"البحر الأحمر" المصرية تحمي البيئة بالاستغناء عن البلاستيك
جمعية المحافظة على البيئة في البحر الأحمر "هيبكا" تعد من أقدم الجمعيات الأهلية التي تعمل في هذا المجال في مصر.
بعد 6 أشهر من قرار محافظة البحر الأحمر المصرية حظر استخدام الأكياس البلاستيكية، لتقليل الضرر الذي تعانيه البيئة البحرية بسبب البلاستيك، يحاول الجميع استبدال هذه الأنواع من الأكياس بأخرى من الورق والقماش، أو البلاستيك سريع التحلل.
وتعد جمعية المحافظة على البيئة في البحر الأحمر "هيبكا"، وهي من أقدم الجمعيات الأهلية التي تعمل في هذا المجال في مصر، صاحبة فكرة مبادرة القضاء على الأكياس البلاستيكية.
وبحسب إحصاءات "هيبكا"، التي تؤكد فاعلية المبادرة، انخفضت كمية أكياس البلاستيك المنتجة من مصنع فرز المخلّفات في الغردقة لتبلغ قرابة 141 طناً في الشهر حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدلاً من نحو 230 طناً في الشهر نفسه عام 2018.
والغردقة من أشهر المدن الساحلية المصرية التي يقصد شواطئها مئات الآلاف من السيّاح في الشتاء، لطقسها الدافئ، خصوصاً من روسيا وألمانيا.
وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تمكن عدد من غواصي جمعية الإنقاذ البحري بالبحر الأحمر، من إنقاذ سمكة قرش، كاد طوق بلاستيكي عالق حول رقبتها لعدة أيام أن يتسبب بنفوقها، كما تعتبر السلاحف البحرية من أكثر الكائنات التي تتعرض لأضرار ومخاطر الأكياس والمخلفات البلاستيكية في البحار.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، يستخدم البشر نحو 5 تريليون كيس بلاستيك كل عام في أنحاء العالم، ويُلقى في المحيطات سنويا نحو 13 مليون طن من النفايات البلاستيكية، ولا يعاد تدوير إلا نحو 9% فقط.
ويقول أحمد الغريب مدير أحد الفنادق الفاخرة في وسط الغردقة: "لقد ساهمت المبادرة في القضاء على مصادر البلاستيك.. لم تعد الأكياس والمنتجات موجودة في المدينة".
ودفع قرار حظر الأكياس البلاستيكية المواطنين في البحر الأحمر لتقبل الوضع والبدء بإيجاد بدائل من كيس البلاستيك الذي يرمى بمجرد شرائه، وقامت المحافظة بتوزيع آلاف الحقائب المتعددة الاستعمال على الأهالي والمحال التجارية، بمساعدة جمعية المحافظة على البيئة.
وبعد ما كان الكيس البلاستيكي الخيار الأسهل لأي شخص في المحافظة لحفظ أو تعبئة أو حمل الأشياء، أصبح الآن من الصعب إيجاده.
وقامت أغلب الفنادق في البحر الأحمر، وخصوصاً في مناطقه السياحية مثل الغردقة والجونة وسهل حشيش، بتطوير المبادرة لتشمل الاستغناء عن منتجات البلاستيك مثل الأكواب والأطباق وأدوات الأكل، واستبدالها بمنتجات أخرى صحية تستخدم مرات عديدة.
وأضاف "الغريب": "بدأنا العام الماضي بالاستغناء عن الأكواب البلاستيكية ،واستبدالها بأخرى مصنوعة من مادة الإكريليك وبعض الأدوات الخشبية".
والإكريليك مادة من الألياف الصناعية تشبه البلاستيك المقوّى، وتستخدم منتجاته مرات عديدة ويتحمل درجات حرارة مرتفعة.
وتقول هبة شوقي، المديرة التنفيذية لـ"هيبكا" إن قرار الحظر تبعته لائحة بفرض غرامات على الجهات المخالفة، تتدرج في قيمتها بحسب حجم المخالفة، وتم تفعيلها في أول أغسطس/آب، ما ساهم في ضبط السلوك العام.
وأضافت: "افتتحنا (هيبكا) أول مصنع لتدوير القمامة في الغردقة العام الماضي، وهو يعمل بتكنولوجيا عالية وتصل طاقته التشغيلية إلى 400 طن يومياً".
وأكدت: "تمت السيطرة بنسبة 70% أو أكثر على السوق الرسمية في الغردقة من حيث استخدام الأكياس البلاستيكية".
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز