قرارات بوتين.. هل تؤدي إلى غضب داخل روسيا؟
بعد صعوبات لوجستية ساهمت في خسائر ملحوظة لدى الجانب الروسي في حرب أوكرانيا، أعلنت موسكو عن عدة إجراءات في محاولة لتصويب مسار المعارك في ظل غضب شعبي بدأ يتزايد مع قرار التعبئة العسكرية الجزئية.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فإن هناك حالة من الفوضى داخل روسيا عقب قرار التعبئة الجزئية وما صاحبه من إجراءات كتغيير مسؤول اللوجستيات في الحرب وكذلك تعديل قانون العقوبات وتغليظها بحق الهاربين من التجنيد.
وعند إعلان التعبئة الأسبوع الماضي، أمل الكرملين في حشد 300 ألف إضافية من قوات الاحتياط. والآن، ربما غادر ما يصل إلى هذا العدد من الروس في سن القتال البلاد في محاولة لتجنب التجنيد.
وأشارت إلى أنهم "حشروا" على متن رحلات متجهة إلى تركيا، وسبحوا عبر الأنهاء وبقوا لأيام على المعابر الحدودية المزدحمة، لافتة إلى أن كازاخستان وحدها وصلها 98 ألفا من الروس منذ 21 سبتمبر/أيلول.
وقال المسؤولون في جورجيا إن حوالي 10 آلاف روسي يعبرون الحدود يوميا. ويصل الآلاف أيضًا إلى منغوليا.
وينتشر عبر الشبكات الاجتماعية مقاطع الفيديو التي تشير إلى حالة الفوضى والارتباك التي تنتشر على نطاق واسع داخل روسيا. وهناك مشاهد من الاحتجاجات، لاسيما في مناطق الأقليات العرقية الفقيرة، وفق الصحيفة.
وهناك أيضًا مشاهد من اليأس والعجز: ففي أحد مقاطع الفيديو، ينصح ضابط أكبر سنا المجندين الجدد بالبحث عن أكياس النوم الخاصة بهم والضمادات وتخزين السدادات القطنية كضمادات يدوية. وفي مقطع آخر، يمكن رؤية رجل روسي يكسر عن عمد ساق صديقه لمساعدته في البقاء بعيدا عن الحرب.
وتابعت: "ما يتضح هو أن التعبئة تمت بطريقة عشوائية وغير متساوية. وأصدرت الحكومات المحلية إخطارات بالتجنيد للرجال الذين هم أبعد ما يكون عن المعايير التي حددها الكرملين، بما في ذلك كبار السن، وغير اللائقين طبيا، والعديد بدون ذرة تدريب عسكري".
وفي أحدث نشراتهم عن الصراع الروسي الأوكراني، وثق معهد دراسة الحرب، مركز فكري في واشنطن، الاحتجاجات ضد الاستدعاءات فيما لا يقل عن 35 مكان في روسيا، يوم السبت، وما لا يقل عن 10، يوم الإثنين.
وألقي القبض على أكثر من 2300 روسي منذ يوم الأربعاء؛ بسبب تلك التظاهرات. وأدت سرعة وحجم الهجرة الجماعية إلى تقارير تفيد بأن روسيا قد تغلق حدودها لوقف مغادرة هؤلاء الرجال، وهو ما دفع المزيد من الناس لترك كل شيء ومحاولة الرحيل.
وقال روسي يدعى أليكسي (36 عاما)، الأحد، من كازاخستان: "هناك بالفعل العديد من الأمثلة على الرجال الكبار في السن وغير اللائقين والطلاب الذين يتلقون إخطارات الاستدعاء. ليس الأمر أنني جبان ، لكن لا أحد يهاجم بلدنا. على النقيض، بلدنا هي المعتدي ولا أود أن أكون جزءا من هذا العدوان، وكما هو واضح لا أريد الموت."
وبينما يسعى بوتين لإرسال التعزيزات إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، يحاول أيضًا تغيير الحقائق السياسية على الأرض. ويبدو أن الكرملين قد يعلن قريبا ضم أربع "جمهوريات" في المناطق التي تسيطر عليها روسيا من أوكرانيا والتي شهدت إجراء استفتاءات صورية خلال الأيام الأخيرة لضم أراضيهم مع روسيا.
ويعتبر منتقدو بوتين أن كلا من خطط التعبئة والضم مناورة لزعيم يائس لتغيير مسار المعركة التي يخسرها، بحسب واشنطن بوست".
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية، في نهاية الأسبوع: "علم أنه بمجرد توجيهه لأوامر التعبئة، ستحدث بعض الاضطرابات في البلاد، ونرى صور ومشاهد ذلك الآن"، مشيرا إلى أن الاستفتاءات في أوكرانيا هي "علامة على أنه متعثر بشدة في أوكرانيا".
وقد يؤدي ضم الجيوب التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا إلى تفسير روسيا لأي هجمات على تلك الأراضي بأنها هجمات على روسيا نفسها، مما يوسع نطاق الصراع ويزيد من خطر التصعيد.
وترفض أوكرانيا وحلفاؤها، بالطبع، هذا التفسير، ويعتبرون الاستفتاءات ممارسة غير قانونية تحت تهديد السلاح نفذها الانفصاليون الموالون لروسيا. وقالت سيدة تعيش في مدينة لوهانسك، طلبت عدم تسميتها: "الناس يفهمون أن كل شيء تقرر".
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA==
جزيرة ام اند امز