ناشرات إماراتيات وعربيات: المرأة أثرت المشهد الثقافي في العالم
جمعية الناشرين الإماراتيين تستطلع آراء مجموعة من الناشرات الإماراتيات والعربيات، حول دور المرأة في قطاع النشر.
حقق قطاع النشر في دولة الإمارات نقلة نوعية على مدى الأعوام العشرة الماضية، لجهة زيادة الإصدارات وتنوع موضوعاتها لتشمل مختلف الأجناس الأدبية والعلمية والاقتصادية، وظهور دور نشر لكاتبات وناشرات إماراتيات وعربيات، ما عزز حضور المرأة في المشهد الثقافي، ورفع مستوى المنافسة في سوق النشر العربية.
وتزامنا مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، استطلعت جمعية الناشرين الإماراتيين آراء مجموعة من الناشرات الإماراتيات والعربيات، عن دور المرأة في قطاع النشر، والنصائح التي تقدمها للراغبات في العمل في هذا القطاع، إلى جانب الحديث عن المكانة التي وصلت إليها المرأة الإماراتية اليوم في صناعة النشر .
مهارات وتواصل
إيمان بنت شيبة، مؤسسة ورئيسة تنفيذية لدار سيل للنشر، تقول: "تمكنت المرأة الإماراتية من إثبات حضورها بشكل كبير في عالم النشر من خلال الكتب التي تنشرها، والمتخصصة بالشباب والقيم العائلية والمهارات الذهنية وغيرها الكثير من الموضوعات، التي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي على المستوى المحلي، إلى جانب فتح قنوات تواصل مع الناشرين الدوليين".
وتضيف: "يتطلب النجاح في عالم النشر امتلاك العديد من المهارات التي يجب على الناشرة أن تتحلى بها، إذ عليها أن تكون محبة ومقبلة بجد على عملها، وقادرة على إيجاد محتوى مميز ومؤثر، وأن تطلب المساعدة ممن لديهم خبرة في سوق النشر لمساعدتها في التعرف على السوق واحتياجاته، وأن تتعاون كذلك مع ناشرين آخرين ما يضيف لها خبرات قد يمتلكها الطرف الآخر، بالإضافة إلى أهمية أن تكون متيقظة لكل متغيرات السوق".
وتؤكد "شيبة" أن المرأة الإماراتية تمكنت بفضل جهود جمعية الناشرين الإماراتيين بقيادة الشيخة بدور القاسمي، من فرض حضورها على خارطة النشر إقليمياً ودولياً، والمشاركة في مختلف المحافل المحلية والدولية، والتفاوض بشأن عقود النشر الخاصة بدار النشر التابعة لهم .
عقل المرأة
نور أحمد عرب، كاتبة وصاحبة مؤسسة نور للنشر، ترى أن للمرأة دوراً مهماً في مجال صناعة النشر داخل الدولة وخارجها، إضافة إلى دورها في التركيز على قضايا معينة تهم المرأة والأسرة والمجتمع في العناوين المنشورة.
وتضيف: "جميع الكتب التي نشرناها في الدار كانت لنساء كاتبات من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، فتم نشر إصدارات للكاتبات الإماراتيات فاطمة المزروعي وأمل الشامسي وموزة القايدي، والشاعرة السورية ديمة عبدالحق والكاتبة العراقية مريم القيسي والكاتبة البحرينية نسرين النور، وحالياً نعمل على نشر إصدارات للكاتبة البولندية إيلي شيمانسكا والكاتبة السعودية أميرة بوخمسين".
وتتابع قائلة: "قدمنا من خلال إصداراتنا أجمل الأعمال للطفل التي تتحدث بلسان الأم الحنون، وقدمنا الشعر بلسان المرأة التي تحتضن الوطن بكل ما فيه من أوجاع، فالمرأة نصف المجتمع وكما قال الأديب توفيق الحكيم: إن عقل المرأة إذا ذبل ومات فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات".
وتنصح عرب الراغبات بدخول عالم النشر بالإيمان بقدراتهن وتحدي الصعاب بالصبر والإصرار، مشيرة إلى أن المرأة العربية تمكنت اليوم من إثبات حضورها في مجال صناعة النشر، ولاسيما المرأة التي تنشر في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لما تقدمه الدولة من دعم خاصة من خلال جمعية الناشرين الإماراتيين التي تعمل على استثمار المواهب وتطوير قطاع النشر على جميع المستويات".
احترام القارئ
الدكتورة اليازية خليفة، مؤسسة ومديرة دار الفُلك للترجمة والنشر، تقول: "صناعة النشر غير مرتبطة بنوعية الناشر كونه رجلا أو امرأة، فالناشر ينظر في النهاية إلى حاجة المجتمع، كما أن قائمة الإصدارات تعتمد على توجهات دار النشر بشكل عام.
وتضيف: "عند دخول الناشر إلى هذا القطاع الواسع، فعليه أن يحترم القارئ ويضع نصب عينيه الارتقاء والتوسع بذائقته، وعندما يتعامل مع كاتب أو رسّام، فعليه أن يكون صادقا معهم وينقد النص أو الرسم بحيادية ومن غير مجاملات، وهذه الطريقة في التعامل ترتقي بصناعة النشر في الدولة".
وترى خليفة أن المسؤولية الملقاة على عاتق ناشري كتب الأطفال تحديدًا كبيرة، فالمجتمع يأتمنهم على أساس الثقافة العامة وهم أطفالنا، إلى جانب أهمية توسع العلاقات مع العاملين في صناعة النشر، ولا ضير في خوض تجارب جديدة بين فترة وأخرى، وتقييمها لتطوير أفكار المستقبل.
وتؤكد أهمية رفع جودة محتوى النص والرسومات للتمكن من المنافسة العالمية، معتبرة أن هذا الدور لا يقع على عاتق دور النشر فقط، بل يتعداه إلى الجامعات والمؤسسات التعليمية، كما دعت إلى تعريف الطلبة الإماراتيين بوجود سوق نشر مهم كقوة إماراتية ناعمة على الصعيد العالمي".
وتعتبر خليفة المرأة الإماراتية لاعباً مهماً في صناعة النشر، كونها تشكل جزءاً مهماً من المشهد الثقافي المحلي والعربي، مشيرة إلى أن لسيدات الإمارات قصب السبق في تأسيس دور نشر إماراتية، منها دار العالم العربية، دار سما، دار نون، دار الصديقات، والفُلك للترجمة والنشر.