يكفي متابعة صفحات التواصل التابعة للإخوان، لرصد كم الاهتمام بأبناء القناديل، في مقابل عدم الاهتمام بمن قُتل أو سُجن من الزنابيل.
القنديل معروف، فهو مصباح كبير، أو كوكب منير في السماء، أما الزنبيل فهو وعاء مصنوع من سعف النخيل، يسمى "قفة"، وأحيانا يكون الزنبيل هو الوعاء الذي يشبه "الجوال"، ويوضع على ظهر الحمار، بحيث يكون مفتوحاً من أعلى، يستخدم لنقل روث الحيوانات والتراب والقمامة. لغتنا العربية الجميلة تقول لنا إن القنديل في السماء، والزنبيل هو أدنى ما في الأرض، بل هو وسيلة لحمل القاذورات، وروث الحيوانات.
والحوثيون لأنهم ساذجون، لا يفكرون ولا يعقلون، فقط ينفذون ما يأمرهم به ملالي إيران، الذين صنعوهم، ونفخوا فيهم من العنصرية والعلو وتضخم الذات، ما دفعهم إلى أن يفقدوا اللياقة، والأدب في التعامل مع أتباعهم، فقسموهم إلى فريقين، القسم الأول هم القناديل: وهم الحوثيون الذين ينحدرون من السلالة الهاشمية، وهم أبناء بدرالدين الحوثي وأقاربهم وأبناء عمومتهم، وباقي الهاشميين أتباع المذهب الزيدي المنتمين للحركة الحوثية، وهؤلاء هم السادة، هم القادة، هم من يتمتع بالأموال التي حولها الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ 2015 إلى إيران في صورة نقدية تحملها الطائرات؛ بعيداً عن النظام النقدي والبنكي الدولي، والقناديل أيضاً هم من يعيش على الأموال المنهوبة من البنك المركزي اليمني وباقي البنوك.
عنصرية داخلية فظيعة، بين الأتباع الذين يقدمون أرواحهم للحركة الحوثية، ورغم ذلك لم تتورع قيادة الحركة عن إطلاق أسوأ المسميات عليهم، هنا يثور السؤال: ما هي الصفة التي يطلقها الحوثي على بقية الشعب اليمني الذي لم ينضم إلى الحركة الحوثية؟
أما الزنابيل، أي القُفف (جمع قُفة)، هم الحوثيون من أبناء الطائفة الزيدية الكريمة، من أبناء القبائل العريقة، ولكنهم لا ينتسبون إلى السلالة الهاشمية، ولا إلى أسرة بدر الدين الحوثي. وهم الأدوات التي تحمل قاذورات القناديل، وتقوم بكل الأعمال القذرة، من سرقة ونهب للأفراد والشركات، ووكالات الصرافة، وتقوم كذلك بنهب أموال المواطنين والاعتداء على حرماتهم.... قمة النزاهة عند الحوثي، أن يسمي كل مجموعة من أتباعه بالاسم الذي يليق بها، القناديل يتنعمون بأموال إيران التي كانت في أمريكا، والزنابيل يعيشون على قاذورات أموال الفقراء والضحايا.
عنصرية داخلية فظيعة، بين الأتباع الذين يقدمون أرواحهم للحركة الحوثية، ورغم ذلك لم تتورع قيادة الحركة عن إطلاق أسوأ المسميات عليهم، هنا يثور السؤال: ما هي الصفة التي يطلقها الحوثي على بقية الشعب اليمني الذي لم ينضم إلى الحركة الحوثية؟
ولأن الإخوان أكثر حصافة ومكراً من الحوثي، فلم يطلقوا مسميات على الأتباع، لأنهم لا ينتمون إلى سلالة هاشمية، ولكنهم يقسمون الأتباع بنفس الطريقة، فهناك القناديل وهم القيادات الحالية والسابقة وأبناؤهم، والزنابيل وهم وقود الحركة من الأتباع السذج الذين خدعتهم العاطفة الدينية فصدقوا الشعارات، ولم يعرفوا الحقيقة..
ولننظر إلى طريقة تعامل الإخوان مع أعضاء وعضوات الجماعة الذين قتلوا في المواجهة مع الدولة، أو الذين تم سجنهم في قضايا الصدام مع الدولة، فهناك القناديل الذين يتم رفعهم إلى درجة النجوم إذا قُتلوا، وتنشغل بهم الجماعة وأتباعها طوال الوقت طالما هم في السجون، وهناك الزنابيل الذين لا يسمع عنهم أحد إذا قُتلوا، ويضيعوا في مجاهل النسيان إذا سُجنوا. قناديل الإخوان هم أقلية صغيرة جداً، وزنابيلهم هم الأغلبية الساحقة من الفقراء الذين رأوا فيهم مثالاً للتدين دون أن يعرفوا حقيقتهم، لأنهم سمعوا عنهم، أو سمعوهم، وفي كلتا الحالتين لم يروا حقيقتهم أو يعايشوهم.
يكفي أن يتابع المرء صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للإخوان، ويرصد كم الاهتمام بأبناء القناديل أو القيادات مثل القرضاوي والبلتاجي، وفي المقابل لن يجد اهتماماً يذكر بمن قُتل أو سُجن من الزنابيل، أو أدوات الجماعة التي تفقد صفتها البشرية، وتتحول إلى ورقة سياسية تتم التضحية بها في محارق مستمرة مع الدول العربية من أجل تحسين شروط التفاوض مع النظم، لتحقيق أقصى قدر من مصالح القناديل، وأبناء القناديل.
هذه الجماعات التي توظف الدين لخدمة مصالح قياداتها، تمارس هذا النوع من العنصرية، والطبقية والتمييز بين أتباعها، فكيف يتخيل إنسان عاقل أنهم قادرون على التعامل العادل مع بقية الشعب الذين يريدون أن يحكمونه؟ وكيف سيعاملونهم؟، وهل هناك درجة عقلية أقل من الزنابيل؟ أسئلة موجهة إلى كل من يطالب بالتعامل مع هذه الجماعات الإجرامية بمنطق الديمقراطية، أو بالتفاوض بغية إشراكهم في الحكم.
هذه جماعات تحمل أمراضاً نفسية تحولت إلى ظواهر مرضية جماعية في صورة عصاب جماعي، لا يصلحون حتى لإدارة شؤون أنفسهم، لأنهم فشلوا في تقديم أدنى حد من الاحترام لأعضاء جماعتهم الذين يموتون من أجل مصالح الجماعة فاقدين للقيمة الإنسانية بعد تحويلهم من بشر مكرمين إلى زنابيل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة