بوتين يبدأ زيارة لمصر تتصدرها ملفات القدس وسوريا و"الضبعة"
الرئيس الروسي وصل إلى القاهرة بعد زيارة خاطفة قام بها إلى سوريا أعلن خلالها البدء بانسحاب قوات بلاده من هناك.
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة ظهر اليوم الإثنين في زيارة يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان على رأس مستقبليه وذلك لمناقشة ملفات العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الإقليمية.
وجاء وصول بوتين بعد زيارة خاطفة إلى سوريا هي الأولى له منذ بدء الأزمة عام 2011، أعلن خلالها البدء بانسحاب قوات بلاده من هناك.
وتأتي زيارة الرئيس الروسي في ظل أوضاع متفجرة بالمنطقة على وقع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تتناول الزيارة التي يرافقه فيها وفد كبير العديد من الملفات منها: السياسة الإقليمية بما فيها القدس واليمن وسوريا، والعلاقات الاقتصادية، وعلى رأسها محطة الضبعة النووية التي يتم إنشاؤها بتمويل روسي وملفات التعاون العسكري بين البلدين.
وكانت زيارة بوتين الأخيرة للقاهرة في شباط/فبراير 2015، حيث أبرمت مصر وروسيا عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والعسكري، أبرزها اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في السويس، واتفاقية إنشاء محطة الضبعة النووية، والتي يتوقع مراقبون الانتهاء من التوقيع على عقودها النهائية خلال زيارة بوتين للقاهرة.
وشهدت العلاقات المصرية الروسية تطورا ملحوظا في الأعوام السابقة، حيث زار السيسي روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، عندما كان وزيرا للدفاع، ثم عاد لزيارتها في آب/أغسطس 2014، بعد توليه رئاسة الجمهورية.
وعاد السيسي لزيارة موسكو في شباط/فبراير 2015، كما حضر احتفالات عيد النصر السبعين في موسكو في أيار/مايو من العام نفسه. فضلا عن لقاء جمع بين الرئيسين في أيلول/سبتمبر 2016 على هامش قمة العشرين، ولقاء أخير جمعهما على هامش اجتماع بريكس في آب/أغسطس الماضي.
وكانت مصادر أمنية في مطار القاهرة الدولي قد كشفت عن أن 35 مسؤولا روسيا وصلوا الخميس الماضي، على ما يبدو، للترتيب لزيارة بوتين.
وتأتي الزيارة في وقت تؤدي فيه روسيا دورا كبيرا في الملف السوري، عبر دعم النظام ميدانيا من ناحية ومن دفع محادثات السلام بين الأطراف المتصارعة من ناحية أخرى، سواء في المفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي في جنيف برعاية الأمم المتحدة أو في مفاوضات خفض التوتر التي جرت في أستانة عاصمة كزاخستان قبل ذلك.
وبحسب خبراء روس استطلعت "بوابة العين" الإخبارية آراءهم في وقت سابق، فإن الزيارة تأتي في مرحلة تسعى فيها موسكو إلى ترسيخ نفوذها في المنطقة، مقابل ما يُنظر إليه على أنه انسحاب تدريجي لواشنطن، حيث يسعى بوتين إلى استثمار الغضب العربي من قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل خلال زيارته للقاهرة الإثنين.