بوتين في الإمارات.. شراكة وتعاون وتنسيق من أجل السلام
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان في صدارة مستقبلي فلاديمير بوتين لدى وصوله المطار الرئاسي في العاصمة الإماراتية أبوظبي
منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إلى دولة الإمارات قادما من السعودية، بدأ تفعيل أجندة الزيارة الرسمية الحافلة بالعديد من الملفات.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية كان في صدارة مستقبلي الرئيس بوتين لدى وصوله إلى المطار الرئاسي في العاصمة الإماراتية، وبحضور لفيف من الوزراء والمسؤولين، في مراسم احتفالية رافقت فيها ثلة من الفرسان موكب بوتين في طريقه إلى قصر الرئاسة.
وتعد الزيارة الثانية من نوعها للرئيس الروسي إلى الإمارات منذ 2007، ما يمنحها طابعا "تاريخيا" تعززه أجندتها الزاخرة بالعديد من الملفات المحورية التي تهم المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وتهديدات إيران، علاوة على الملف السوري والعدوان التركي على الشمال السوري.
محمد بن زايد: ثمار العلاقات باتت واضحة
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم استقبال الضيف بقصر الرئاسة، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن "العلاقات بين البلدين الصديقين تاريخية، وثمارها باتت واضحة من خلال التعاون القائم بيننا في شتى المجالات".
وأعرب ولي عهد أبوظبي عن شكره وامتنانه على التزام روسيا بـ"أواصر الأخوة التي تجمعنا"، مثمنا "الصداقة التي تجمعنا على مستوى شعبينا وبيننا".
وأضاف: "دولة الإمارات تتشرف بزيارتكم التاريخية، وأود أن أشدد على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط بيننا"، معبرا عن تطلعه لـ"الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية تماشيا مع رؤيتنا المشتركة".
بوتين: مستمرون في تعزيز التعاون
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمته بالمناسبة نفسها: "قبل كل شيء أشكركم على هذه الدعوة، ويطيب لي أن أجد نفسي مجددا على أرض الإمارات المضيافة".
وأضاف: "خلال الجولة القصيرة من المطار إلى مقركم اطلعت على الديناميكية العالية للتطور الذي يشهده بلدكم الطيب، والعلاقات الثنائية تواصل تطورها في جو ودي وبناء، وفق إعلان الشراكة الاستراتيجية تتسع علاقتنا الاقتصادية والتجارية والإنسانية، والتنسيق المكثف حول المواضيع العالمية والإقليمية، وفي مقدمتها الملف السوري والوضع في ليبيا واليمن والخليج العربي".
وتابع: "حوارنا السياسي منتظم وغني، ووزيرا الخارجية الروسي والإماراتي يتواصلان بانتظام، والتعاون متواصل بين مجلسي الأمن والجهات المختصة ووزارتي الدفاع".
وأردف: "سنستمر في ترسيخ وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري والإنساني".
الإمارات.. صانع سلام
في منطقة الشرق الأوسط التي تطوقها الأزمات من كل جانب، وحتى في أفريقيا الغارقة في أتون الصراعات والحروب بأنواعها، يبرز دور دولة الإمارات في نشر السلام وإرساء المصالحة بين الشعوب، في مساعٍ دأبت عليها منذ قيام الاتحاد على يد -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حرصا على نشر وتعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة العربية والقرن الأفريقي وشتى أنحاء العالم.
حرص ترجمه سعيها الدائم لدعم الحكومات الشرعية، وهي المؤهلة للعب هذا الدور الهام بالمنطقة، باعتبارها طرفا يحظى بالإجماع على موضوعيته واعتداله، علاوة على سياستها الخارجية النشيطة والرصينة، ورصيدها الزاخر في إطار جهود تسوية النزاعات خصوصا بالقارة السمراء.
ومن هذا المنطلق، تنامت مساعي دولة الإمارات الدائمة لنشر السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً، ومعالجة القضايا الأمنية التي تهدد أمن واستقرار الدول والمجتمعات، وهو ما تجسد أيضا من خلال دعوتها المجتمع الدولي من أجل التعاون في مكافحة الإرهاب، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وغيرها من القواعد المعترف بها عالميا التي تحكم العلاقات الدولية.
دور قيادي وتنسيقي هام لعبته الإمارات في الحملة الدولية ضد الإرهاب، ونهج شامل تبنته لمعالجة ظواهر هذه الآفة التي أرقت العالم، والقضاء على أسبابها الجذرية من أجل إزالة الأرض الخصبة للإرهاب من خلال استخدام مختلف الوسائل السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
aXA6IDMuMTQxLjIxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز