أهرامات الجيزة و استقرار شبكات الكهرباء.. رابط مذهل ينقذ مستقبل الطاقة (خاص)
تخيل أن سر استقرار شبكات الكهرباء مستقبلا قد يأتي من مكان غير متوقع، وهو قلب هضبة الجيزة، حيث تقف الأهرامات شامخة منذ 4500 عام.
هذا بالضبط ما حققه باحثون من جامعتي شيآن بيهوا في الصين و محقق أردبيلي بإيران، حيث نجحوا في الربط بين دقة البناء الفرعوني وتقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التنبؤ باستهلاك الطاقة.

فكما لا يمكن لبناء الهرم أن يصمد لآلاف السنين دون حسابات دقيقة لكل زاوية وكتلة حجر، لا يمكن لشبكات الكهرباء الحديثة أن تعمل بكفاءة دون توقعات دقيقة للطلب على الطاقة، فأي خطأ صغير، سواء في وضع حجر أو تقدير استهلاك، قد يؤدي إلى خلل في الهيكل أو اضطراب في الشبكة.
الدراسة الجديدة، التي نشرت بدورية "هيليون"، وحصلت العين الإخبارية على نسخة منها، استعانت بهذه الفكرة الملهمة، وطوّرت خوارزمية مبتكرة مستوحاة من طريقة بناء أهرامات الجيزة لتقوم بمهمة في غاية الحساسية، وهي ضبط الإعدادات الداخلية للشبكات العصبية العميقة، وهي العقول الذكية التي تتولى مهمة التنبؤ باستهلاك الكهرباء.
وقال الباحثون أن الفكرة بسيطة في جوهرها، لكن قوية في أثرها، فكما نجح المصريون القدماء في بناء هيكل بالغ التعقيد والثبات، فلماذا لا تُستخدم نفس الفلسفة في جعل خوارزميات الطاقة أكثر توازنا ودقة؟
وبدمج هذه الخوارزمية المستوحاة من الأهرامات مع شبكات عصبية متقدمة لتحليل البيانات، ابتكر الباحثون نموذجًا يُعدّ حتى الآن الأكثر دقة في توقع الطلب على الطاقة على المدى القصير والمتوسط والطويل.

وعند اختبار النموذج على بيانات حقيقية، تفوق بوضوح على أشهر النماذج العالمية في هذا المجال، محققا أقل معدلات خطأ ودرجة أعلى من الثبات، وهو ما يعني، ببساطة، أن الطريقة الجديدة تستطيع مساعدة شركات الكهرباء على منع الانقطاعات غير المتوقعة، وتقليل الهدر، وضمان تشغيل الشبكة بكفاءة أعلى.
وتؤكد الدراسة أن هذا التقدّم قد يشكل نقلة نوعية في مجال إدارة الطاقة، إذ يفتح الباب أمام الاعتماد على خوارزميات مستوحاة من عبقرية هندسية عمرها آلاف السنين لضمان استقرار شبكات الكهرباء الحديثة.
ومع أن النتائج جاءت مذهلة، يشير الباحثون إلى ضرورة إجراء مزيد من الاختبارات لضمان قدرة هذه الطريقة على العمل بكفاءة في بيئات مختلفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز