وزيرة الثقافة التونسية لـ"العين الإخبارية": تراثنا ثروة لا تعوض
أكدت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط أن حماية المواقع التاريخية في تونس تتطلب توفير اعتمادات مالية واحتياجات لوجستية كبيرة.
ودعت قطاط، في تصريحات لـ "العين الإخبارية" على هامش جلسة عمل حول اتفاقيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في مجال التراث، إلى تعديل مجلة حماية التراث وتحديث محتوياتها بالاعتماد على المفاهيم الجديدة لمواكبة التطورات الحديثة واستهداف الأولويات، داعية أيضا إلى وضع برامج تشجع الشباب التونسي على الاستثمار في قطاع التراث للمحافظة عليه.
وطالبت قطاط بضرورة الإسراع في ضبط مجموعة من الإجراءات العملية للانطلاق في مراجعة التشريعات الحالية، مشددة على أهمية تعزيز الوعي بقيمة التراث كثروة تاريخية كبيرة عن طريق وضع سياسة إعلامية قوية.
وتابعت أن التراث هو ثروة تاريخية لا يمكن تعويضها لأنه يمثل هوية تونس ويساهم في بناء الشخصية التونسية.
وحضر جلسة العمل كريم الهنديلي مدير مكتب اليونسكو بالرباط وممثلون عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" ومديرو المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، إلى جانب عدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني.
وتندرج هذه الجلسة في إطار الدورة الحادية والثلاثين لشهر التراث وضمن احتفالات وزارة الشؤون الثقافية بمرور 50 عاما على اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972، حيث تعتبر تونس من أوائل الدول التي صادقت عليها وسجلت على لائحتها ثمان مواقع.
وسبق أن حذّرت جمعيات ومنظمات عدّة من مغبّة عدم مواجهة السلطات المحلية والمركزية ووزارة الثقافة للاعتداءات على المواقع الأثرية لا سيّما أنّ تواصل هذه الاعتداءات فيه تهديد بخروج بعض المواقع الأثرية من التصنيف العالمي اليونسكو.
ولعل أكثر المواقع الأثرية التي شهدت اعتداءات كبيرة في خلال السنوات الأخيرة، هي في قرطاج، بعد تعمّد تشييد مبانٍ فوضوية على أراض مصنفة أثرية.
كما سبق أن أعلنت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، أن الموقع الأثري بقرطاج المدرج ضمن لائحة التراث العالمي منذ سنة 1979 أصبح مهدداً بالسحب من لائحة "اليونسكو".
وأوضحت قطاط في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن ذلك يرجع إلى ما شهدته تونس منذ عام 2011 من توسع عمراني بالتعدي على الموقع الأثري، مما جعلها تتلقى من لجنة التراث العالمي باليونسكو لفت نظر سنوي يفرض عليها ضبط حدود موقع قرطاج الأثري.
وتعهدت قطاط بإجراء دراسات لضبط الموقع الذي سيصبح تحت أنظار منظمة اليونسكو، مضيفة أن اليونسكو أعطت مهلة للدولة التونسية، وفي حال عدم الالتزام سيتم سحب الموقع من لائحة التراث العالمي وهو ما تعتبره الوزيرة خسارة كبيرة لتونس ولهذا الموقع السياحي والثقافي.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز