
د. نصر محمد عارف
أكاديمي وكاتب صحفي - مصر
أكاديمي وكاتب صحفي - مصر
على الرغم من أنه لم يتم الإفراج عن وثائق هذه الحادثة التاريخية حتى هذه اللحظة، ولم يعرف العالم الحقيقة الكاملة حولها، ولم يتبين على سبيل القطع واليقين كل الملابسات والأطراف التي شاركت في التخطيط، أو التواطؤ، أو التيسير.
منذ قرن من الزمان والعالم العربي يعيش حالة دائمة ومستمرة، وبوتيرة منتظمة من الإرباك والتشتيت..
في كل أزمة تلمّ بأمتنا العربية أو بأحد أقطارها، أجدني مستحضراً تلك الأسطورة التي تعودت سماعها في الصغر من حكماء القرية القابعة في حضن جبل في أواسط صعيد مصر حيث يكمن المخزون القيمي للمجتمع المصري على حد تعبير لويس عوض.
يعلمنا فلاسفة الإغريق أن الفضيلة وسط بين رذيلتين، فالشجاعة فضيلة لأنها وسط بين الجبن والتهور، والكرم فضيلة لأنه وسط بين البخل والإسراف، والطموح كذلك فضيلة لأنه وسط بين الخمول والطمع.
من أخطر نتائج موجة الانتفاضات أو الثورات العربية التي بدأت مع الربيع العربي المشؤوم، وما زالت تتردد شعاراتها في أزمة السودان الحالية هو تفكيك المجتمعات وإهدار قيمة الإنسان.
هناك معادلة مستقرة للعلاقة بين هؤلاء الثلاثة، تعرفها الدولة التي سارت على طريق الاستقرار والتنمية والفعالية السياسية، هذه المعادلة تقوم على حدود واضحة لدور كل منهم، وعلاقة راسخة بينهم، بحيث لا يتم تبادل أو تداخل أو تصارع الوظائف والأدوار.
قد يظن البعض أن المشهد العربي الحالي بكل ما فيه من بؤس شيء جديد، أو أن النتيجة الكارثية للثورات العربية كانت بفعل مؤامرات خارجية، أو أن الثورات المضادة هي التي أجهضت الربيع العربي، وحالت دون تحقيق آمال الشعوب.
في كتابه "مصر الحديثة" الذي لخص فيه تجربة مصر تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً، الذي صدر بالإنجليزية عام 1916 في 1248 صفحة، في مجلدين.
بداية لا بد من التفرقة بين الدين والتدين، فالدين لله، وهو يشمل كل الكتب السماوية، وأتباع الأنبياء والرسل.