرات والمشاريع والآفاق التنموية الواسعة التي تفتحها لبناء شراكات مستدامة خلال المرحلة المقبلة، والتعرف أكثر على حوافز البيئة الاستثمارية الجديدة في الدولة، بما يحقق النمو والمنفعة المتبادلة للطرفين.
وأضاف: "تقدم الإمارات مناخاً استثمارياً جاذباً ومتكاملاً بما تمتلكه من بنى تحتية متطورة وقطاع نقل منافس عالمياً وخدمات لوجستية رائدة وموقع استراتيجي الأمر الذي يفتح إمكانات واسعة للتجارة وتدفقات الاستثمار للشركات والمشاريع في الدولة.. وتوفر الدولة مرونة مطلقة لمزاولة الأعمال والأنشطة التجارية والاقتصادية في أي مكان بالدولة، وبما يشمل المناطق الحرة والصناعية والاقتصادية والمجمعات التجارية".
و أكد حرص الإمارات على تنمية شراكاتها مع مجتمع الأعمال الأمريكي وتسهيل تدفقات الاستثمار الأمريكية إلى القطاعات الجديدة والواعدة في الدولة، ولا سيما التكنولوجيا الزراعية والتصنيع والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة.
إلى ذلك، أكد الجانبان أهمية مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في معرض إكسبو دبي 2020 في أكتوبر المقبل حيث يعد الجناح الأمريكي أحد أضخم الأجنحة التي يحتضنها المعرض وسيوفر منصة لعرض أحدث المنتجات والخدمات والابتكارات والصناعات الأمريكية الرائدة في مختلف الأنشطة والقطاعات، مما يعزز فرصها في تنمية تجارتها وشراكاتها مع مجتمع الأعمال الإماراتي والعالمي.