د. نصر محمد عارف
أكاديمي وكاتب صحفي - مصر
أكاديمي وكاتب صحفي - مصر
الحوار في المجتمعات البشرية عادة يتعلق بصناعة المستقبل، والتخطيط الجيد له، والسعي للعبور إلى حالة أفضل وأرقى من الحاضر ومن الماضي.
قديما قالوا: لا يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل. واليوم لا يحتاج الإنسان لدليل ليقول إن محور تفاعلات العالم السلمية والحربية هو الاقتصاد، وأن الهدف الأسمى للدول والمؤسسات والأفراد هو الاقتصاد، إما لمعالجة أزمة اقتصادية، وإما لتحقيق حظوة مالية
على الرغم من أنه لم يتم الإفراج عن وثائق هذه الحادثة التاريخية حتى هذه اللحظة، ولم يعرف العالم الحقيقة الكاملة حولها، ولم يتبين على سبيل القطع واليقين كل الملابسات والأطراف التي شاركت في التخطيط، أو التواطؤ، أو التيسير.
منذ قرن من الزمان والعالم العربي يعيش حالة دائمة ومستمرة، وبوتيرة منتظمة من الإرباك والتشتيت..
في كل أزمة تلمّ بأمتنا العربية أو بأحد أقطارها، أجدني مستحضراً تلك الأسطورة التي تعودت سماعها في الصغر من حكماء القرية القابعة في حضن جبل في أواسط صعيد مصر حيث يكمن المخزون القيمي للمجتمع المصري على حد تعبير لويس عوض.
يعلمنا فلاسفة الإغريق أن الفضيلة وسط بين رذيلتين، فالشجاعة فضيلة لأنها وسط بين الجبن والتهور، والكرم فضيلة لأنه وسط بين البخل والإسراف، والطموح كذلك فضيلة لأنه وسط بين الخمول والطمع.
من أخطر نتائج موجة الانتفاضات أو الثورات العربية التي بدأت مع الربيع العربي المشؤوم، وما زالت تتردد شعاراتها في أزمة السودان الحالية هو تفكيك المجتمعات وإهدار قيمة الإنسان.
هناك معادلة مستقرة للعلاقة بين هؤلاء الثلاثة، تعرفها الدولة التي سارت على طريق الاستقرار والتنمية والفعالية السياسية، هذه المعادلة تقوم على حدود واضحة لدور كل منهم، وعلاقة راسخة بينهم، بحيث لا يتم تبادل أو تداخل أو تصارع الوظائف والأدوار.
قد يظن البعض أن المشهد العربي الحالي بكل ما فيه من بؤس شيء جديد، أو أن النتيجة الكارثية للثورات العربية كانت بفعل مؤامرات خارجية، أو أن الثورات المضادة هي التي أجهضت الربيع العربي، وحالت دون تحقيق آمال الشعوب.