جماهيرنا لا تحتاج إلى من يضبطها؛ فهي تعي دورها وتفهم التنافس وتلتزم بالسلوك الرياضي، علينا أن نفتخر بجماهيرنا؛ فهم رأسمال منافساتنا الرياضية.
أقيمت قبل 10 أيام مواجهة الجارين اللدودين الاتحاد والأهلي "ديربي جدة"، وانتهت بفوز أهلاوي مستحق.
جماهيرنا لا تحتاج إلى من يضبطها؛ فهي تعي دورها وتفهم التنافس الرياضي الشريف، وتلتزم بالسلوك الرياضي مقارنة بما حدث في الأرجنتين، علينا أن نفتخر ونفاخر بجماهيرنا، ولا نقسو عليهم؛ فهم رأسمال منافساتنا الرياضية
قبل اللقاء بأسبوع أو 10 أيام كانت الأجواء بين الطرفين ساخنة للغاية عبر الإعلام وجميع وسائل التواصل الاجتماعي، سخونة إيجابية لشحذ الهمم للاعبي الفريقين، وحث الجماهير على الحضور والمساندة.
حضرت الجماهير بكثافة وآزرت دون كلل، واجتهد اللاعبون وقدموا كل ما يملكون، وذهبت النقاط في النهاية للأهلي، وتعانق اللاعبون في الملعب، وغادرت الجماهير مقاعدها بهدوء دون صخب أو مشاكل.
ومنذ أيام انطلقت حملات التسخين لمواجهة النصر والهلال "ديربي العاصمة"، اللذين سيلتقيان مطلع الأسبوع المقبل "السبت" في مواجهة ساخنة للغاية.
اللقاء ليس فقط يجمع النصر بالهلال، إنما كذلك طرفاه هما المتصدر "الهلال" ومطارده بقوة "النصر"؛ أي أنه لقاء صراع الصدارة.
لم يألُ المنتمون للطرفين جهدا في شحذ الهمم، الإعلاميون عبر المنابر الإعلامية يتحدثون كل عن ناديه، وقنوات التواصل الاجتماعي تعج بالتحديات من الجانبين.
ستحضر الجماهير بكثافة ولن يكون هناك مقعد شاغر ولن تبخل جماهير الناديين بالدعم والمؤازرة في روح رياضية عالية.
سيجتهد اللاعبون لتقديم إمكاناتهم الفنية العالية جدا، ومن حسن حظنا أن الفريقين يضمّان أفضل اللاعبين السعوديين والأجانب في منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
سنسعد محليا وخليجيا وعربيا بلقاء فني وجماهيري مثير وممتع يليق بالفريقين وبالكرة السعودية.
وأنا أشاهد لقاء الأهلي والاتحاد بكل تفاصيله، وأتخيل لقاء النصر والهلال بكل تفاصيله، وكم هما مهمان وقويان، تذكرت ما حدث في العاصمة الأرجنتينية "بوينس آيرس" من خروج عن النص بين جماهير فريقي قطبي العاصمة "ريفربلايت وبوكا جونيورز"!.
مثلما هم اللاعبون يمثلون واجهة للوطن داخل الملعب من خلال مستوياتهم الفنية المتميزة وروحهم الرياضية العالية وتمسكهم بالسلوك الرياضي المتميز وتقديرهم لمفهوم التنافس الشريف؛ فإن الجماهير لا يقل دورها، بل ربما أهم بكثير من اللاعبين.
اللاعبون أساسيون وبدلاء، ومعهم الأجهزة الفنية والإدارية لا يتجاوز عددهم داخل الملعب 50 شخصا، ومن السهل جدا السيطرة عليهم أو على أي شخص منهم يخرج عن النص.
بينما الجماهير بالآلاف ويصعب كثيرا السيطرة عليهم "ممكن وليس مستحيلا"، إنما جماهيرنا لا تحتاج إلى من يضبطها؛ فهي تعي دورها وتفهم التنافس الرياضي الشريف، وتلتزم بالسلوك الرياضي مقارنة بما حدث في الأرجنتين.
علينا أن نفتخر ونفاخر بجماهيرنا، ولا نقسو عليهم؛ فهم رأسمال منافساتنا الرياضية.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة