قمة "الأصدقاء" في موسكو.. هل تقفز بكين في مياه الأزمة الأوكرانية؟

في قمة يعول عليها الروس كثيرا، استقبل الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، نظيره الصيني شي جين بينغ في موسكو.

وفي مستهل اللقاء، رحب بوتين بالرئيس الصيني، ونعته بـ"صديقي العزيز"، مضيفا "نغبط الصين على تطورها السريع وقدرة رئيسها على تعزيز قوة دولته".

بوتين قال أيضا إن "الصين حققت قفزة للأمام"، مضيفا أن "الصين تتبع نهجا متوازنا فيما يخص الموقف الدولي".

• قبل زيارة روسيا.. "شي" يتحدث عن رؤية الصين لإنهاء حرب أوكرانيا

ومضى قائلا "درسنا اقتراح نظيري الصيني بشأن الصراع في أوكرانيا".

وعلق بوتين على المقترح الصيني قائلا "اطلعنا على مقترحاتكم لحل الصراع في أوكرانيا، وسنناقش مبادرتكم التي ننظر لها بعين الاحترام". 

في المقابل، قال الرئيس الصيني "هناك بُعد تاريخي للعلاقات مع روسيا"، ووجه حديثه لبوتين قائلا "أنت صديقي العزيز".

الرئيس الصيني قال أيضا "واثق أن الشعب الروسي سيدعم بوتين في انتخابات 2024".

رحلة السلام؟

وفي وقت سابق اليوم، وصفت الصين رحلة شي جين بينغ إلى روسيا بأنها "رحلة من أجل السلام".

تلك الرحلة تأتي في أعقاب الوساطة الصينية التي أنهت أعواما من القطيعة بين السعودية وإيران، ويسعى من خلالها الرئيس شي إلى دعم مكانة بكين كصانع سلام عالمي، وإبرازها بكونها قوة عظمى مسؤولة.

فالصين "تتمسك بموقف موضوعي وعادل بشأن الأزمة الأوكرانية وستلعب دورا بناء في تعزيز محادثات السلام"، هكذا قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن زيارة الرئيس شي صباح اليوم.

كما تأتي زيارة شي لموسكو بعد قرابة شهر من طرح الصين مؤخرا خطة سلام من 12 نقطة لتسوية الحرب في أوكرانيا، فيما من المتوقع أن يقترح الرئيس شي أثناء وجوده في موسكو وقفا فوريا لإطلاق النار، وفق تقارير غربية.

وبعد قمته مع الرئيس فلاديمير بوتين، من المرجح أن يتصل الزعيم الصيني بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لعرض آخر ما توصلت إليه بلاده في المباحثات مع الرئيس الروسي.

وتعليقا على الزيارة، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الرئيس شي سيقدم نفسه في موسكو على أنه رجل سلام، خاصة بعد الإنجاز الدبلوماسي الحقيقي المتمثل في إحداث تقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية قبل أيام.

وحتى الآن، اتخذ زيلينسكي نهجا مختلفا مع بكين، فأثنى على ورقة الموقف الصيني المكونة من 12 نقطة بشأن أوكرانيا، لكنه شدد على وحدة أراضي بلاده.

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن "خطة السلام" الصينية الحالية لا تذكر شيئا عن الانسحاب الروسي من الأراضي الأوكرانية.