مشاهد قد تبدو لك اعتيادية؛ منصات إطلاق صواريخ تطلق قذائفها فترصدها رادارات على الأرض فتدحرها دفاعات جوية في كبد السماء، لكن الوضع مع الروس مختلف.
كيف وصل رؤساء 3 حكومات لأوكرانيا؟.. كواليس الرحلة " الغشيمة"
الصواريخ الباليستية التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا، احتوت على مفاجآت للمخابرات الأمريكية، مسؤول استخباراتي أمريكي -لم تفصح صحيفة نيويورك تايمز عن هويته- أفاد بأن الصواريخ هي صواريخ Iskander - M الباليستية قصيرة المدى تطلقها روسيا من منصات إطلاق متحركة عبر الحدود.
إلى هنا القصة عادية، لكن المحير أن الصاروخ حين يشعر باستهدافه من قبل أنظمة الدفاع الجوي ينتج إشارات لاسلكية لتشويش رادارات العدو التي تحاول تحديد موقع Iskander - M، وتفشل في كل مرة.
3 رؤساء تمت محاكمتهم.. ما هي جرائم الحرب؟
يمكن لهذه الصواريخ القوية أن تدمر المباني الكبيرة والمنشآت المحصنة، ولا يتجاوز طول أحدها قدما واحدة، على شكل سهم أبيض وذيل برتقالي، وهذه الأسهم في المؤخرة لخداع الدفاعات الجوية حتى تهبط الذخائر على الهدف المحدد بدقة عالية.
وهذا يفسر صعوبة مواجهة أسلحة الدفاع الجوي الأوكرانية في اعتراض صواريخ إسكندر الروسية، حيث إن استخدام تقنية البحث عن الحرارة تخدع الرادارات حين تتلقى إشارة لاسلكية مضللة تجعل نظام الدفاع الأوكراني يعتقد أنها الصاروخ الرئيسي.
جثة تدخن في أوكرانيا.. إليكم الحقيقة
وفقا لوثائق الحكومة الأمريكية، يمكن لـIskander، المدعوم بمحرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب، الوصول إلى أهداف يصل مداها إلى 500 كيلومتر، ويمكن لكل قاذفة متنقلة إطلاق صاروخين من طراز Iskanders قبل إعادة تحميلها.
بدأ تداول صور الذخائر التي تبدو على شكل سهم على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسبوعين، تبعتها حيرة وذهول أصاب الخبراء، فكثير منهم أخطؤوا في اعتبارهم الصواريخ هي أسلحة عنقودية بناء على حجمها وشكلها.
ريتشارد ستيفنز، الذي أمضى 22 عاما في الجيش البريطاني جنديا متخصصا في التعامل مع الذخائر المتفجرة، وعمل لاحقا فني قنابل مدنيا لمدة 10 سنوات في جنوب العراق وأفريقيا ومناطق أخرى قال إنه لم ير مثل هذا من قبل، ولا يبدو أن شخصا آخر قد رأى مثل هذه الذخائر الغامضة من قبل أيضا.
سر "الكاميكازي".. سلاح أمريكي "انتحاري" في الطريق لأوكرانيا
أحد الخبراء قال لصحيفة نيويورك تايمز إن نسخة صواريخ إسكندر التي باعتها روسيا إلى دول أخرى لم تحتو على هذه الشراك الخداعية وهذا يوحي بأن الروس يضعون بعض القيمة على إبقاء هذه التكنولوجيا خاصة بهم، فرفض الروس تصدير هذه التقنيات لمنع الغرب من إجراء هندسة عكسية لها لمواجهتها.
في النهاية أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية لديها حماس كبير وشغف في هذه الأيام لكشف أسرار السلاح الروسي الخفي.