النفط الليبي في 2021.. إنتاج وفير ودولة تعاني

شهد قطاع النفط في ليبيا نشاطا غير مسبوق خلال عام 2021، وغزت براميل من الخام العالم.

وأسهمت الشركات النفطية في ليبيا بزيادة معدلات الإنتاج لأكثر من مليون و300 ألف برميل يوميا شهرياً، وعملت على تطوير المرافق والموانئ في ظل استقرار الإنتاج بالقطاع، إضافة إلى استمرار عمليات الشحن عبر الموانئ لتصدير الخام أو لاستيراد المشتقات.

• ليبيا رابع أكثر الدول العربية امتلاكا لاحتياطيات الذهب
  

وصل صافي الإيرادات في بعض شهور العام من مبيعات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية والبتروكيماويات وصل إلى مستويات قياسية، مسجلا 2.69 مليار دولار ثم إيرادات الغاز والمكثفات التي بلغت 66.246 مليون دولار، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمات اقتصادية لا تنقطع أبرزها انقطاع الكهرباء وارتفاع معدلات الفقر.

عانت البنية التحتية لقطاع النفط الوطني من حالة صعبة من التآكل نتيجة عدم الصيانة، ما دفع مؤسسة النفط للدعوة لتوفير الميزانيات المطلوبة وتسييلها في المواعيد المحددة وبشكل منتظم، محذرة من تفاقم الأمر الذي سيؤدي إلى توقف الإنتاج في المواقع، والذي يكلف الخزانة العامة خسائر فرص بيعية تتجاوز 165 مليون دولار.

وبالتعاون مع الشركات قامت بإجراء أعمال الصيانة والعمرات السنوية للمصافي والآبار وإدخال حقول كانت متوقفة عن العمل إلى الخدمة، مما تسبب في زيادة الإنتاج البلاد وعودة خيرات النفط.

آبار جديدة وصيانة وتطوير

في مارس الماضي، أعلنت شركة الخليج العربي للنفط انتهاءها من عمرة مصفاة طبرق شرقي البلاد، وكذلك حفر عدة آبار نفطية جديدة ومناقشة تقارير العمل مع الشريك (شركة-OMV).

عملت الشركتان على تطبيق خطة التطوير الشاملة لمنطقة التعاقد (91) بحقل النافورة، وخلال الاجتماع تمت مناقشة التقرير النهائي للبئر (G 317) الذي تم حفره في المدة الماضية.

كما انتهت من صيانة البئر النفطي B121-59W الواقع في مكمن الدفة الشمالية لحقل الواحة، وأشارت إلى أن برج الحفر التابع لشركة الوطنية للحفر NWD#41A قام بإغلاق الطبقة من 5510 أقدام إلى 5620 قدما، التي ارتفع فيها منسوب الماء حسب آخر نتائج Swab Operation إلى 95% H2O و5% Emulsion.

• عودة العمالة المصرية إلى ليبيا.. الموعد والشروط
  

كما أعلنت مؤسسة النفط رفع إنتاج البئر A4 بحقل شمال الحمادة بمنطقة التعاقد 47 بحوض غدامس والتابع لشركة نفوسة للعمليات النفطية إلى 2700 برميل.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت شركة الزويتينة للنفط الليبية التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، إنه تم الانتهاء من العمل على البئر A-15، واختبار المضخة بنجاح.

وأكدت الشركة أن عمليات صيانة البئر تمت بأيدي عناصر وطنية تابعة لشركة السيل للحفر وصيانة الآبار وقسم الحفر بالحقل، حيث تدخل البئر إلى الإنتاج بعد توقفها لسنوات، قائلة: "يعتبر هذا أول Workover منذ توقف الحقل".

عودة للعمل بعد 7 سنوات

ومن المقرر أن يتم إدخال مجموعة من الآبار والحقول إلى الإنتاج خلال الأيام المقبلة، حيث أعلنت شركة أكاكوس للعمليات النفطية البدء في عمليات الحفر التطويري بحقل الشرارة المتوقفة لحوالي 7 سنوات، منذ إغلاق الحقل عام 2014، واستكمال البئر R-32 NC115 خلال نوفمبر المقبل، بعد تجديد العقد الخاص بالشركة المعنية بأعمال الحفر.

• خسائر "كبيرة" للحقول النفطية في ليبيا بفعل الإغلاقات
  

كما أعلنت شركة الهروج للعمليات النفطية أن لجنة الإدارة تتابع المرحلة الثانية من المشروع الاستراتيجي "إعادة الإنتاج من حقل الغاني"، كما تم عقد اجتماع مع جميع المشرفين بخصوص مشروع الإنتاج المبكر من محطة الزناد والذي يهدف إلى زيادة معدلات الإنتاج إلى حوالي 4000 برميل يوميًا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلنت ليبيا الانتهاء من مشروع تدشين حقل الخير النفطي.

معوقات

وتسبب التأخر في اعتماد الميزانيات اللازمة تقود الإنتاج اليومي من النفط الليبي للتراجع إلى مليون برميل، وشح المحروقات بشتى أنواعها في السوق المحلية، بسبب إرجاء إعادة بناء خزانات الوقود بطريق مطار طرابلس.

كما تسببت البنية التحتية المتهالكة إلى العديد من التسريبات المتتالية نتيجة لعدد من خطوط نقل النفط والغاز في كافة الشركات العاملة بالبلاد ورغم ذلك قامت العناصر الليبية بالسيطرة على التسريب في خطوط نقل النفط الخام ما بين حقلي الظهرة والسدرة، في زمن قياسي من قبل مستخدمي حقل الظهرة بأقل التكاليف والإمكانيات.

وفي أغسطس تسبب التسريب في خط النفط الرابط بين حقل جالو النفطي والواحة إلى تخفيض إنتاج المحطتين الأولى والثانية، وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول، تم السيطرة على تسرب نفطي في حقل "مبروك" للعمليات النفطية.

وفقدت ليبيا 50 ألف برميل يوميا من إنتاجها في يونيو الماضي، بسبب تسرب نفطي في خط أنابيب الخام” بمدينة طرابلس.

1.45 مليون برميل قريبا

وتستمر الشركات النفطية في ليبيا بعملية الإنتاج التي أسهمت بزيادة معدلات الإنتاج لأكثر من مليون و300 ألف برميل يوميا، كما تعمل الشركات النفطية على تطوير المرافق والموانئ في ظل استقرار الإنتاج بالقطاع، إضافة إلى استمرار عمليات الشحن عبر الموانئ لتصدير الخام أو لاستيراد المشتقات.

وتعتزم ليبيا رفع إنتاجها من النفط إلى 1.45 مليون برميل يوميًا بحلول مطلع عام 2022، وإلى 1.6 مليون في غضون عامين وإلى 2.1 مليون في غضون أربع سنوات، حسب تصريحات سابقة لرئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، عبر بدء الإنتاج في حقول جديدة في حوضي سرت وغدامس وإعادة تشغيل الحقول التي أغلقتها هجمات تنظيم "داعش" في 2015.

وتحتل ليبيا وفقاً لبريتش بتروليم المركز الثاني كأكثر الدول تحقيقاً لزيادة في إنتاج الغاز الطبيعي على مستوى الدول المنتجة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط عام 2019، بنسبة زيادة في إنتاجها من الغاز الطبيعي تصل لـ14%.

وليبيا عضو في أوبك وأعفتها المنظمة من إجراءات لتقليص المعروض مع سعي البلاد إلى إنعاش القطاع.