بوتين في القاهرة من نافذة القدس التي أغلقها ترامب
خبراء روس قالوا لبوابة العين الإخبارية إن ملف مباحثات السلام المتعثرة سيتصدر مباحثات الرئيس الروسي في القاهرة بعد الخطوة الأمريكية.
في وقت ترسّخ فيه موسكو نفوذها في المنطقة، مقابل ما يُنظر إليه كانسحاب تدريجي لواشنطن، يبقى راجحاً استثمار الرئيس الروسي فلادمير بوتين الغضب العربي من قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، خلال زيارته القاهرة، غدا الإثنين.
- قرار "الاعتراف" يضع واشنطن في مربع رد الفعل
- أبوالغيط: الرد على اعتراف ترامب معركة ممتدة ومتدرجة في التصعيد
وبحسب خبراء روس استطلعت آراءهم "بوابة العين" الإخبارية، فإن زيارة بوتين تهدف للعب دور أكبر في النزاع العربي الإسرائيلي، بعدما هزت واشنطن مصداقيتها كوسيط لدى الدول العربية.
وبالنسبة إلى المحلل السياسي، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أندريا أنتيكوف، فإن زيارة بوتين تنطوي على ملفات عدة، لكن الصدارة ستكون لعملية السلام المتعثرة، بعد المستجدات الأخيرة.
وأدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى زعزعة أكبر لاستقرار المنطقة، ما ينعكس على الأمن والسلم الدوليين، ويحتم تنسيق أكبر لتشجيع عملية السلام، في ظل الرفض الفلسطيني لوساطة واشنطن، حسب أنتيكوف.
ويشير المحلل الروسي إلى أن رغبة موسكو في الانخراط بفعالية أكثر في عملية السلام، مرده عضويتها في الرباعية الدولية، التي تتيح لها تبني وصفات بناءة بالتعاون مع القاهرة، ذات الباع الكبير في هذا الملف.
ومضى إلى أن روسيا ومصر يحتاجان الآن لتنسيق أعمق في ظل الخطوات الأمريكية غير المقبولة.
ومن زاوية أخرى، تطرق أنتيكوف إلى ملفات أخرى ستطرح على طاولة بوتين والسيسي، مثل تفعيل اتفاق تبادل استخدام المطارات والأجواء، منوها إلى حرص الكرملين على دعم مصر في مواجهة الإرهاب.
ويعتقد المحلل السياسي أن البلدين لهما مصالح متبادلة في مكافحة الإرهاب، مثل الوضع في ليبيا، لذا سيوقعان على الأرجح اتفاقيات لتعضيد التعاون الاستخباراتي بينهما.
ومن أهم الملفات التي نبه لها أنتيكوف، حسم محطة الضبعة النووية في مصر، التي تشارك فيها روسيا، حيث تحتاج تسريع الاتفاق حولها، بجانب استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، بعد أكثر من عامين على تعليقها، إثر حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، في 2015.
من جانبه، قال المحلل السياسي الروسي، ماتوزوف ياسسلاف،إن توقيت الزيارة التي لم تكن موضوعة على جدول الأعمال، إذ حددت منذ بضعة أيام، يوضح أن العلاقات ستأخذ بعدا جديدا، يتعلق بملف الصراع العربي الإسرائيلي.
وفي تعليقه لبوابة العين الإخبارية، أضاف ياسسلاف، أن ترتيب الزيارة بعد قرار ترامب الذي عارضه العالم أجمع يشجع بوتين لأن تكون موسكو راعية أساسية لمحادثات السلام.
ورأى أن جزءا كبيرا من الصدام بين الشرق والغرب متعلق بالقضية الفلسطينية، ومع ذلك ألقى ترامب بـ"كرة النار".
ويتفق ياسسلاف مع أنتيكوف في الدور المحوري للقاهرة التي قادت المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وبالتالي يدفع بوتين للتعاون معها في طرح خارطة سلام جديدة.
بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيجني نوفغوراد الروسية، عمرو الديب، إن زيارة الرئيس الروسي تعتبر الأهم فى تاريخ علاقات البلدين، لكونها تأتي بعد فترة ركود كبيرة في العلاقات، بسبب حادثة الطائرة الروسية.
مشيرا إلى أن ما يعزز انخراط الرئيس الروسي في القضية الفلسطينية بدلا عن واشنطن، امتلاكه العديد من الأوراق سواء مع السلطة الفلسطينية أو إسرائيل.
وجزم بأن هذا الاتجاه سيأخذ دفعة أكبر في حال تعاونت فيه روسيا مع مصر، مستشهدا بنجاحهما في تنسيق اتفاقيات وقف إطلاق النار في سوريا.
ومن جانب آخر، مضى الديب إلى أن الزيارة على صلة أيضا بالاهتمام الروسي بمحاربة الإرهاب في مصر، منوها إلى أن زيارة وزير الدفاع الروسي للقاهرة، وتوقيعه اتفاقية من خلالها يمكن للطائرات الحربية الروسية استخدام القواعد العسكرية المصرية، مهد بشكل كبير لزيارة بوتين المفاجئة والسريعة.
وما يدفع دعم روسيا لمصر في ملف الإرهاب، طبقا للديب، إعلان الجيش الروسي، انتهاء عملياته العسكرية ضد تنظيم "داعش" في سوريا.