صنّاع السياسات وقادة القطاعات البارزون في أسبوع أبوظبي للاستدامة
أسبوع أبوظبي للاستدامة ينعقد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي في الفترة من 11 وحتى 18 يناير/كانون الثاني 2020
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ينعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي في الفترة من 11 وحتى 18 يناير/كانون الثاني 2020.
- انطلاق مؤتمر الإعلان عن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020
- أسبوع أبوظبي للاستدامة.. إطلاق المرحلة الثانية من حملة "نحن ملتزمون"
وخلال مؤتمر صحفي عقد الإثنين بهذا الخصوص في أبوظبي، وحضره وزراء من دولة الإمارات ومجموعة من صنّاع السياسات وقادة القطاعات البارزين، تمت الدعوة إلى أن يكون عام 2020 بمثابة نقطة انطلاق نحو عقد من تكريس وتضافر الجهود العالمية بما يدعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية والمستدامة.
ويعتبر أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020، الذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، أحد أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم ومنصة لمناقشة سبل تسريع وتيرة التنمية المستدامة، ويستقطب مزيجاً فريداً من قادة الدول والوزراء وصناع القرار وخبراء القطاعات ورواد الابتكار وقادة الاستدامة في المستقبل.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة بالإمارات رئيس مجلس إدارة "مصدر": بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، تقوم دولة الإمارات بدور فعال وإيجابي ومؤثر في دعم تحقيق أهداف الاستدامة العالمية من خلال إطلاق مبادرات وبرامج مهمة مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يمثل منصة عالمية تجمع نخبة من القادة وصناع القرار من مختلف القطاعات بهدف مدّ وتعزيز جسور التواصل والتعاون ومناقشة مواضيع الاستدامة وتوحيد الجهود والاستفادة من التقنيات الرقمية الجديدة وأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا من أجل بناء عالم أفضل للجميع.
ومنذ انطلاقه في عام 2008، يركز أسبوع أبوظبي للاستدامة على تحفيز الحوار العالمي حول الاستدامة، وقد جرى العام الماضي توسيع نطاق محاور الأسبوع ليغطي بالإضافة إلى الطاقة المتجددة مجالات وقضايا أخرى، بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وبما يتماشى على نحو أمثل مع رؤية الإمارات 2021 وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
وتشمل دورة عام 2020 من الأسبوع 6 محاور هي الطاقة والتغير المناخي، والمياه والغذاء، ومستقبل التنقل، واستكشاف الفضاء، والتكنولوجيا الحيوية في قطاع الصحة، وتكنولوجيا لحياة أفضل.
كما ستجري مناقشة 3 موضوعات رئيسية هي الذكاء الاصطناعي والمجتمع والشباب ضمن كافة محاور وبرامج الأسبوع.
وفي كلمة له خلال المؤتمر الصحفي، قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة: "إن دولة الإمارات بفضل توجيهات ورؤى قيادتها الرشيدة تمكنت خلال العقد الماضي من لعب دور بارز في مسيرة الاستدامة العالمية وباتت تمتلك نموذجاً متفرداً يعتمد على منظومة متكاملة من المعايير والأسس والمبادرات، ومن أهمها توفير المنصات والحاضنات العالمية التي يمكن عبرها إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على أهم مستجدات التكنولوجيا العالمية وتوظيفها في دفع الحراك العالمي للاستدامة، ويتمثل هذا واضحاً في منصة أسبوع أبوظبي للاستدامة والفعاليات المصاحبة له، والتي أصبحت أحد أهم الركائز والخطوات السنوية الدافعة لتحقيق الاستدامة ونشر حلول الطاقة المتجددة والنظيفة عالمياً.
وسوف تشمل فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 انعقاد الدورة العاشرة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في الفترة 11-12 يناير/كانون الثاني، حيث يجدد المجتمعون تأكيدهم على أجندة الطاقة المتجددة العالمية ويبحثون دور الطاقة المتجددة في الحد من التغير المناخي وتعزيز الاستدامة.
وتعليقاً على دور الطاقة في تسريع وتيرة التنمية المستدامة، قال معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي: "الطاقة هي من أهم المحاور الرئيسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، ولهذا فقد حرصنا على أن نكون جزءاً من هذا الحوار العالمي حول الطاقة والاستدامة عبر مساهمتنا شريكاً رئيسياً لأسبوع أبوظبي للاستدامة 2020".
وأضاف: "لا شك أن هذا الحدث العالمي يشكل منصة محفزة لتعزيز مكانة أبوظبي كعاصمة عالمية للاستدامة، فضلاً عن دوره في جمع كافة القطاعات والبرامج المرتبطة بالطاقة لتوحيد الجهود وتعزيز الكفاءات في استشراف مستقبل مستدام".
وقال خالد القبيسي، الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شركة مبادلة للاستثمار: "في عام 2008 استضافت أبوظبي نخبة من المعنيين بشؤون الاستدامة من مختلف أنحاء العالم. وقد تطور ذلك الحدث ليصبح فعالية عالمية تمتد لأسبوع كامل وتجمع بين واضعي السياسات وخبراء القطاعات الصناعية ورواد التكنولوجيا والجيل الجديد من قادة الاستدامة".
