صاحب العصبة الحمراء.. "أبودجانة" قاتل مسيلمة الكذاب
صاحب العصبة الحمراء أبودجانة الأنصاري، أحد المشاركين في قتل مدعي النبوة الأشهر مسيلمة الكذاب
صاحب العصبة الحمراء أبودجانة الأنصاري، أحد المشاركين في قتل مدعي النبوة الأشهر مسيلمة الكذاب، هو في الأصل واحد من صحابة رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم.
اسمه أبودجانة سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري، من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، من الأنصار من بني ساعدة، وآخى الرسول بينه وبين عتبة بن غزوان.
كان أبودجانة من المؤمنين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فعاهد الله ورسوله الكريم على إعلاء راية الإسلام والدفاع عنه حتى آخر رمق، فكان له نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة الرسول، فحضر غزوة بدر، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت، يشق صفوف الأعداء ويقتلهم، حيث قتل يومها زمعة بن الأسود أحد رجال قريش المعادين لنبي الإسلام.
وكان أبودجانة أيضا معروفا بعصابة حمراء يربطها على رأسه في المعارك.
وفي غزوة أُحد، ثبت يوم فر وتقهقر المسلمون للخلف، واشتهر يومها باسم "عصبة الموت"، فيروي الصحابي الزبير بن العوام عن رسول الله في غزوة أحد أنه قال "من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقمت فقلت أنا يا رسول الله، فأعرض عني ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقلت أنا يا رسول الله، ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه، فقام أبودجانة فقال أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فما حقه؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ألا تقتل به مسلما ولا تفر به من كافر، وبعد أن أخذ أبودجانة السيف من يد النبي، أخرج عصابته فتعصب بها وقال:
إني امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقيم الدهر في الكبول ** إذ نحن بالسفح لدى النخيل أضرب بسيف الله والرسول
وكان يتبختر بين الصفوف. فقال الرسول: إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن، وبعدها انطلق أبودجانة في صفوف المشركين وجعل لا يرى أحداً منهم إلا قتله، حتى وصل لقائدة جيش نسوة المشركين، وكانت هند بنت عتبة. فلما شهر سيفه في وجهها صرخت، فعلم أنها امرأة وأبى أن يقتلها بسيف النبي".
وكان من ضمن من حموا ظهر النبي في غزوة أحد، حينما هُزم المسلمون وتكاثر عليه مشركو قريش، فتصدى لهم بظهره وتلقى النبال عن رسول الله.
كما حضر أبودجانة غزوة خيبر وقتل يومها سيد يهود خيبر الحارث أبا زينب، وكان من أسباب النصر يومها فعندما خرج رجل من اليهود وطلب مبارزة أحد المسلمين، بعد أن قتل اثنين من المسلمين، خرج أبودجانة فقتله فكبر النبي، ودخلوا خيبر بعدها منتصرين.
وامتدت مشاركة أبودجانة في الغزوات حتى بعد وفاة النبي، فحضر معركة اليمامة، وانكسرت رجله في اقتحامها ولكنه رغم ذلك ثبت في القتال وأبلى يومها بلاء حسنا.
وختم الله له بالشهادة بعد أن شارك في قتل مسيلمة الكذاب، أشهر مدعي النبوة، فقُتل الصحابي الجليل رضي الله عنه بتلك المعركة، وكان هذا في عام 12 هجرية، العام الذي انتصر فيه المسلمون على مدعي النبوءة وأعلوا راية الله ورسوله.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز