زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية والإمارات تأخذ بُعداً سياسياً واقتصادياً معاً
تأخذ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية والإمارات بُعداً سياسياً واقتصادياً بآنٍ معاً، دون أن نغفل قدرة صناع القرار الممتازة في هذين البلدين الخليجيين الكبيرين على نسج علاقات آنية مع مختلف المحاور الدولية والقوى العالمية ذات التأثير المباشر في منطقة الشرق الأوسط وغيرها.
ولأن لبوتين الرئيس والزعيم الروسي المنقذ لمجد روسيا كما يسميه مؤيدوه رؤية خاصة بمنطقة الخليج العربي وضرورة التعاون مع دوله، فإنه يعود مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية كما الإمارات حاملاً في حقيبته جديد المواقف ومشاريع القرارات ذات الصلة بمجريات لأحداث المتسارعة، ومستبقاً هذا كله بتصريحات إعلامية معلنة يشيد فيها بملك السعودية وولي عهده ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وولي عهد أبوظبي.
بكثير من التفاؤل أجد نفسي أمام حلحلة قريبة ربما نراها واقعاً لعدد من الأزمات الإقليمية وبإسهام روسي سيأتي استجابة لمطلب الزعماء العرب، فالسعودية والإمارات عوَّدتانا من قبل أن همّ العرب همهما، ومساعدتهم في كل شيء أولوية لم تقصرا بها يوماً
لكن ما يلفت انتباه المتتبع لسياسة أبوظبي والرياض اليوم، خصوصاً الخارجية منها، هو حرص الشيخ محمد بن زايد والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان على استثمار العلاقة الروسية العربية الخليجية لخدمة شعوب المنطقة وأهدافهم المستقبلية، وعدم حصر التحالفات بمعسكر دول أخرى، فالانفتاح السعودي الإماراتي على الصين وروسيا لطالما أرّق أعداء الخليج وجعلهم يحسبون ألف حساب لقراءة المشهد السياسي العربي.
لأن القادة المذكورين تتجه بوصلتهم دوماً، حيث تكون هناك منفعة للسعوديين والإماراتيين، وتأكيداً لكل ما ذكر نجد أن الملفات العربية الشائكة حاضرة وبقوة على طاولة اجتماع ساكن الكرملين مع قادة الخليج العربي، من سوريا إلى العراق مروراً بقضايا ترتبط بإرهاب إيران ومليشياتها وصولاً إلى اليمن وغيرها.
وبدون أدنى شك يبحث الزائر الجديد عن مصالحه وهذا حال الدول، ويعلم بأن البيت السعودي الإماراتي لطالما كان الأحرص على أمن العرب واستقرارهم، فالحكم حكمة وتماهٍ كامل مع إرادة المواطنين، والرخاء الاقتصادي الذي تشهده السعودية والإمارات عنوان دائم وحافز مشجع للمستثمرين الروس وشركات التصنيع العملاقة من خلفهم.
بكثير من التفاؤل أجد نفسي أمام حلحلة قريبة ربما نراها واقعاً لعدد من الأزمات الإقليمية وبإسهام روسي سيأتي استجابة لمطلب الزعماء العرب، فالسعودية والإمارات عوَّدتانا من قبل أن همّ العرب همهما، ومساعدتهم في كل شيء أولوية لم تقصرا بها يوماً، ولن أُكثر من التعمق في سرد الشواهد التاريخية لذلك، لكنني على قناعة تامة بجدوى التضييق على مشاريع هدامة وأجندة خبيثة تبحث عنها إيران كما تركيا من خلال علاقتهما بروسيا، ولهذا يعطي حكام السعودية والإمارات مثل هذه الزيارات وقتاً ثميناً تُبحث فيه مختلف المسائل بشفافية بغية إنتاج الحلول أو بلورتها، فالشعوب تنتظر والأجيال تترقب، ومجالس الكبار كفيلة بمناقشة القضايا الكبيرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة