"مساخر" إسرائيل.. كرنفال على وقع انقسام غير مسبوق
على وقع انقسام غير مسبوق، تحتفل إسرائيل بعيد "المساخر"، في كرنفال احتفالي ضيّق الخناق على الفلسطينيين.
وبمناسبة "المساخر" أو ما يُطلق عليه "بوريم"، أرجأت المعارضة الإسرائيلية احتجاجات كانت مقررة اليوم الأربعاء إلى يوم غد الخميس لإفساح المجال أمام احتفالات العيد.
ومنذ مساء أمس يحتفل الإسرائيليون بعيد المساخر من خلال كرنفالات احتفالية تم تنظيمها في المدن والبلدات الإسرائيلية.
ولكن عيد المساخر يحل هذا العام وسط انقسامات بين المواطنين الإسرائيليين حول مشروعات قوانين تطرحها الحكومة من شأنها أن تحد من سلطة القضاء.
ومنذ 9 أسابيع تشهد المدن الإسرائيلية مظاهرات عارمة ضد مشروعات القوانين، في محاولة لدفع الحكومة إلى التراجع، ولكن دون أن تنجح حتى الآن.
وتتجدد المظاهرات يوم غد الخميس، حيث يتوقع أن تكون واسعة قبل أن تُستأنف مساء السبت.
وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي استفز مشاعر الكثير من الإسرائيليين عندما ربط عيد المساخر باحتجاجات جنود احتياط ضد خطط الحكومة بشأن القضاء.
وهدد عدد متزايد من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بعدم الحضور إلى الخدمة إذا مضى الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدمًا في تشريع يقيد بشكل جذري سلطة محكمة العدل العليا وتأكيد سيطرتها السياسية على التعيينات القضائية.
غير أن وزير الاتصالات من حزب (الليكود) شلومو قارعي هاجمهم في تغريدة على تويتر ليلة الإثنين، حيث كتب مقتبسًا من نص من التوراة: "وما كان مردخاي يركع ولا يسجد"، و"هناك أوقات يجب على المرء فيها الوقوف بحزم ضد الهيمنة".
وأضاف في رسالة للمحتجين "إن شعب إسرائيل سيعمل بدونكم ويمكنكم الذهاب إلى الجحيم".
وتابع: "إن حركة الإصلاح [القضائي] ستمضي قدماً".
وأعرب مصدر أمني إسرائيلي عن غضبه من تصريحات يطلقها وزراء حول رفض جنود من الاحتياط أداء الخدمة العسكرية بسبب التغييرات المنوي القيام بها في المنظومة القضائية.
وقال للهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "في الوقت الذي يقول فيه بعض الوزراء فليذهب هؤلاء الجنود إلى الجحيم كيف يتوقع منهم تنفيذ طلعات جوية خطيرة أو المشاركة في نشاطات عملياتية في عمق أراضي العدو".
وأضاف المصدر: "الوزراء يسعون من تصريحاتهم بهذا الشأن إلى تحقيق مكاسب سياسية".
وتظاهر أمس العشرات أمام منزل الوزير شلومو قرعي في أعقاب مهاجمته جنود الاحتياط.
ما هو عيد المساخر؟
ويتسم "المساخر" بالمرح والبهجة، حيث يبدو في العديد من المدن الإسرائيلية وحول العالم وكأنه كرنفال.
ووفق بيان سابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية: "أصبح عيد المساخر، الذي يحتفل به بذكر خلاص اليهود وإفشال مؤامرة هامان بإبادتهم، رمزًا لانتصار الشعب اليهودي على حكم طغيان لا سامي".
وقالت الوزارة "ابتكر هامان أحد الافتراءات اللاسامية الأكثر شناعة، وهو أن اليهود شعب متعصب غريب لا يراعي قوانين الدول التي يعيش فيها. وبمبادرة هامان صدر أمر بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية، ولكن يقال في سفر أستير بعد ذلك إن مؤامرة هامان أحبطت".
اقتحامات للأقصى وإغلاقات
في هذه الأثناء، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 124 متطرفا إسرائيليا اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم الأربعاء بمناسبة عيد المساخر اليهودي.
وقد وجهت منظمات يمينية إسرائيلية دعوات لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة حلول العيد.
من جهة ثانية، فرضت السلطات الإسرائيلية إغلاقا على الأراضي الفلسطينية.
وبعد العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، أمس، التي قتل فيها 6 فلسطينيين، تم رفع حالة التأهب في صفوف الشرطة الإسرائيلية.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA=
جزيرة ام اند امز