ووأضاف: "شهد أسبوع أبوظبي للاستدامة تطوراً كبيراً في مستوى الحضور والتمثيل، من 11 ألف شخص يمثلون 84 دولة إلى 38 ألف شخص يمثلون 175 دولة في عام 2019، ليصبح بذلك واحداً من أكبر منابر الاستدامة في العالم، وباتت هذه الفعالية السنوية منصة لتبادل المعرفة ووضع الاستراتيجيات العملية واستنباط الحلول اللازمة لدفع عجلة التطور، ونتوقع أن تأتي نسخة 2020 إضافة نوعية للنجاح الذي تحقق عبر السنوات الماضية".
وعلى غرار العام الماضي، تم إطلاق حملة "نحن ملتزمون" للسنة الثانية على التوالي على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي ينظمها أسبوع أبوظبي للاستدامة و"مصدر" بهدف تحفيز المجتمع المحلي والعالمي على المشاركة الفاعلة في تسريع وتيرة التنمية المستدامة. وقد شهدت الحملة مشاركة شخصيات بارزة من الإمارات والعالم، شملت وزراء وقادة أعمال ومسؤولين من منظمات غير حكومية وشخصيات بارزة من المجتمع المحلي.
من جانبه، قال فرانشيسكو لا كاميرا، الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا): "إن تحقيق الأهداف المناخية وأهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، يتطلب منا تسريع وتيرة اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما أننا بتنا اليوم مدركين تماماً للفوائد الجمّة التي تنطوي عليها هذه المصادر؛ فهي توفر طاقة نظيفة منخفضة التكلفة، وتسهم في تحسين مستويات الصحة، وتوفر العديد من فرص العمل، بل وتُحدث نقلات نوعية في العديد من الاقتصادات حول العالم.
كما يعقد ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، الذي يستضيفه سوق أبوظبي العالمي، للمرة الثانية على التوالي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، ويركز على زيادة الاعتماد على التمويل المستدام ودفع رأس المال نحو الاستثمارات التي لها انعكاسات إيجابية على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ويستقطب الملتقى نخبة من قادة القطاع العالميين وصناع القرار من قطاعي الاستدامة والتمويل.
وكانت دورة 2019 من أسبوع أبوظبي للاستدامة قد شهدت عقد صفقات بلغت قيمتها المعلنة نحو 10.5 مليار دولار، كما استقطبت ما يزيد على 38 ألف مشارك من 170 دولة و850 شركة عارضة.
وتوجه محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لـ "مصدر" بالشكر إلى كافة شركاء أسبوع أبوظبي للاستدامة، مؤكداً تنامي مكانة ودور الأسبوع الذي شمل محاور تتناول إلى جانب الطاقة المتجددة مختلف مجالات التنمية المستدامة، وليسهم بذلك في تحفيز الحوار وتكثيف الجهود لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
وأشار الرمحي إلى التطور الكبير الذي شهده أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاقته في عام 2008، حيث تضاعفت أعداد الحضور والمشاركين ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 35 ألفاً، فيما شهد الأسبوع زيادة في عدد الدول المشاركة بمعدل أكثر من الضعفين ليصل إلى 175 دولة.
وأكد بأن اتساع نطاق الأسبوع يعكس مدى تنامي الفرص التجارية التي يوفرها قطاعا التقنيات النظيفة والاستدامة، حيث بلغ إجمالي قيمة الصفقات التجارية المعلنة في دورة العام الماضي فقط نحو 11 مليار دولار أمريكي.
ومن جانبه، علق ريتشارد تنغ الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية لدى سوق أبوظبي العالمي قائلاً: "يسرنا المشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام أيضاً، وذلك في إطار جهودنا للعمل مع كافة الشركاء لدعم أهداف التنمية المستدامة في الدولة وتطوير اقتصاد مستدام مبني على المعرفة. سنستضيف هذا العام الدورة الثانية من ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، وذلك بعد نجاح الدورة الافتتاحية العام الفائت، حيث سيوفر الملتقى منصة للشركاء الاستراتيجيين المحليين والعالميين للعمل معاً نحو تعزيز أجندة التمويل المستدام، وسيشمل الإعلان عن مبادرات وجهود عدة".
وأضاف: "يعد دعم نجاح ونمو اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، أحد أهم أهداف سوق أبوظبي العالمي. ومن منطلق دوره، كمركز مالي دولي، يستمر السوق في ترويج ودعم مبادرات التمويل المستدام والمساهمة في عملية التنمية في الدولة والمنطقة كافة".
وبهدف إشراك شرائح واسعة من المجتمع، تشمل أجندة أسبوع أبوظبي للاستدامة تنظيم فعاليات ومنصات مخصصة للنساء والشباب لإتاحة المجال أمامهم للمشاركة في حوار الاستدامة.
حيث ستقام الدورة السنوية من "ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" التي تلتقي خلالها مجموعة من أكثر النساء تأثيراً حول العالم لتسليط الضوء على خبراتهن وتجاربهن ومسيراتهن المهنية ضمن قطاع الاستدامة.
كما ستشمل فعاليات الأسبوع تنظيم "مركز شباب من أجل الاستدامة" الذي يوفر منصة فاعلة تساهم في تمكين الطلبة والمهنيين الشباب ورواد الأعمال وتعزيز مشاركتهم في قطاع الاستدامة، ومن المتوقع أن يستقطب المركز نحو 3 آلاف طالب على مدار الأسبوع.
ويختتم الأسبوع فعالياته بـ"المهرجان في مدينة مصدر"، الذي يوفر سلسلة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية المتعلقة بالاستدامة، ومجموعة متنوعة من ورش العمل المخصصة للأطفال والأسرة، بالإضافة إلى العروض الحية الشيّقة وأكشاك الطعام.