الدول المقاطعة اتخذت الخيار الأقل خطرًا على المنطقة وتعاملت مع قطر بسياسة الدول لا بسياسة التنظيمات والمليشيات والعصابات المارقة
أعتقد أن الدول المقاطعة وجدت أن مقاطعة قطر هي أفضل الحلول بعدما حاولت كثيرا امتصاص الخبث والحقد والمكر والدسائس غير المألوفة على منطقة الخليج العربي، لاسيما أنها جربت أساليب أخرى مثل طرد السفير القطري وقطع العلاقات و قبول الوساطات، والتوقيع على الاتفاقيات، إلا أن كل ذلك لم يجد معها في ظل سيطرة نظام إرهابي يملك الأموال ويعيش على المتناقضات .
أثبتت أزمة المقاطعة مع قطر أن الدول المقاطعة اتخذت الخيار الأقل خطرًا على المنطقة، وتعاملت مع قطر بسياسة الدول لا بسياسة التنظيمات والمليشيات والعصابات المارقة، فقد وضعت لها ١٣ شرطا طلبت منها تنفيذها إن رغبت الاستمرار في العلاقات كما هي بين الدول المجاورة، أو خيار المقاطعة.
رجوع قطر هو موت لها، و تقدمها انتحار لها، فهي تعيش حالة لا يمكن أن تحسد عليها، فالتراجع عن مشروع محور الشر يعني أنها ستذهب في خط سير طويل من المحاكمات والعقوبات والفضائح، بينما تقدمها في المشروع يعني انتحارا سياسيا لها ولشعبها، وانسلاخا عن عروبتها وجيرانها وخسارة أموالها
مع توالي الأحداث أكدت الدول المقاطعة أنها على حق بل إن عليها التمسك بخيار المقاطعة وتنفيذ المطالب دون نقصان أو مساومة، فالحكومة القطرية أثبتت أفعالها أنها ربما تستحق أكثر من خيار المقاطعة و تنفيذ المطالب المقدمة لها، فالحرب الخفية التي كانت تقودها ضد هذه الدول في المحافل الدولية للتأليب عليها وتشويه صورتها، وتجنيد المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية ضدها تحولت من الخفاء إلى العلن، وتوسعت في أدواتها الإعلامية وظهرت الكثير من المواقع والقنوات والصحف والمنظمات على حقيقتها، و أنها صدى لقناة الجزيرة .
أصبح المنطق والواقع يقولان إننا أصبحنا نخوض معركة صريحة وحاسمة ومصيرية مع دول وجماعات (محور الشر) في المنطقة، والتي تمثلها قطر و إيران وتركيا وأتباعهم من تنظيمات و ميليشيات، و (محور السلام) والذي يتمثل في السعودية والإمارات و مصر والبحرين وبعض الدول المنضوية والمتعاطفة معهم، وما بين المحورين هناك مؤيدون للسلام والاستقرار وهم قلة، وآخرون يؤيدون استمرار الفوضى والاضطرابات والإرهاب من بعض الغرب من أجل استنزاف ثروات المنطقة إلى أبعد حد ممكن، وإشغالها بالحروب والأزمات.
لهذا نجد أن مايحدث من هجوم إعلامي مسعور على السعودية في قضية خاشقجي، وهي الدولة ذات التأثير في المنطقة اقتصاديا وسياسيا، إنما هو انتقام قطر والإخوان و تركيا و إيران وأذنابها، وما يؤكد ذلك الأصوات التي تنتقد حرص ترامب على العلاقات مع السعودية وهي نفسها من دعمت تقارب إدارة أوباما مع النظام الإيراني.
الخلاصة أن رجوع قطر هو موت لها، و تقدمها انتحار لها، فهي تعيش حالة لا يمكن أن تحسد عليها؛ فالتراجع عن مشروع محور الشر يعني أنها ستذهب في خط سير طويل من المحاكمات والعقوبات والفضائح، بينما تقدمها في المشروع يعني انتحارا سياسيا لها ولشعبها، وانسلاخا عن عروبتها وجيرانها وخسارة أموالها.
تعلن قطر اليوم التزامها بدعم المليشيات التابعة لإيران وتركيا، وهناك تقاسم أدوار في دعم المليشيات الإرهابية، بينما توفر إيران و تركيا الذخيرة الأيديولوجية الفوضوية والإرهابية لهذه المليشيات، وتقدم الدوحة الدعمين المالي والإعلامي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة