كارلسون يكشف ملابسات «مقابلة بوتين».. أمريكا «تجسست» على الرسائل

قبل أيام، فجّر تاكر كارلسون، المذيع الأمريكي المقرب من الرئيس السابق دونالد ترامب، مفاجأة من العيار الثقيل ببث مقابلة مع فلاديمير بوتين.

مقابلة حركت كثيرًا من ردود الفعل في الولايات المتحدة وخارجها، ووصل صداها إلى البيت الأبيض نفسه، الذي قال إنها "لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأمريكي وحشية الرئيس الروسي".

كما كانت استثنائية من زاوية أنها كانت المقابلة التلفزيونية الأولى التي يجريها فلاديمير بوتين مع إعلامي أو منصة غربية منذ بداية الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

لكن الأمر يتخطى ردود الفعل وأهمية المقابلة ذاتها، إذ كشف تاكر كارلسون خلال جلسة بالقمة العالمية للحكومات الجارية في دولة الإمارات، عن ملابسات جديدة لهذه المقابلة تعود لثلاثة أعوام مضت. 

وقال كارلسون في الجلسة التي أدارها الإعلامي المصري عماد الدين أديب وسأله بوضوح عن سبب سعيه للمقابلة ولماذا بوتين ولماذا الآن؟، "أشكرك على هذا السؤال (..) سأبدأ بالإجابة عن سؤال: لماذا الآن؟".

وأضاف: "حاولت على مدار 3 سنوات إجراء هذه المقابلة والحكومة الأمريكية منعتني من إجراء المقابلة عبر التجسس على رسائلي المكتوبة (عبر الهاتف)".

وكارلسون الذي يتمتّع بشعبية واسعة في الولايات المتحدة، شخصية إعلامية مثيرة للجدل فصلته قناة "فوكس نيوز" اليمينية قبل بضعة أشهر، فانتقل إلى تقديم برنامج يبثّه على موقعه الإلكتروني وعلى منصة "إكس".

وأجرى كارلسون المقابلة مع فلاديمير بوتين في روسيا خلال زيارة لقيت تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الرسمية الروسية، قبل أن يبثها على إكس الخميس الماضي. 

وتحدث بوتين خلال المقابلة باللغة الروسية وجرت دبلجة تصريحاته إلى الإنجليزية، وبدأها بحديث مطول حول علاقات روسيا مع أوكرانيا وبولندا ودول أخرى.

وقال بوتين إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون أفسد اتفاقا لإنهاء الحرب في أوكرانيا قبل 18 شهرا.

وأكد الرئيس الروسي أنه كان مستعدا لإنهاء الحرب، لكن جونسون "أقنع" الرئيس الأوكراني بعدم التوقيع على الوثيقة.

وأشار إلى أن العالم سيتغير بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا التي وصفها بأنها "كيان مصطنع تأسس في الحقبة الستالينية".

ولفت إلى أن "الأمريكيين تعهدوا بعدم توسع الناتو شرقا لكن التوسع حدث 5 مرات"، وكشف عن أن موسكو اقترحت انضمام روسيا إلى الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لكن طلبها قوبل بالرفض.

وقال "عندما رفض الناتو انضمامنا إليه كانوا يخشون روسيا كدولة كبيرة وقوية، والناتو توسع 5 مرات بعد تقديم وعود لنا بعدم توسعه ولو لشبر واحد".

يذكر أن القمة العالمية للحكومات تشهد في نسختها الحالية حضور أكثر من 4000 متخصص من 140 وفداً حكومياً، و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى، خلال أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.

وتستشرف النسخة الحالية من القمة العالمية للحكومات الفرص والتحديات المستقبلية وأبرز التحديات التي يواجهها العالم في جملة من القضايا الملحة، كما تناقش سبل الوصول إلى رؤى مشتركة للارتقاء بالعمل الحكومي وتوثيق التعاون بين حكومات العالم، وتبادل الخبرات والتركيز على قصص ونماذج ملهمة في العمل الحكومي تركت آثاراً إيجابية وأحدثت تغييراً حقيقياً في واقع دولها ومجتمعاتها.


وشهدت القمة في يومها الثاني، أمس، حضور عدد من رؤساء الدول من بينهم رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، والذي شارك في جلسة بعنوان حوار مع ضيف الشرف رئيس الجمهورية التركية، كما ألقي ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، كلمة رئيسية خلال اليوم الثاني.