لأول وهلة، ستعتقد أنك أمام مجرد طائرة حربية بيضاء عملاقة حاملة لبعض الصواريخ، قبل أن تكتشف أن الحقيقة تتجاوز بكثير ذلك اللون الناصع.
"تي يو-160" أو "البجعة البيضاء" كما يحلو للروس تسميتها تعتبر أخطر قاذفة إستراتيجية منذ العهد السوفياتي، وهي «الوحش الطائر» الذي امتطاه مؤخرا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونشرت وسائل إعلام روسية مقطع فيديو لبوتين وهو يقوم بجولة تحليق جوية على متن القاذفة الاستراتيجية.
وقبل أيام، أجرى الرئيس الروسي زيارة تفقدية لمصنع "غوربونوف" للطائرات في مدينة قازان الروسية الذي ينتج قاذفات "تي يو-160" الاستراتيجية، وصعد بوتين إلى قمرة قيادة إحدى القاذفات المطورة، حيث جلس وراء مقودها، وفقا لمجلة نيوزويك الأمريكية.
وتم تصميم سلسلة "تي يو-160" لضرب أهداف بعيدة المدى في مناطق معزولة بأسلحة تقليدية ونووية. وتشكل هذه القاذفة جزءا رئيسيا من قدرات موسكو بعيدة المدى.
وكانت هذه الطائرة آخر قاذفة إستراتيجية استخدمها الجيش الروسي في حقبة الحرب الباردة، إذ قامت بأول رحلة لها في ديسمبر/كانون الأول 1981 واستأنفت السلطات إنتاجها عام 2015.
وتم تصنيع نسخة جديدة من طراز "توبوليف 160" عام 2017، حيث حلقت لأول مرة أوائل 2018.
واتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018 قرارا بتصنيع طائرة استراتيجية جديدة تعتمد في تصميمها على أساس "البجعة البيضاء"، وكلف إدارة المصنع بتنفيذ تلك العملية التكنولوجية المعقدة مع الحفاظ على الشكل السابق لهيكل الطائرة.
وتشكل القاذفة العمود الفقري للطائرات بعيدة المدى التابعة لقوة الفضاء الروسية، إلى جانب قاذفات "تي يو-160 إم".
وتم تصميم "تي يو-160 إم" لاستخدام الأسلحة النووية والتقليدية لمهاجمة أهداف العدو من مسافات بعيدة. وتعد حاليًا أكبر طائرة عسكرية أسرع من الصوت.
وجرى تحديثها على مرحلتين، تضمنت الأولى إزالة بعض الأنظمة القديمة، مثل أنظمة رؤية القنابل، وتثبيت نظام الملاحة الجديد K-042K-1 والطيار الآلي.
ك
ما زودت الطائرة بمحرك جوي من جيل جديد هو NK-32-02، ما ساهم في تمكينها من التحليق لمسافة 13000 كيلومتر على ارتفاع 16000 متر.
كما زودت برادار من طراز Novella NV1.70 الجديد، وقمرة قيادة "زجاجية محوسبة"، ومعدات اتصالات حديثة ومعدات لمكافحة التشويش وأسلحة تقليدية ونووية حديثة تشكل جميعها جزءا من تحدث القاذفة.
ويمكن للطائرة تو-160 المكون طاقمها من 4 أفراد حمل ما يصل إلى 12 صاروخ كروز من طرازX-101 التي تحتوي على رؤوس حربية تقليدية (شديدة الانفجار وعنقودية وتفجير حجمي ورؤوس حربية نووية (X-102).