بالصور.. المصريون يحتفلون بذكرى المولد النبوي بـ"حلوى وعروسة وحصان"
صوت النقشبندي وابتهالات المولد النبوي وشوادر حلوى المولد تنتشر في حي السيدة زينب بالعاصمة المصرية، القاهرة.
صوت النقشبندي وابتهالات المولد النبوي وشوادر حلوى المولد في سوق حي السيدة زينب بالعاصمة المصرية، القاهرة، أهم ما يميز الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في مصر.
في 12 من شهر ربيع الأول كل عام، تنتشر حلوى عروس المولد بأبهى حلتها، والحصان الملون بأشكاله المختلفة، لإعلان بدء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في شوارع مصر وأزقتها.
روايات عديدة حول الصيغة التي جعلت حلوى المولد تتمثل في شكل العروسة والحصان المُزين بالأشرطة الملونة، وأقراص حلوى المولد الشهيرة، ولكن الثابت أن هذه المظاهر المستمرة حتى الآن، ابتدعها الفاطميون منذ بداية حكمهم لمصر سنة 969م.
- المولد النبوي عند الجزائريين.. قدسية الذكرى بعادات أصيلة
- أصالة تطرح أغنية "المصطفى" في ذكرى المولد النبوي
يقول الحاج حسين ميزة، الذي يعمل بتجارة حلوى المولد منذ 50 سنة، إن حلوى المولد كانت تقتصر على "حلوى العلف"، وهي أقراص السمسمية و الفولية والحمصية، وعدة أنواع أخرى تقليدية مثل حلوى الملبن بأشكالها وألوانها المختلفة، وكل ذلك كان محصورا في حوالي 15 صنف حلوى، ولم تكن مُغلفة، وكان الشاري يطلب أن نزن له مثلا 250 جراما من كل نوع، ليذهب إلى منزله وبيده علبة تتعدى 5 كيلوجرامات، بعكس الآن، فقد زاد على هذه الأنواع حوالي 35 نوعا آخر، منها بورمة جوز الهند والفواكة المجففة، والشكالما، والمربات المصنوعة بطريقة تناسب حلوى المولد النبوي.
أما "اللبلبية" كما أطلق عليها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، فهي عبارة عن قوالب وأقراص جديدة تنضم لحلوى المولد، مُعدة بنفس طريقة السمسمية والفولية والحمصية، وقد أثارت جدلا حول طريقة تقشيرها قبل مرحلة التصنيع، ورغم ندرتها فإن صيتها ذائع بين تجار الحلوى.
يقول علي متولي، أحد تجار الحلوى بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، إن هذا النوع من الفصفص أو "اللب"، يُزرع في سيناء ومرسى مطروح، والباعة يعرفونه بأنه لب البطيخ، والحلوى المصنوعة منه تكون أغلى ثمنا من نظيراتها التقليدية سواء السمسمية أو الفولية أو الحمصية، فهو يضاهي الفستقية وحلوى عين الجمل.
وعن طريقة التعامل مع بذور اللب قبل مرحلة التصنيع، يقول متولي، إن اليد البشرية لا تتدخل في الأمر، حيث يتم تقشير البذور من خلال ماكينة مُعدة خصيصا لهذا الغرض، تكسر البذرة، وتفصل اللب الداخلي عن القشرة، ثم تبدأ مرحلة التجميع والتصنيع.
ويقول إن العسل في قرص اللب يكون قليل مقارنة بالأنواع الأخرى نظرا لرقة حبة اللب، لأن الحذر مطلوب للتعامل معها، وبالتالي فهي تذوب في الفم سريعا، بعكس البندقية والفستقية وغيرها من الأقراص التي يكون فيها السكر بكمية أكبر ويجعلها متماسكة جدا.
مشهد الاحتفال بمولد النبي بمنطقة السيدة زينب بالعاصمة المصرية، القاهرة، لم يخل أيضا من العلم المصري والشعارات الوطنية، فالأحصنة المصنوعة من الحلوى تحمل أعلاما مصرية مُزينة بشعار "تحيا مصر"، إلا أن الأمر يبدو أنه ليس وليد اللحظة، حيث يقول متولي إن هذه "الاستيكرات" تستخدم بنفس الفكرة منذ دخول الحلوى التي تتزامن مع الاحتفال بالمولد النبوي إلى مصر، وفي أيام الملكية كان الحصان يحمل علم المملكة آنذاك وعليه الهلال والنجمات الثلاث، والمعنى هنا فيه إشارة إلى مصر والفخر بجمالها وحلاها.
أما عروسة المولد بهيئتها الحديثة، فهي التزام يؤديه الخطيب لخطيبته والزوج لزوجته في هذه المناسبة، وأيضا الأخ لأخته والأب لابنته والجدّ لحفيدته، ويقول عبدالشكور عبدالعاطي، أحد الزبائن، إن العروس البلاستيكية مناسبة جدا ليهادي بها حفيدته الصغيرة، وكانت لها أفضلية عنده لأن الطفلة ستستخدمها في اللعب وربما تستمر معها حتى الموسم المقبل، بينما العروس الحلوى عمرها الافتراضي لا يزيد عن يومين ثم تنكسر أو تُعد للطهي والأكل وينتهي أمرها.
ورغم ذلك، فكل هذه الأشكال والألوان لم تحجب الرؤية والطلب عن العروس والحصان المصنوعين من الحلوى، وفي هذا الإطار يقول الحاج حسين ميزة إن "العروس والحصان التقليديين هما الأساس، وهناك استمتاع بفكرة شرائهما على سبيل الهدية ثم طهيهما وتناولهما، بينما الدمى البلاستيكية تظل أمر مستحدث، لا يتجاوز عمرها في سوق حلوى المولد 25 سنة تقريبا".
وعن تصنيع العروس الحلوى، يقول إن القوالب تُصنع في مدينة طنطا المشتهرة بحلوى المولد في الأساس، ثم يتم خلط العسل والسكر بطريقة معينة ويصب في القالب بحسب الحجم.