طبيب مصري: سرطان البروستاتا يُكتشف «صدفة».. وهذه أبرز علاماته (حوار)
يحل شهر التوعية بسرطان البروستاتا نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وهو فرصة لتسليط الضوء على خطورته على صحة الرجال وأبرز أعراضه وأسبابه.
وسرطان البروستاتا هو ورم يحدث في البروستاتا (غدة صغيرة على شكل جوزة عند الذكور تنتج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية وينقلها)، ورغم أن العديد من سرطانات البروستاتا تنمو ببطء وتقتصر على غدة البروستاتا، فإن الأنواع الأخرى تكون عدوانية وتنتشر بسرعة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان البروستاتا يحل رابعا في قائمة أكثر أنواع السرطانات شيوعا وفتكا بالرجال، إذ قضى على نحو 1.41 مليون حالة في عام 2020 وحده.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتور سامر مرسي، أستاذ مساعد جراحة المسالك البولية في جامعة القاهرة، تحدث خلاله عن أسباب الإصابة بالمرض الخبيث وأبرز أعراضه وخطورة تأخير التشخيص المبكر لفئات بعينها.
وإلى نص الحوار:
ما هو سرطان البروستاتا؟
هو أحد أنواع السرطانات التي تصيب البروستاتا، وهو شائع بين الرجال خصوصا كبار السن، فأغلب الإصابات تكون فوق 50 عاما، وهناك من يصاب بالمرض في سن أصغر حسب العرق لكن نادرا، وفي النهاية كلما تخطينا الخمسين عاما كانت احتمالية الإصابة بالمرض أكبر.
منظمة الصحة العالمية صنفت سرطان البروستاتا رابع أنواع السرطانات قتلا للرجال، فما مدى خطورته؟
أولا نسبة إصابة سرطان البروستاتا للرجال مرتفعة جدا، إذ يحل ثانيا في قائمة أكثر أنواع الأورام إصابة للرجال في المطلق، ثانيا تشخيص المرض غالبا يكون متأخرا ما يقلل القدرة على تحجيم الورم وعلاج المشكلة من جذورها.
وما أسباب الإصابة؟
للأسف سرطان البروستاتا من أنواع الأورام التي تكتشف بالصدفة، وأسباب الإصابة بالمرض غير معروفة بشكل دقيق، لكن هناك بعض التوقعات لأسبابه وتشمل:
- العامل الوراثي، كأغلب أنواع السرطانات، وهو السبب الشائع.
- تغيرات جينية.
- التدخين يلعب دورا في الإصابة أيضا.
ما أسباب الارتفاع في نسبة الإصابة مؤخرا؟
الأرقام المعلنة مؤخرا توحي بارتفاع نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا، مثل إعلان جمعية السرطان الأمريكية زيادة سرطان البروستاتا بنسبة 3% سنويا من عام 2014 إلى عام 2019 بعد عقدين من الانخفاض.
لكن ما حدث ليس زيادة الإصابة بالمرض وإنما القدرة على اكتشافه وتشخيصه باتت أسهل، بفضل فحوصات إضافية باتت تجرى للرجال مثل "المسح" الذي يخضع له من هم فوق سن 45 عاما، فأسفرت نتائجها عن اكتشاف المرض بأعداد أكبر.
وماذا عن أبرز أعراض الإصابة؟
هذا المرض أعراضه بسيطة أو تشبه كثيرا أعراض تضخم البروستاتا الحميد، وهذا أحد أسباب تشخيص المرض في مرحلة متأخرة وتشمل عموما:
- نزيف في البول.
- صعوبة في التبول.
- حرقان في البول.
متى يجب أن يبدأ الرجال في إجراء فحوصات سرطان البروستاتا؟
ابتداء من سن 45 عاما وصاعدا يفضل خضوع الرجال لفحوصات سرطان البروستاتا، وحاليا هناك فحوصات عديدة مع التقدم الطبي، بينها: تحاليل دم وأشعة رنين على البروستاتا، سهلت تشخيص المرض واكتشاف الورم كثيرا مقارنة بالوضع سابقا، الذي سجل نسبة أعلى في الإصابات.
هل هناك مفاهيم خاطئة تتعلق بسرطان البروستاتا وتحول دون علاجه؟
أهم مفهوم خاطئ هو أن جراحة سرطان البروستاتا تؤثر على الحياة الجنسية للمريض، هذا صحيح جزئيا لكن بات تأثيره أقل بكثير بفضل التطور الطبي واستخدام "الروبوت" الجراحي والمنظار في استئصال البروستاتا.
وعموما مشكلة سرطان البروستاتا لدى كثير من المصابين تكمن في علاجه، فدائما يتوجس المريض خيفة من خطوة الجراحة، التي تعد أهم خطوات العلاج والحل الجذري للمشكلة لكن يتبعها بعض الأعراض الجانبية مثل عدم التحكم في البول (سلس بولي) وضعف الانتصاب ومشاكل القذف والإنجاب، ما يدفع المريض لاستبعادها.
هل أورام البروستاتا من أنواع السرطانات التي تصيب الجسم مجددا بعد العلاج؟
لا، غالبا لو تم تشخيص المريض مبكرا واكتشاف الورم في البداية تكون النتائج جيدة جدا "وهائلة"، ولا يحتاج المريض لأي جلسات إشعاع أو أي أنواع العلاج الأخرى، لكن كلما كان اكتشاف الورم متأخرا تكون هناك صعوبة في قدرة الجراحة على التخلص من الورم، بل ويحتاج بعدها لجلسات سواء إشعاع او علاج هرموني.
هل يمكن التعايش مع سرطان البروستاتا؟
أجل يمكن ذلك في بعض الأحيان، خصوصا مع المرض أصحاب السن المتقدمة أو الأمراض المزمنة، لأنه غالبا تأخذ أورام البروستاتا من بداية التشخيص وحتى ظهور أعراض الورم والانتشار من 5 لـ8 سنوات، وبالتالي يمكن اكتشاف المرض ويكون الشخص على دراية بالإصابة لكن ينتظر حتى يصبح الورم متقدما، لأنه لا يصلح معه إجراء تدخل جراحي أو إشعاع بسبب حالته العامة والشيخوخة.
وفي هذه الحالة، يصف الأطباء للمريض علاجا هرمونيا حتى تظهر عليه علامات انتشار للورم فيحصل على كيماوي إذا كانت حالته الصحية تسمح بذلك.
ما طرق تجنب الإصابة بالمرض؟
لا يوجد حل لمنع الإصابة بسرطان البروستاتا، لأن غالبا الأمر يكون وراثيا، لكن "الوقاية خير من العلاج"، لذا يفضل إذا كان أحد أفراد العائلة يملك تاريخا وراثيا بهذا المرض أن يجري الشخص فحصا مبكرا "تحليل دلالات أورام البروستات" ابتداء من 45 عاما.