بايدن وبوتين.. مسار علاقات "رجل العقوبات" و"الرئيس الصلب"
من جديد يدخل الرئيسان الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في محادثة هاتفية لنزع فتيل التوتر إزاء أوكرانيا.
يحاول بايدن وبوتين العمل سويا على بدء حوار بعد عام تقريبا من الجمود.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فقد شهد مسار العلاقات الأمريكية الروسية عدة محطات:
نبرة أشد صرامة
بعد وقت قصير على توليه منصبه مطلع العام، أدلى بايدن بخطاب شديد اللهجة خرج فيه عن نهج سلفه دونالد ترامب حيال موسكو وبوتين الذي عبّر ترامب عن إعجابه به.
وقال بايدن في فبراير/شباط: "قلت بوضوح للرئيس بوتين، إن الزمن الذي كانت تخضع فيه الولايات المتحدة لأفعال روسيا العدوانية والتدخل في انتخاباتنا والهجمات الإلكترونية وتسميم المواطنين، قد ولى".
وندد الكرملين بما وصفها "النبرة الشديدة العدوانية وغير البناءة" لبايدن.
قاتل
ثم في مقابلة في مارس/آذار، قال بايدن إن بوتين "سيدفع ثمن" مساعيه المفترضة لتقويض ترشحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن بوتين "قاتل" أجاب بايدن "نعم".
أثارت تلك التصريحات أكبر أزمة بين روسيا والولايات المتحدة في سنوات، واستدعت موسكو سفيرها وحذرت من أن العلاقات تقف على حافة "الانهيار" التام.
كما سخر بوتين من بايدن قائلا: "لا يعرفه إلا من هو مثله".
وقف التصعيد
برز مسعى في أبريل/نيسان لتهدئة التوتر مع تصريحات لبايدن عقب إعلان عقوبات ضد روسيا قال فيها "حان الوقت لوقف التصعيد".
وفي اتصال هاتفي، قال بايدن إنه "أوضح للرئيس بوتين أنه كان بإمكاننا المضي أبعد من ذلك" لكنه أضاف أن واشنطن "لا تسعى لإطلاق دوامة من التصعيد والنزاع مع روسيا".
واقترح بايدن عقد قمة لمناقشة التصعيد بشأن أوكرانيا ومعاملة معارض الكرملين المسجون أليكسي نافالني ونقاط أخرى مثيرة للتوتر.
لا أوهام
قبل قمتهما في جنيف يوم 16 يونيو/حزيران، واصل بايدن لهجته وقال إن الولايات المتحدة ستضغط على الكرملين بشأن سجل موسكو المتعلق بحقوق الإنسان.
عشية القمة، وصف بايدن بوتين بالرجل "الصلب" وبأنه "خصم يجدر الاعتراف بأهميته".
وعلى نحو لافت، لم يعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا بعد ثلاث ساعات ونصف ساعة من المحادثات.
لكنهما اتفقا على إعادة سفيري البلدين إلى عاصمة كل منهما.
وقال بوتين إنه لم يشعر ب"أي عداء" فيما أكد بايدن أن المحادثات كانت "بناءة".
هجوم إلكتروني
وجّهت أصابع الاتهام إلى مجموعة قرصنة روسية في هجوم الكتروني ببرنامج فدية أواخر يونيو/حزيران طال قرابة 1500 من النشاطات التجارية.
واختفت مجموعة القرصنة عن الإنترنت بعدما دعا بايدن بوتين إلى التحرك.
وبالتالي، لم يدعَ روسيا إلى قمة تجمع 30 دولة لمناقشة مكافحة الجريمة الإلكترونية عقدت في واشنطن في تشرين الأول/أكتوبر.
التندرا تحترق
وجّه بايدن انتقادات إلى بوتين لعدم مشاركته في مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 26 في غلاسكو في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال بايدن: "التندرا لديه تحترق، فعليا.. لديه مشكلات مناخية خطيرة جدا، ولا يبدي استعدادا لفعل أي شيء".
والتندرا هي مجموعة من النظم البيئية أو المناطق الأحيائية التي تتميز بوجود تربة تحتية متجمدة ونقص الغطاء النباتي للأشجار الطبيعية.
أزمة بشأن أوكرانيا
تفاقم التوتر أواخر نوفمبر/تشرين الثاني مع إعلان أوكرانيا أن روسيا تحشد 100 ألف جندي على حدودها.
لكن بوتين نفى أي خطط لغزو أوكرانيا، قائلا إنه يريد من الولايات المتحدة أن تتعهد عدم ضمّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أبدا.
وخلال قمة عبر الإنترنت استمرت ساعتين في 7 ديسمبر/ كانون الأول، حذّر بايدن بوتين من "إجراءات اقتصادية حازمة وتدابير أخرى في حال تصعيد عسكري" في أوكرانيا.
من جانبه، طالب بوتين بضمانات حول تجميد توسّع الحلف الأطلسي.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول، كشفت روسيا عن مقترحات للحد من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في دول الاتحاد السوفياتي السابق وشرق أوروبا.
كما دعت إلى مفاوضات عاجلة مع واشنطن.
وعرضت الولايات المتحدة استعدادها لإجراء محادثات بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي.
في 21 ديسمبر/كانون الأول، حذر بوتين من أن روسيا مستعدة لاتخاذ" تدابير عسكرية تقنية" ردا على خطوات غربية "غير ودية" بشأن النزاع الأوكراني.
وعقب ذلك بأسبوع، دانت الولايات المتحدة قرار المحكمة العليا الروسية حل مجموعة ميموريال انترناشونال الحقوقية البارزة.
الخميس 30 كانون الأول/ديسمبر سيتحدث بايدن وبوتين هاتفيا ويحددان نبرة المحادثات الأمنية الأميركية الروسية المقررة في 10 كانون الثاني/يناير 2022.
وسيعرض بايدن خلال المحادثة الهاتفية على نظيره الروسي مسارا دبلوماسيا للخروج من الأزمة الأوكرانية، بحسب مسؤول أمريكي، فيما أكد بوتين أنه "مقتنع" بإمكان إقامة "حوار فعال" بين موسكو وواشنطن.