لقد شهدت المملكة العربية السعودية طفرة حقيقية كبرى، وانفتاحاً على المستقبل بصورة إيجابية خلاقة. مع حفاظها الشديد على ثوابتها
انتهجت قناة الجزيرة القطرية منذ تأسيسها، سياسة الإثارة ومخالفة الثوابت، بهدف تحريك وتهييج العقول الباطنة، والتي لعبت دوراً كبيراً في ما يسمى بـ «الربيع العربي».
وصورت الجزيرة من خلال برنامجها: «الاتجاه المعاكس» وغيره من البرامج، الإنسان العربي ككائن متعصب وهمجي بطبعه وتكوينه الاجتماعي، وغير متقبل لرأي الآخرين، بهدف أن ينظر إليه الغرب نظرة دونية، تقلل من فكره ورؤاه وتصوراته وتقبله لاختلاف الرؤى والقضايا، وكل ما يدور حوله من أحداث.
وكانت الجزيرة منذ بداية عهدها، الملاذ الآمن لاستقطاب المعارضين لأنظمة بلدانهم، وفتح المجال أمامهم بالجلوس لساعات وبأريحية تامة، للتعبير عما يجول بخواطرهم، وإفساح المجال لهم بصب غضبهم على أوطانهم، مصورة كذباً لهم، أنها الراعي الرسمي للديمقراطية في الوطن العربي!، وهو الأمر الذي شاهده العالم أجمع في ثورة يناير في مصر، عندما نصبت القناة شاشات العرض في ميدان التحرير، محرضة المصريين على الغضب والثورة والفتنة والتخريب، وركزت على قيادات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وأعطتهم مساحة كبيرة للحديث للجماهير. هذا نموذج من نماذج سياسة قناة الجزيرة التحريضية الكاذبة!
أرض الحرمين الشريفين- مملكة الخير- أكبر من تلك المهاترات المغرضة، والتي تروج لها الجزيرة- بوق الخراب والإرهاب والفتن - وبعض قنوات الإعلام التركي. إن كل ما يجري من مؤامرات ضد الشقيقة السعودية. ما هو إلا حقد دفين لما وصلت له السعودية من تقدم ورفاهية وازدهار
لقد كانت الجزيرة تسير على نهج «أرى ما أريد»، وهو النهج الذي كان الإعلام في بعض بلدان الوطن العربي يسير عليه أيضاً، بوعي أو بدون وعي، أي أنه كان يسير بخطى غير مدروسة! الجزيرة تسير الآن في ركب «الإخوان- ومجاراة إيران- ومغازلة تركيا»، حيث إنه، ومنذ بداية أزمة اختفاء الصحافي السعودي «جمال خاشقجي»، تحول العاملون فيها من المذيعين إلى أبواق تضليلية بالوكالة، تعبّر عن نهج وسياسة قطر العدوانية البغيضة ضد «المملكة العربية السعودية»، لدرجة أن أحد مذيعاتها تطالب، وبشكل تحريضي ممنهج على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي، بتشكيل تحالف عالمي لكشف مصير خاشقجي، ومعاقبة خاطفيه، أسوة بسكريبال الروسي ببريطانيا!؟، لقد تحول مذيعو الجزيرة في قضية «خاشقجي» لمحلليين سياسيين، يفتون باختطافه تارة، وبقتله تارة أخرى، والهدف في هذه الضجة للجزيرة، تأليب الرأي العام وإثارته ضد السعودية.
بينما أكد السفير السعودي في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، في بيان له، أن العديد من الشائعات المغرضة انتشرت خلال الأيام الماضية، على الرغم من أن التحقيقات لم تنتهِ بعد، مؤكداً أن التحقيقات ستكشف العديد من الوقائع.
ما حدث لخاشقجي على الأراضي التركية، ليس بالغريب على تركيا!، والتي هي الأخيرة تجاري قطر وسياسة الجزيرة في تداول الأخبار بخصوص قضية الصحافي السعودي خاشقجي..! تارة بالنكران وتارة بتوجيه الاتهامات، وتارة بتزييف الوقائع والحقائق...! لقد شهدت تركيا في فترة الثمانينيات والتسعينيات الآلاف من عمليات الخطف والقتل بحق المعارضين، وخاصة اليساريين الأتراك-والأكراد.
والذي لا يزال مصير الغالبية منهم مجهولاً، ولذلك تأسست في تركيا في عام 1995 حركة «أمهات السبت»، يخرج فيها الأمهات في احتجاجات دورية أسبوعية كل يوم سبت. مطالبات السلطات بالكشف عن مصير أبنائهن من المختطفين والمعتقلين منذ عشرات السنين، من دون معرفة مصيرهم. ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عنها.
إن أرض الحرمين الشريفين- مملكة الخير- أكبر من تلك المهاترات المغرضة، والتي تروج لها الجزيرة- بوق الخراب والإرهاب والفتن - وبعض قنوات الإعلام التركي. إن كل ما يجري من مؤامرات ضد الشقيقة السعودية. ما هو إلا حقد دفين لما وصلت له السعودية من تقدم ورفاهية وازدهار، بتقارير وشهادات أممية، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
لقد شهدت المملكة العربية السعودية طفرة حقيقية كبرى، وانفتاحاً على المستقبل بصورة إيجابية خلاقة. مع حفاظها الشديد على ثوابتها وقيمها الدينية المتأصلة. منذ تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز «ملك الحزم»، الحكم في السعودية.
ورؤية 2030 التي وضعها الأمير محمد بن سلمان، والتي تستهدف استثمار المملكة في مواردها البشرية، إلى جانب ثرواتها الطبيعية بطريقة مثلى، دون الاعتماد على النفط. تعد الإنجاز الأهم في تاريخ المملكة الاقتصادي، حسب رأي خبراء الشأن الاقتصادي.
الزخم الدبلوماسي الذي تعيشه السعودية في الفترة الراهنة، يعكس ثقل ومكانة المملكة، ما يجعلها لاعباً أساسياً «ذا نفوذ»، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في معادلات المنطقة.
وخير دليل على ذلك، حصول الأمير محمد بن سلمان «شخصية العام» في السنة 2017 الأكثر نفوذاً، إذ حصد عدداً أكبر من الأصوات، مقارنة بباقي الزعماء العالميين وعمالقة الصناعة ورجال الأعمال والناشطين، في الاستفتاء السنوي الذي تقوم به مجلة التايم الأميركية، والذي مما لا شك فيه، يؤكد مكانة المملكة ودورها في المشهد الحاضر، وأهمية مكانة ونفوذ وتأثير قادة مسيرتها المباركة!
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة