العلاقات السعودية الإماراتية لم تكن شيئاً مستغرباً نظراً لما يربطها من أواصر الأخوة والتعاون واللّحمة بجذور ضاربة في أرض التاريخ.
ارتباط المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، امتدادٌ مبين لعلاقات تاريخية أزلية قديمة، تعززها روابط الدم والمصير المشترك، ومستويات متقدمة من المتانة والقوة والانسجام والتناغم، نتج عنه تناغم واتحاد في نوعية التفاعل والأحداث، ومختلف القرارات، والأنشطة والفعاليات، والبرامج التي تنفذ هنا وهناك، في ظل تنسيق وتعاون عالي المستوى والاحترافية في مختلف المجالات والمناسبات.
السعودية والإمارات اليوم أهم صماميّ أمان يحمل نفس القضايا والمواقف المشهودة في دعم القضايا الإسلامية والعربية والخليجية والإنسانية، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، والتعامل معها بسياسات ومواقف متكاملة على أسس راسخة من الأخوة والرؤى والتوجهات المتسقة الواحدة أقوالاً وأفعالاً
وللمتابع تاريخياً، يجد أن العلاقات السعودية الإماراتية لم تكن شيئاً مستغرباً نظراً لما يربطها من أواصر الأخوة والتعاون واللّحمة بجذور ضاربة في أرض التاريخ منذ عهد المغفور لهما الملك فيصل والشيخ زايد -يرحمهما الله- على جميع المناحي السياسية والاجتماعية والثقافية.. لتمثل اليوم أنموذجاً رصيناً لعلاقة دولتين وصلتا إلى توأمة متينة تجمع حكام الإمارات بإخوانهم ملوك السعودية بهذا الاتحاد الخليجي الثنائي المضاف إلى رصيد الحكمة والثقافة والنظرة المستقبلية لهما.
وتأتي احتفالات المملكة غير العادية باليوم الوطني الإماراتي السابع والأربعين في كل مدن المملكة؛ حرصاً على دعم وتعزيز خصوصية العلاقة، التي وصف فيها حباً وتقديراً الذي يقوم عليه أمن وازدهار المنطقة، وللمتابع يجد كذلك أن السعوديين في الإمارات تحديداً من خلال الملحقية الثقافية السعودية والهيئة الإدارية الطلابية السعودية للدارسين في الإمارات قدموا مبادرات عدة في إطار تعزيز العلاقات الأخوية السعودية الإماراتية، بدأوها بإعلان المشاركة في معرض الشارقة للكتاب مؤخراً؛ لتصبح السعودية أولى الدول التي تعلن مشاركتها في احتفالية اليوم الوطني الإماراتي، حيث عقدت ندوة وأمسيتان شعريتان سعودية إماراتية مشتركة بحضور مجموعة من المتخصصين بالشؤون الثقافية والتاريخية والإعلامية، بالإضافة إلى مسيرة سعودية إماراتية تجاوزت 1000 مشارك، وإطلاق 2000 بالون تزينت بألوان الدولتين، وعروض فلكلورية سعودية مختلفة، وخمسة احتفالات في الجامعات الإماراتية للطلبة السعوديين حباً ووفاءً للإمارات وقيادتها وشعبها.
تبقى أن السعودية والإمارات اليوم أهم صماميّ أمان يحمل نفس القضايا والمواقف المشهودة في دعم القضايا الإسلامية والعربية والخليجية والإنسانية، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، والتعامل معها بسياسات ومواقف متكاملة على أسس راسخة من الأخوة والرؤى والتوجهات المتسقة الواحدة أقوالاً وأفعالاً، ومنه نجد أن التاريخ يثبت دوماً أن مشاوراتهما وتبادل زياراتهما لم تنتج إلا مواقف موحدة؛ تعكس رسالةً وأفقاً عالمياً لتحقيق الأمن والاستقرار.
ورغم كيد الكائدين والحانقين المؤدلجين، تبقى السعودية والإمارات دوماً دولتين قويتين مؤثرتين في المنطقة وأنموذجاً عالمياً نحو «توأمة» بل أسرة واحدة، ومصير مشترك، ولّد الحب والتآلف والتحالف، انعكس جليّا ليربط الدولتين الشقيقتين قيادات وشعوباً، لنحلق بهما جميعنا "سعودي إماراتي.. اتحاد ينبض في ذاتي"، أدام الله عزهما ومجدهما.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة