حماية وسعادة وترفيه.. حقوق العمال أولوية وطنية في الإمارات
تواصل دولة الإمارات تفردها بإطلاق المبادرات النوعية التي تستهدف إسعاد القوى العاملة وتحسين جودة حياتهم.
وذلك مواكبة لنهجها الراسخ في تعزيز وحماية حقوق العمال الذي يعتبر من أولوياتها الوطنية.
مبادرات ذات بعد إنساني وقيم نبيلة
وتفردت دولة الإمارات مؤخرا بالإعلان عن عدد من المبادرات ذات البعد الإنساني الخاصة بشريحة العمال المصنفين ضمن المستويات المهارية الدنيا ممن يشتغلون في وظائف تعتمد بشكل كبير على الأعمال اليدوية والجهد البدني.
وتؤكد المبادرات المعلن عنها أن دولة الإمارات ارتقت في ملف حماية وتعزيز حقوق العمال إلى مستويات غير مسبوقة؛ حيث باتت سعادة هذه الفئة والترفيه عنها أولوية تحتمها المبادئ الأخلاقية الأصيلة والقيم الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات وشعبها.
شريحة السعادة
أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين و"دو"، التابعة لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، شريحة "السعادة"، التي توفر خدمات اتصال مبتكرة، مع مزايا قيّمة للعمال من ذوي الياقات الزرقاء، الذين يزورون مراكز خدمات رجال الأعمال، ومراكز التوجيه والإرشاد المعتمدة من الوزارة، بغية إصدار تصريح عمل جديد أو تجديد تصاريح عملهم، كما يمكن للعمال الحصول على هذه الشريحة، حال تقديمهم على هذه المعاملات من الوزارة إلكترونياً.
وتشتمل الشريحة، التي تُقدم بأسعار رمزية، على مزايا مخصصة لهذه الفئة، وتضمن لهم الاستمتاع بخدمات اتصال سلسة بتكلفة منخفضة بهدف تمكينهم من البقاء على تواصل دائم مع أحبائهم وأصدقائهم في بلدانهم، وضمان اطلاعهم على الرسائل والإشعارات الرسمية المهمة الصادرة عن الوزارة.
وتمثّل خدمات الاتصال واحدة من المتطلبات الأساسية بالنسبة لهؤلاء العمال، وتسعى هذه الشراكة إلى توفير قيمة إضافية للعمال ومعالجة التحديات الأساسية التي يواجهونها عن طريق العروض والمزايا التي توفرها الشريحة.
- ودائع ادخارية جديدة في القطاع المصرفي الإماراتي خلال 7 أشهر.. 20 مليار درهم
- بقمة الحزام والطريق.. تقارب واسع المدى بين الإمارات والمجر
محطات الاستراحة
وفي يوليو/تموز الماضي أعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين عن توفير 356 محطة استراحة مؤمنة بالخدمات الأساسية لغايات استخدامها من سائقي دراجات توصيل الطلبات في كافة مناطق الدولة، وذلك بعد تنسيق بين الوزارة والشركات المسؤولة عن عمال التوصيل وبدعم ومشاركة الجهات الحكومية المعنية.
وذكرت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي انطلاقا من الحرص المشترك على سلامة عمال التوصيل وتجنبيهم ضربات الشمس والانهاك الحراري خلال تأديتهم لأعمالهم في أشهر الصيف في ضوء ارتفاع درجات الحرارة، خصوصا في أوقات الظهيرة التي تشهد حظرا لتأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة من الساعة 12:30 ظهرا وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر اعتبارا من 15 يونيو/حزيران الماضي حتى 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتتوزع الاستراحات على كافة مناطق دولة الإمارات ويمكن استخدامها من قبل أي سائق دراجة للتوصيل، والوصول إليها من خلال نظام تحديد الموقع الجغرافي "جي. بي. إس".
وأوضحت وزارة الموارد البشرية والتوطين أن قطاع توصيل الطلبات يعد أحد القطاعات اللوجستية الهامة ذات طبيعة عمل خاصة تتطلب الاستعداد والجاهزية على مدار الساعة تلبية لاحتياجات مختلف شرائح المتعاملين في دولة الإمارات، وهو الأمر الذي تم بموجبه التواصل مع شركات التوصيل والتنسيق معها لتأمين أفضل معايير الراحة والسلامة للسائقين، وبما يعزز استدامة وريادة هذا القطاع الحيوي الهام ويمكّنه من أداء خدماته الأساسية بالشكل الأمثل، ويحفظ حقوق وسلامة العاملين لدى هذه الشركات في الوقت نفسه.
حظر العمل في الظهيرة
وتنتهي غدا الجمعة العمل بقرار حظر العمل وقت الظهيرة، والذي يمنع تشغيل العمال من الساعة 12:30 وحتى الساعة 3 ظهراً في الأماكن المكشوفة وتحت أشعة الشمس، والذي يبدأ تطبيقه من 15 يونيو/حزيران ولغاية 15 سبتمبر/أيلول من كل عام.
ويسجل لدولة الإمارات السبق من بين دول المنطقة في تطبيق القرار منذ عام 2005، والذي أصبح يُشكل سمة رئيسية من سمات سوق العمل بها من حيث اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية العمال من مخاطر العمل، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة بمنطقة الخليج العربي عموما خلال فصل الصيف.
ويلزم القرار أصحاب العمل بتوفير أماكن مظللة لاستراحة العمال، بعيدة عن أشعة الشمس، وتوفير أدوات ووسائل التبريد المناسبة، وتوفير ماء شرب بارد يتناسب وعدد العاملين وشروط السلامة والصحة العامة، ووسائل ومواد إرواء مثل الأملاح وغيرها مما هو معتمد للاستعمال من السلطات المحلية في دولة الإمارات، إلى جانب توفير الإسعافات الأولية في موقع العمل.
وتستقبل وزارة الموارد البشرية والتوطين بلاغات أفراد المجتمع عن أية مخالفة لحظر العمل وقت الظهيرة، عبر مركز الاتصال على مدار الساعة، الذي يستجيب للمتصل عبر 20 لغة، منها 3 لغات رئيسية عبر نظام الرد الآلي، إضافة لاستقبال البلاغات عبر التطبيق الذكي للوزارة.
جوائز وترفيه
وتحرص دولة الإمارات على الاحتفال سنويا "باليوم العالمي للعمال"، والذي يصادف الأول من مايو/أيار من كل عام، والذي يشهد حزمة من الفعاليات في مناطق دولة الإمارات كافة، تتضمن الأنشطة الرياضية والفنية والمسابقات، بالإضافة إلى إجراء فحوصات طبية مجانية للعمال داخل المساكن العمالية، وكذلك توزيع الهدايا العينية والتذكارية على العمال.
وخلال الأعياد الرسمية تشهد دولة الإمارات فعاليات متنوعة لإدخال الفرحة والسُرور إلى قلوب العمال، وعلى سبيل المثال نظمت اللجنة الدائمة لشؤون العمال في إمارة دبي، هذا العام، مبادرة "سعادة" بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، تحت شعار “نحتفل بالعيد معاً”، والتي استهدف إسعاد نحو مليون عامل بدبي عبر تخصيص 3 ملايين درهم لتوزيع هدايا تنوعت بين الجوائز النقديّة والعينية والهواتف الذكية، بالإضافة إلى 3 سيارات.
التزام
وتعتبر دولة الإمارات إحدى أكبر الدول المستقبلة للعمالة الأجنبية، وبصفتها عضوا في منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف التي تركز على العمالة، تسعى دولة الإمارات إلى العمل بشفافية وموضوعية تجاه التزاماتها نحو العمالة الوافدة.
وتواظب دولة الإمارات على تقييم كافة جوانب العمل بها، ابتداء من الاستقدام وعملية التوظيف حتى توفير السكن المناسب وذلك لضمان حقوق جميع العمالة الوافدة، ومعاملتهم باحترام ومساواة، وتمكينهم من الإبلاغ عن النزاعات العمالية وحوادث سوء المعاملة بكل سهولة وموثوقية.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز