كلمة بوتين ألقاها أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف نيابة عنه خلال منتدى موسكو للأمن الدولي.
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من محاولات تغيير الكتل العسكرية في العالم، مشدداً على أن الهياكل التي تشكلت خلال الحرب الباردة "تآكلت" حالياً.
وفي كلمة ألقاها أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف نيابة عنه، خلال منتدى موسكو للأمن الدولي، الأربعاء، اتهم بوتين سلوك الولايات المتحدة الأمريكية بتقويض الأمن في العالم، منبهاً إلى محاولات زعزعة الاستقرار في بعض الدول، ولذلك فإنه "رغم تكبيد الإرهاب خسائر كبيرة لكن الانتصار عليه لا يزال بعيداً".
واحتضنت موسكو، منتدى الأمن الدولي، بحضور 30 وزيراً للدفاع، ومسؤولي الدوائر الأمنية والقيادات العسكرية الروسية، وأكثر من ألف مندوب يمثلون 101 دولة، وممثلين عن المراكز البحثية للمنظمات غير الحكومية، وبمشاركة 16 دولة عربية أيضاً.
من جانبه، اتهم أمين مجلس الأمن الروسي من أسماهم "لاعبين خارجيين" بالسعي لإعادة رسم ميزان القوى في إفريقيا، ما أثر على الاستقرار فيها؛ حيث اندلع قتال من أجل الموارد الطبيعية، إضافة لمحاولات للاعبين غير إقليميين لإعادة رسم هذه القارة دون مراعاة لإرادة شعوبها.
وعن الوضع في سوريا، دعا وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إلى الدفع باتجاه الحوار الذي يفضي إلى حل للأزمة وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين، موضحاً أن ما تحقق في هذا البلد من نجاحات ضد تنظيم داعش الإرهابي يؤكد الحاجة إلى إنشاء تحالف لمواجهة النشاط الإرهابي المتزايد في إفريقيا، وعودة المتطرفين إلى آسيا وأوروبا.
وأكد الوزير شويجو أنه بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي بدأت عناصره تعود من سوريا والعراق إلى مناطق أخرى، ومنها جنوب شرق آسيا، حيث يتم إنشاء خلايا إرهابية، ما يزيد من الجرائم العابرة للحدود.
وانتقد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة الحد من الأسلحة المتوسطة والقصيرة باعتباره يقوض الأمن ويزيد من التوتر، رافضاً مساعي واشنطن لتوسيع نشر المنظومات الصاروخية بالتعاون مع الناتو، والتي تعد موجهة في الأساس ضد روسيا والصين.
وزير الدفاع الروسي تحدث عن توجه بلاده خلال السنوات الأخيرة إلى تكثيف التعاون العسكري مع دول آسيوية بشكل كبير، قائلا: "علاقاتنا الاستراتيجية مع الصين والهند وفيتنام ولاوس وميانمار تدل على ذلك".
وبخصوص الأوضاع في ليبيا، شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في كلمته، على أنه لا يوجد بديل للحل السلمي للنزاع في هذا البلد، مطالباً اللاعبين الخارجيين بالابتعاد عن التأثير من جانب واحد على الوضع.
ويركز جدول أعمال المنتدى على مدى يومين القضايا ذات الأهمية الكبرى في تشكيل وجهات النظر حول الأمن الدولي، حيث ستخصص جلسات عامة منفصلة لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا الأخطار والتهديدات العسكرية الحديثة، بما في ذلك تحسين نظام تحديد الأسلحة.
ويبحث المنتدى كذلك الأوضاع في الشرق الأوسط مع التركيز على الاستقرار الشامل بسوريا، إضافة إلى النظر في قضايا صنع السلام وتوسيع التعاون العسكري والأمن الإقليمي في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كانت الدورة الأولى للمنتدى عقدت بموسكو عام 2012، ثم في دورته السابعة عام 2018، شارك أكثر من 850 مندوبا من 95 دولة حول العالم، بمن فيهم 30 رئيساً للإدارات العسكرية، و14 نائباً لوزراء الدفاع، ورؤساء الأركان العامة، وممثلين عن 70 مركزًا بحثيًا للمنظمات غير الحكومية.